وصلنى ڤيديو عبر" الواتس آب" من رقم وهمى بالطبع يحتوى على فتوى بصوت أحد الشيوخ تحرم الإحتفال بالكريسماس مصحوبة بمؤثرات صوتية مرعبة تبين عقوبة المسلم الذى يحتفل فى هذا اليوم ، وتعجبت من هذه الأفكار المغلوطة والمجهولة المصدر والوسيلة التى يستخدمها مروجوها خاصة أن هذا الفيديو يؤكد أن المسلمين ليس لديهم أعياد غير عيدين الفطر والأضحى وتذكرت أنه فى مثل هذا التوقيت من كل عام يخرج علينا بعض مشايخ الدعوة السلفية وأعضائها بتحريم الإحتفال بالكريسماس وتهنئة الإخوة الأقباط بأعيادهم وسيل من الفتاوى تحرم الإحتفال بالمولد النبوى الشريف من خلال صفحاتهم الإليكترونية ومواقع الإخبارية ومواقع التواصل الإجتماعى ولا يعلم دعاة التيار السلفى المتشدد أن هذه الفتاوى يأخذها الناس على سبيل المزح والسخرية فعلى مدى التاريخ ونعيش فى مصر مسلمين ومسيحيين نسيج واحد متحابين متجاورين نخاف على بعضنا البعض نشارك بعضنا الإحتفالات والأفراح والأحزان ، تسكن فى الأحياء أو الشعبية ولا تعلم مسمى لجار مسيحى أو مسلم ، فالمسجد يبنى بجانب الكنيسة والكنيسة بجوار المسجد هنا الآذان وهناك جرس الكنيسة والمسلمون يحمون الكنائس والمسيحيين يحمون إخواتهم أثناء الصلاة وظهر هذا جلياً وبلغ ذروته فى التلاحم والمشاعر التلقائية الطيبة المتبادلة فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو وفى هذا السياق " اتذكر طنط نوال وابنتها جانيت جيراننا منذ خمسة عشر عاماً يحضرون لنا كحك العيد ويشاركوننا الفطار فى رمضان ويتجنبون تناول الطعام أمامنا حتى موعد الإفطار ، وحالياً أعز أصدقاء ابنى أمير يخافون على بعضهم البعض يتبادلون مذكرات الدروس ويذهبون النادى سوياً يحترم كل منهما ديانة الآخر وعقائده كما لا يعلم هؤلاء أن هذه الفتاوى تزيد كراهية الناس لهم وتؤكد أنهم يسيروا على خطى الإخوان وأن التهنئة بين المسلمين والمسحيين هو أمر إنسانى واجتماعى فهى من باب إدخال الفرحة على الإنسان. وأنها من البر كما ردت دار الإفتاء وأعضاء بمجمع البحوث الإسلامية على هذه الفتاوى، بالتأكيد على أن الاحتفالات بالمولد النبوي تعتبر قربة إلى الله، كما أن تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد نوعا من أنواع البر فمن البر رد التحية بتحية مثلها أو أفضل منها ورد التهنئة بتهنئة وهو ما يؤكده قوله الله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى"،كما قال الله تعالى "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، و أخيراً فإن تقديم التهنئة من المسلمين للمسحيين فى أعيادهم ليس إقراراً بأن عيدهم هو عيدنا ولكنها حقوق الإنسان على الآخر وبالفعل هم شركاء في الوطن ومبدأ العزلة المجتمعية مرفوضاً شكلاً وموضوعاً [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة