كأس العالم لليد وضحايا كورونا

فى عالم مسكون بالظنون والشكوك والهواجس والمتربصين.. لا يكفى إعلان انسحاب الولايات المتحدة وجمهورية التشيك والرأس الأخضر من كأس العالم لكرة اليد التى تستضيفها مصر حاليًا نتيجة إصابة لاعبيها بالكورونا.. فالخبر بهذا الشكل المختصر قد يوحى بأن هذه المنتخبات أصيب لاعبوها بالكورونا وهم فى مصر، خاصة أن الانسحاب كان قبل بدء البطولة بيومين أو يوم واحد.. والحقيقة أن هذه المنتخبات لم تأتِ أصلاً إلى مصر وأصيب لاعبوها بالكورونا سواء فى بلادها أو حيث كانت تقيم معسكرات إعدادها للمشاركة فى البطولة.. فالمنتخب الأمريكى، على سبيل المثال، أقام معسكر إعداده فى الدنمارك منذ الرابع من يناير.. وأجرى خلال المعسكر أكثر من مسحة كانت سلبية للجميع فى كل مرة باستثناء المرة الأخيرة قبل السفر إلى مصر حيث تبين إصابة 10 لاعبين و7 من جهازهم الفنى والإدارى.
وقال المدير الفنى روبرت هيدين إنهم يعتقدون أن أحد الذين جاءوا من الولايات المتحدة إلى الدنمارك وانضم للمعسكر جاء مصابًا وتسبب فى نقل الفيروس إلى كل الآخرين.. وكان كلام هيدين يدين الولايات المتحدة التى سمحت بسفر مصاب بكورونا، ويدين الدنمارك أيضا التى سمحت بدخول أحد المصابين دون اكتشاف ذلك.. وفى البرتغال كان معسكر إعداد منتخب الرأس الأخضر الذى كان سيشارك للمرة الأولى فى تاريخه فى كأس العالم لكرة اليد وفوجئ بإصابة 7 من لاعبيه بالكورونا قبل السفر إلى مصر.. أما منتخب جمهورية التشيك فقد فوجئ أيضا فى اليوم الأخير قبل السفر إلى القاهرة بإصابة عدد من لاعبيه بالكورونا واضطر للاعتذار فى اللحظة الأخيرة.
وبالتأكيد لا يعنى ذلك إدانة أو انتقاصًا من حرص والتزام هذه المنتخبات أو إجراءات السلامة والوقاية، سواء فى الدنمارك أو البرتغال أو جمهورية التشيك.. فمع الموجة الثانية العالمية حاليًا لوباء كورونا.. لا تعنى الإصابة بالضرورة إدانة لأى أحد أو مسؤول أو بلد.. لكننى فقط أحببت توضيح أين ومتى كانت إصابات هذه المنتخبات الثلاثة والتى حدثت بشكل مفاجئ رغم كل إجراءات العزلة والحماية.. وماذا كان سيقال هنا وهناك لو أن هذه المنتخبات جاءت بالفعل إلى مصر ثم اكتشفت وأعلنت إصابات لاعبيها.. وأتمنى سلامة الجميع، وواثق أن مصر ومعها كثيرون جدًا فى العالم يتمنون ويحرصون على نجاح البطولة الحالية ليس فقط من أجل كرة اليد إنما لمصلحة الرياضة كلها.