مصر تتضامن مع السودان فى «كارثة الفيضان»

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى تضامن مصر الكامل مع السودان الشقيق فى الظروف التى يمر بها جراء الفيضانات التى اجتاحت عددا من الولايات السودانية، وذلك فى إطار ما يجمع البلدين الشقيقين وشعبى وادى النيل من أواصر أخوية وتاريخية راسخة.
وأعرب الرئيس السيسى، خلال اتصال هاتفى أجراه مساء أمس، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى الفريق أول عبدالفتاح البرهان، عن خالص تعازى مصر، حكومةً وشعبًا، لجمهورية السودان الشقيقة ولذوى ضحايا الفيضانات، داعيًا الله، عز وجل، أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الفريق أول عبدالفتاح البرهان أعرب عن خالص تقديره للرئيس السيسى على تعازيه ومشاعره الصادقة، مشيرًا إلى ما تعكسه من خصوصية العلاقات المصرية - السودانية على المستويين الرسمى والشعبى وما تتميز به من قوة ومتانة.
فى سياق موازٍ، جددت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدى، موقف السودان من ضرورة التوصل لاتفاق قانونى ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبى، فى الوقت الذى تعرضت فيه العاصمة السودانية الخرطوم وعدد من الولايات السودانية لأمطار غزيرة وفيضانات وسيول تسببت فى انهيار أكثر من 400 منزل بالسودان.
واستقبلت «الصادق» بمكتبها، أمس، آنيت ويبر، مبعوث الاتحاد الأوروبى للقرن الإفريقى، مؤكدة متانة العلاقات مع الاتحاد الأوروبى، وقدمت شرحًا حول الأوضاع بالمنطقة، وعلاقات السودان مع دول الجوار، وجهود السودان فى دعم السلام والاستقرار فى المنطقة.
وعبّرت عن قلق الحكومة بشأن الأوضاع فى إثيوبيا، وجهود الحكومة السودانية لحل النزاع هناك عبر مبادرة رئيس الوزراء السودانى عبدالله حمدوك، وقدمت شرحًا حول موقف السودان من سد النهضة وتمسكه بضرورة التوصل لاتفاق قانونى ملزم بين الأطراف الثلاثة.
وأشارت الوزيرة إلى طلب السودان استبدال قوات البعثة الأممية فى أبيى، والتى تتكون من عناصر إثيوبية، بقوات من جنسيات متعددة، لافتة إلى الدور المهم الذى يلعبه السودان فى المنطقة واختياره كمقر إقليمى لمكافحة الهجرة غير الشرعية، داعية الاتحاد الإفريقى للعب دوره فى دعم جهود السلام فى المنطقة.
وأعلنت مبعوث الاتحاد الأوروبى دعمها لحل قضايا المنطقة والمساعدة فى حل النزاع بين السودان وإثيوبيا عبر الحوار، مؤكدة أهمية الاستقرار فى المنطقة ككل وضرورة اضطلاع السودان بدوره المهم فى المنطقة لدعم السلام.
فى سياق آخر، سجل منسوب النيل عند الخرطوم أمس 17.14 متر، أى أقل من أعلى منسوب ب52 سم، بينما سجلت شندى منسوبا بلغ 17.95 أقل من أعلى منسوب ب49 سم. وسجل الإيراد عند الحدود السودانية- الإثيوبية: النيل الأزرق 631 مليون متر مكعب يوميًا، ونهر عطبرة 183 مليون متر مكعب فى اليوم، والنيل الأبيض 130 مليون متر مكعب يوميًا.
وقررت لجنة الفيضانات التابعة لوزارة الرى السودانية المحافظة على التصريفات خلف سد الروصيرص فى حدود 550 مليون متر مكعب فى اليوم لحين إشعار آخر. وناشدت اللجنة، فى بيان لها، المواطنين السودانيين فى كل القطاعات أخذ الاحتياطات اللازمة.
فيما ارتفع منسوب نهر الدندر بشكل متسارع وقياسى، حيث سجل عند محطة قياس مدينة الدندر التابعة لوزارة الرى والموارد المائية 12.72 متر.
