المخرج شريف عرفة يعيد الحياة ل قصر فاروق بالقصير

بعد نحو ربع قرن من إخلائها، وتصفية أعمالها، وتسريح عمالها، وعرض المنشآت التاريخية والمعدات الضخمة للبيع بالمزاد العلنى، أعادت السينما الحياة من جديد لمنشآت شركة فوسفات القصير، التى أقامها الإيطاليون، قبل 110 أعوام، وذلك من خلال استغلال تلك المنشآت كمناطق تصوير خارجية لعدد من مشاهد فيلم «الجريمة» الذى يخرجه شريف عرفة.
كان فريق العمل وأبطال الفيلم أحمد عز ومنة شلبى وصلوا إلى مدينة القصير، جنوب البحر الأحمر، ولم يجد المخرج شريف عرفة مكانا مناسبا لتصوير أحداث الفيلم، الذى تدور أحداثه فى الستينيات بمدينة القصير، إلا منشآت ومبانى شركة القصير للفوسفات، فاختار قصر الملك فاروق بالشركة ليكون مقرا لقسم شرطة القصير ومديرية أمن البحر الأحمر.
قبل بدء التصوير، تمت الاستعانة بعدد من مهندسى الديكور لتجهيز القصر المهجور ووضع أثاث وصور تناسب ذلك التوقيت، كما تمت الاستعانة بسيارات شرطة قديمة، تناسب الفترة الزمنية، فيما يستمر التصوير لمدة أسبوع.
ويضم مقر شركة القصير للفوسفات عددا من المنشآت التاريخية الصناعية والإدارية، أنشأتها الشركة الإيطالية، ولا يزال الإيطاليون، يأتون من بلادهم لزيارتها واستعادة ذكرياتهم فيها، ومنها مبنى «بيت الإدارة»، و«المدرسة الإيطالية» و«الاستراحة»، حيث الغرف والأجنحة الخاصة بكبار الزوار، وقد زارها الملك فؤاد عام 1926 عند افتتاح مناجم البيضة بالقصير، كما زارها الملك فؤاد والملك فاروق أكثر من مرة، وكذلك الرئيس جمال عبدالناصر، وهو ما جعل كثيرين يلقبونها بالاستراحة الملكية أو استراحة فاروق. وطالب أهالى مدينة القصير، وزير السياحة والآثار، الدكتور خالد العنانى، بالتدخل للإبقاء والحفاظ على المنشآت والمبانى التاريخية بالمنطقة.