اثنان منهم أشقاء والثالث أسس المرصد الفلكي.. 3 مصريين نالوا شرف إمامة الحرم المكي (صور)

«لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك».. أيام قليلة ونبدأ سماع نداء التلبية خلال شعائر الحج التي ستنطلق خلال أيام قليلة، ومع كل عام يبدأ الجميع مراجعة ذكرياته خلال هذه الأجواء، المصاحبة لأجواء عيد الأضحى المبارك .
ومع اتجاه النظار خلال الأيام المقبلة لمكة المكرمة، لمتابعة شعائر الحج، لا ننسى ثلاثة مصريين تولوا منصب إمام الحرم المكى، هذا المنصب الرفيع الذي لايصل إليه إلا العلماء، ويحسب العديد منا أن هذا المنصب مقتصر فقط على المشايخ والعلماء السعوديين، ولكن في حقيقة الأمر وصل إلى هذا الشرف 3 من قرى مصر من خريجى الأزهر الشريف .
وترصد «المصري اليوم» في السطور التالية أهم المعلومات عن هؤلاء الثلاثة :
الشيخ عبدالظاهر أبوالسمح الذي ولد بقرية التلين بمركز منيا القمح بالشرقية، وهو اول إمام للحرم من خارج المملكة العربية السعودية، ثالث أئمة الحرم الشريف بشكل عام .
1- الشيخ عبدالظاهر أبوالسمح كان يتمتع بصوت عذب في قراء القرآن الكريم ،وأتى به الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1926 من ليتولى المنصب الديني الرفيع، وليؤم ويخطب في الحرم.
ينتمي الشيخ الراحل لعائلة عُرفت باهتمامها بالقرآن، فأتم حفظ كتب الله على يد والده في سن التاسعة، ثم التحق بالأزهر فقرأ روايات القرآن السبع، كما اهتم بالتفسير والفقه واللغة العربية، وتلقى تعليمه على يد عدد من الشيوخ مثل الشيخ محمد الشنقيطي والإمام محمد عبده، وعكف على دراسة كتب ابن تيمية وابن القيم، كما أنه كان صاحب نشاط علمى، وأسس مدرسة دار الحديث المكية، وكان أول من استعمل الميكرفون في المسجد الحرام، وانقل رحمه الله إلى جوار ربه بمصر عام 1951.
2- الشيخ عبدالمهيمن أبوالسمح، شقيق الشيخ عبدالظاهر أبوالسمح الذي تحدثنا عنها في السطور الماضية، وولد أيضا بقرية التلين بمركز منيا القمح بالشرقية عام 1980، واستدعاه الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1950 لإمامة المصلين في المسجد الحرام.
ويعد السمح صاحب أقدم تسجيل تليفزيونى بين أئمة الحرم، حيث ظهر في لقطات متفرقة كانت جزءا من فيلم وثائقى عن زيارة الرئيس المصرى السابق محمد نجيب للحرم الشريف، ويعد الإمام من أكبر الداعمين لفكرة رابطة العالم الإسلامى.
الشيخ عبدالمهيمن أتم وهو في العاشرة من عمره حفظ القرآن في الشرقية، وحفظ بعض المتون كالألفية لابن مالك والشاطبية للإمام الشاطبي، وجمع القراءات، ثم التحق بالأزهر وتلقى علومه على أيدي كبار علمائه، فتلقى القرآن والتفسير والفقه والحديث واللغة، وقد كان من شيوخه الشيخ محمد عبده والشيخ الزنكلوني والشيخ الشرشابي، ثم قام بفتح مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بجوار إدارة جماعة أنصار السنة المحمدية بعابدين بالقاهرة.
غادر الشيخ إلى دمشق في العام 1914 وكان عمره حينها 25 عاما وبقي هناك بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى حيث أقام مدرسة لتعليم الأطفال سماها المدرسة المحمدية، ثم سافر بعدها لمدينة جدة وأقام بالقرب من أخيه عبدالظاهر أبوالسمح.عينه الملك عبدالعزيز آل سعود ليقوم بإمامة المصلين في المسجد الحرام، واستمر في منصبه حتى عام 1388ه ،وتوفي الشيخ عبدالمهيمن في 27 رمضان 1399ه عن عمر يناهز 92 عاما ودفن بمكة المكرمة.
3- الشيخ محمد عبدالرازق حمزة، الذي ولد بكفر الشيخ عامر ببنها بالقليوبية وقدم مع الشيخ عبدالظاهر أبوالسمح، لكنه أمّ المصلين في الحرم النبوى أول الأمر إلى أن صدر أمر بتعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام، وكان له نشاطاً علمياً، وشارك في تأسيس دار الحديث المكية، كما أنه درس في المعهد العلمى .
تعلم الشيخ المبادئ الأولى في القراءة والكتابة والقرآن الكريم في كُتَّاب القرية، ثم التحق بالأزهر، وعقب تخرجه اتجه إلى دار الدعوة والإرشاد التي أنشأها الشيخ محمد رشيد رضا، وكان «حمزة» أول من فكر في تأسيس مرصد فلكي في مكة المكرمة، وتحديدا على رأس جبل أبي قبيس، للاستعانة بآلاته على إثبات رؤية هلال رمضان، ورؤية هلال ذي الحجة، وتحديد وقفة عرفات وعيد الأضحى، وعرض الفكرة على الملك سعود بن عبدالعزيز فوافق، وأصدر أمرا ببناء غرفة خاصة للمرصد على قمة جبل أبي قبيس كما ساعده في جلب بعض آلات الرصد.
انتقل محمد عبدالرازق إلى جوار ربه في عام 1972 وتم دفنه في مكة المكرمة.