«باب مصر».. رحلة «التراث المصري» من التحطيب إلى الأراجوز

«حكاوى تاج الجزيرة.. العدرا والدير.. عالم الأراجوز.. رسومات عن الحج بأنامل قبطية.. حوار مع آخر صُناع السواقى فى الفيوم.. تاريخ القباب والأضرحة فى صعيد مصر.. بيوت الأجانب المبنية من الخشب فى بورسعيد.. الجذور العائلية والاجتماعية للشخصية المصرية.. عالم (الندّابات) وفن (العديد) أو الرثاء الشعبى للموتى».. عناوين موضوعات متميزة حملتها دفتا عدد مجلة «باب مصر.. حكايات عن الثقافة والتراث والفن»، الصادر مؤخرًا بمناسبة مرور 6 سنوات على إطلاق موقع «باب مصر»، المهتم بالثقافة والتراث، والذى يُعد أول منصة صحفية فى المنطقة العربية تهتم بالتراث المحلى المصرى المادى وغير المادى، وهو ما عبرت عن قيمته وأهمية كشف النقاب عن أسراره فاطمة فرج، مدير عام مؤسسة «ولاد البلد»، فى افتتاحية المجلة، بتأكيدها أن «صحافة التراث هى اكتشاف وتأصيل للهوية وعنوان الحضارة والتنمية المستدامة».
«يا حارس السجن بل يا تاج قاطبه.. أكرم كريمًا إذا سعده ذل».. بيت من الشعر كتبه التهامى أفندى أو التهامى أحمد موسى، الذى سلطت المجلة، الصادرة عن مؤسسة «ولاد البلد للخدمات الإعلامية»، الضوء على دوره فى ثورة 1919 وإذكائه روح الثورة فى الجماهير من خلال كلماته ومواقفه الوطنية التى جعلت الجماهير تطلق عليه لقب (شاعر ثورة 19)، حيث رافق عمه حافظ بك الكلحى فى مسيرة الكفاح الوطنى ضد الاحتلال الإنجليزى فى نجع حمادى، وكانا يمثلان حجر عثرة أمام جنود الاحتلال، واضطرا لتسليم نفسيهما للقوات طواعية تخوفًا من انتقام الجنود الإنجليز من أبناء قريتهم، وحين أفرج عنه دون عمه بعد 6 أشهر فى السجن كتب قصيدة طويلة كان مطلعها بيت الشعر السابق.
المجلة- التى يشارك فى تحريرها تامر المهدى وكريم منير- ضمت 4 أقسام، هى: التراث الذى يسلط الضوء على عالم المأثورات الشعبية وفنون وأصول وقواعد التحطيب وجولة إلى العالم السحرى ل(عيد العذراء مريم) فى درنكة، إلى جانب فن الرثاء الشعبى للموتى، إلى جانب قسم خاص عن الآثار، إلى جانب حوار خاص جدًا مع آخر صُناع السواقى فى مدينة الفيوم.
غلاف مجلة «باب مصر»
وخصصت المجلة بابًا للأدب والفنون، تطرق إلى إلقاء الضوء على إبداع رسومات عن الحج بأنامل قبطية، وقصة تأسيس أول مدرسة للباليه فى محافظة المنيا، إلى جانب حكاوى تاج الجزيرة وفن النحت. وتضمن الباب الرابع أرشيفًا يلقى الضوء على إبداعات جدودنا.
وعن «فن الواو» حملت دفتا المجلة مقطعًا من حوار مع الشاعر عبدالستار سليم، تحدث خلاله عن سبب تسمية هذا اللون الفنى بهذا الاسم، وقال إنه تمت التسمية بهذا الاسم لأن شاعر «فن الواو» يبدأ بقول: «وقال الشاعر»، حيث يسبق الشعر قالب «واو» لينسبه إلى آخر مجهول حتى لا يتعرض لأذى، ثم المربعات التى تتكون من 4 شطرات تحمل القضية كاملة، ولا تحتاج مربعًا قبلها وبعدها مثل المبتدأ والخبر. وعن أهمية إعادة اكتشاف التراث المجهول فى مصر، «التراث القبطى وغير المادى وتراث المتاحف»، نظمت المنصة الإلكترونية ل«باب مصر» ندوة حول صحافة التراث، عبر تطبيق «زووم»، شارك فيها العشرات من الصحفيين والمهتمين بصحافة التراث. وسلطت الدكتورة دعاء أبوالمجد، الأستاذ المساعد بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة بحلوان، خلال محاضرة لها، الضوء على مفهوم إعادة اكتشاف التراث المجهول غير المعلوم لدى الكثير من المواطنين الذين لا يعلمون شيئًا عن العديد من الأماكن التراثية والأثرية فى مصر.
ووصفت تراث مصر بالمتنوع والمتميز مقارنة بالعديد من دول العالم الأخرى، والذى لا يقتصر على الفترة أو الحقبة الفرعونية التى يعتقد كثيرون أنها وحدها ما تكون تراث مصر فقط، دون معرفة أن التراث المصرى يتضمن فترات ما قبل التاريخ، ثم الفترات الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية، وعمارة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، الممثلة فى مبانٍ وعقارات بات معظمها مُهدَّدًا بالهدم فى أغلب المناطق.