وأوضح فنى أول محطة قياس الدندر، معتز بلال، فى تصريح (لسونا) أن غزارة هطول الأمطار ومياه الخيران المنحدرة من الأراضى والهضبة الإثيوبية أدت لارتفاع وزيادة المنسوب.
وتجول العبيد إدريس عبدالله، المدير التنفيذى ورئيس لجنة الطوارئ بمحلية الدندر، بمحطة القياس، كما وقف على ارتكازات الدفاع المدنى، مؤكدا أن غرفة الطوارئ تتابع الموقف على مدار الساعة، داعيا المواطنين إلى اتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مواقع الهشاشة حفاظا على الأرواح والممتلكات.
وأعلن المسؤولون السودانيون بولاية النيل الأبيض أن هناك عددا من القرى تأثرت جراء هذه الأمطار والسيول، من بينها قرية أم بعتوت الشرقية وأم بعتوت العوايدة وأم بعتوت الفكى أحمد، وقرية الميرم.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن الإحصاءات الأولية للأضرار والخسائر فى المنازل والممتلكات والأراضى الزراعية والثروة الحيوانية بلغت 341 أسرة متضررة و146 انهيارا كليا فى المنازل و290 انهيارا جزئيا فى المنازل، منها: 100 أسرة فى قرية أم بعتوت الشرقية، وانهيار كلى ل71 منزلا وانهيار جزئى ل78، فيما تضررت 27 أسرة فى قرية أم بعتوت العوايدة، وانهارت كليا 6 منازل وجزئيا 17 منزلا، أما فى قرية أم بعتوت الفكى أحمد فتضررت 15 أسرة، وانهار كليا 33 منزلا وجزئيا 57، وبخصوص قرية الميرم فقد تضررت 199 أسرة، وانهار كليا 36 منزلا وجزئيا 139.
وأضاف الدرديرى بابكر الأمين، مدير وحدة قلى شمال بولاية النيل الأبيض، أن هناك قرى محاصرة تماما بالمياه من كل جانب، كما أنه يجرى العمل على حصر التلف فى مجال المساحات الزراعية ونفوق الثروة الحيوانية.
وأكد مدير وحدة قلى شمال أنه تمت مخاطبة كافة المنظمات العاملة فى مجال العون الإنسانى وجهات الاختصاص بغية توفير مواد الإيواء والغذاء للمتأثرين، وكذلك العمل على تأمين الجانب الصحى وسط هذه المناطق المتأثرة.
وتسببت السيول فى قطع بعض الطرق الرئيسية، حيث انقطع طريق ود النيل- الدمازين عند خور الملوية للمرة الثانية، بعد أن أفلحت الهيئة القومية للطرق والجسور القطاع الأوسط فى معالجته فى المرة الأولى، وذلك بسبب السيول حيث قطع الطريق على موقعين من الشارع. كما توقفت حركة المرور فى طريق خور القعرة بسبب الأمطار والوحل مع استمرار تدفق مياه السيول والأمطار. وشهدت ولاية سنار أمطارا غزيرة بمناطق متفرقة من الولاية.
كان وزير الرى والموارد المائية السودانى، ياسر عباس، كشف عن تمكن السودان، لأول مرة، من استخدام الخزانات السودانية (الروصيرص ومروى) فى كسر حدة الفيضان خلال شهرى يوليو وأغسطس، حيث حددت لجنة الفيضان لأول مرة ما يسمى «التصريف الآمن» الذى بلغ 800 مليون متر مكعب خلف سد مروى ومن 550 إلى 650 مليون متر مكعب خلف سد الروصيرص.
وقال وزير الرى السودانى إن إحدى أهم سمات فيضان هذا العام الإيراد الكبير غير المتوقع من النيل الأبيض والذى يفوق كل ما تم رصده خلال المائة عام السابقة، ‏حيث كان متوسط إيراد النيل الأبيض يتفاوت بين 70 و80 مليون متر مكعب يوميًا فى الأعوام السابقة خلال شهر يوليو، ليرتفع إلى ما بين 120- 130 مليون متر مكعب فى اليوم فى الموسم الحالى.