يعتقد منتصر الزيات أن فوزه فى انتخابات نقيب المحامين المقبلة مضمون بنسبة 99%، حيث إنه يعتمد على الأغلبية الصامتة التى تناصره دائما، حسب قوله، ويؤكد أن تاريخه مع الإخوان فى نقابة المحامين «مر»، وأن دعمهم فى الانتخابات المقبلة سيكون لصالح منافسه الدكتور محمد كامل، نائب رئيس حزب الوفد، إلا أنه يشدد على حبه واحترامه لهم قائلا: «حبى للإخوان حب من طرف واحد». وبين الصراعات السياسية والانتخابية والحديث عن الفساد المالى والإدارى والنقابى وبرنامجه الانتخابى، والخلافات مع النقيب الأسبق سامح عاشور، كان هذا الحوار مع منتصر الزيات المرشح لمنصب نقيب المحامين.. ■ فى البداية لو لم تكن مرشحاً لمنصب النقيب لمن كنت ستعطى صوتك؟ - لرأفت نوار، شيخ محامى الإسكندرية، لأنه محام محترف نقابى يشعر بهموم المحامين ولم يترشح لهذا المنصب من قبل. ■ هل توجد لديك أى نية للتنازل هذه المرة مثلما حدث الدورة السابقة؟ - بالطبع لا، فأنا ترشحت لهذه الانتخابات لكى أنجح وأكون نقيبا للمحامين. ■ البعض يتحدث عن اتفاقك مع جماعة الإخوان المسلمين لدعمك خلال الانتخابات المقبلة؟ - مطلقاً لم يحدث أى اتفاق معهم، ولم أحصل على دعمهم حتى الآن. ■ ولكنك أكدت فى أكثر من مناسبة أنك حصلت على وعد من الإخوان أنك ستكون مرشحهم لو لم يترشح أحد من أعضاء الجماعة للمنصب؟ - حقيقى، لكننى حصلت على هذا الوعد من المحامين الإخوان وليس مكتب الإرشاد، ومع احترامى الشديد لو كنت أربط نجاحى فى هذه الانتخابات بمساندة الإخوان فقط لتقدمت بأوراق ترشحى فى مكتبهم بالمقطم. ■ هذا يعنى أنك لن تسمح بوجود التيارات السياسية بالنقابة حال انتخابك كنقيب؟ - إذا كان مسموحا فى فترة من الفترات أن تستقبل نقابة المحامين هذه التيارات فهذا لأن النقابة منبر من لا منبر له، وكانت هذه التيارات تعمل فى النقابة لأن العمل السياسى كان محظوراً عليها، أما الآن فالوضع اختلف، وبصراحة شديدة لست مؤمناً بالأيديولوجيات فى النقابة، ومقتنع بأن دور النقابات هو مهنى قومى خدمى فقط. ■ ولكن تاريخك بالنقابة يؤكد أنك أحد أعضاء التيار الإسلامى به؟ - هذا غير صحيح، والدليل أنى عام 1988 قرر أحمد الخواجة نقيب النقباء، رفع رسوم الاشتراكات والدمغات، وكنت أرى فى ذلك الوقت أن هذا القرار يثقل كاهل المحامين، وحينما طرح الأمر على المجلس كان مختار نوح مقرر لجنة الشريعة وقتها وباقى أعضائها يهتفون «إسلامية إسلامية»، وكنت أقف أنا على اليسار ومعى عصام الإسلامبولى ومحمد عصفور وأحمد ناصر نهتف «الميزانية يا حرامية». ■ فى رأيك ما هو سبب تدهور الأوضاع فى نقابة المحامين خلال الفترة الأخيرة؟ - الذى أضعف نقابة المحامين وهمشها وجعل الحزب الوطنى يتحكم فيها ويسيطر عليها هو الصراع بين التيار الإسلامى والتيار القومى. ■ مختار نوح أكد أنه ليس مرشح الإخوان وأنت تنفى الاتفاق معهم.. فمن هو مرشحهم إذا؟ - محمد كامل هو مرشح الإخوان فى الانتخابات المقبلة والجميع يدرك ذلك جيداً، وكامل سيترشح ومعه قائمة من فلول الوطنى. ■ وما علاقة كامل بفلول الوطنى وهو نائب رئيس حزب الوفد؟ - ببساطة شديدة ياسين منصور الذى نهب أموال الشعب المصرى وهرب بها هو زوج ابنة محمد كامل، وكامل معروف أن له صداقات واسعة مع أعضاء الوطنى. ■ كل مرشح له كتلته التصويتية.. فمن هى الكتلة التى ستعتمد عليها فى الانتخابات المقبلة؟ - الأغلبية الصامتة من المحامين التى ساندتنى فى كل انتخابات خضتها وكان آخرها انتخابات عام 2005، فى الوقت الذى كان فيه للإخوان ولعاشور ولرجائى عطية تيارات تساندهم. ■ هل تتوقع دورا قويا للإخوان فى الانتخابات المقبلة؟ - بالطبع سيكون لهم دور قوى ومؤثر وسيشكلون أغلبية المجلس القادم. ■ ما تقييمك لأداء المجالس السابقة منذ عام 2000 وحتى الآن؟ - أوردت نقابة المحامين موارد التهلكة، والفساد المالى والإدارى بدأ فى عهد سامح عاشور، لأنه كان فساداً منهجيا منظماً، وكان يقفز على القانون ويتصرف فى نقابة المحامين لحسابه الخاص وأدارها بطريقة «فرعونية» فكان يلغى صلاحيات المجلس وينفرد وحده بالصلاحيات كلها، ولم يكتف بهذا ولكنه دخل فى صراع مع الإخوان ليقدم نفسه للسلطة على أنه الوحيد القادر على قمعهم والسيطرة عليهم. ■ من الواضح أنك على خلاف مع سامح عاشور؟ - أنا لست على خلاف مع أى شخص، وأزمة عاشور أنه يحول المنافسة إلى صراع، وأكبر مشاكله فى الحياة أنه «ودنى» يتأثر بوشايات من حوله. ■ من هو المنافس الحقيقى لك فى الانتخابات المقبلة؟ - سامح عاشور ومحمد كامل هما الأقوى لكن كليهما يعانى من ضعف شديد، وإن كان كامل أقوى لأنه سيلقى دعما من الإخوان. ■ ومختار نوح.. ألا تعتبره منافساً قوياً لك؟ - لا.. لأن نوح منذ أن اختلف مع جماعة الإخوان المسلمين وهو معتزل للحياة النقابية وقابع فى مكتبه، والكثير من المحامين لا يعرفونه، خاصة الشباب الذين يشكلون أغلبية جدول الجمعية العمومية، ولا أدرك لماذا فعل هذا بنفسه بالرغم من أنه نقابى ماهر وإدارى على أعلى مستوى. ■ هل تتوقع فوزك فى الانتخابات المقبلة؟ - إن شاء الله بنسبة 99%. ■ بعيدا عن الصراعات الانتخابية ما الخطوط الرئيسية لبرنامجك الانتخابى؟ - أول شىء أعد به المحامين هو تعديل قانون المحاماة عن طريق لجنة من شيوخ المهنة ثم عرضه على الجمعية العمومية ثم على مجلس الشعب المنتخب. ■ وما أزمة قانون المحاماة التى تجعلك تضعه فى قائمة أولوياتك؟ - مشكلة قانون المحاماة أن النظام السابق كان يعدله كلما احتاج أن يبقى نقيبا فى السلطة، وكان آخر هذه التعديلات ما قام به سامح عاشور عام 2009، حيث عدل القانون للقضاء على خصومه خاصة الإخوان المسلمين. ■ وديون النقابة والمخالفات المالية للمجالس السابقة.. ما موقفك منها؟ - أطالب منذ فترة النائب العام بالتحقيق فيها خاصة ما حدث فى عهد سامح عاشور، وأعلم جيدا أن كل المخالفات المالية للنقابة منذ عام 2000 حتى الآن توجد فى أدراج نيابة الأموال العامة، وهناك علامات استفهام كبيرة حول صمت النيابة عنها، وبوضوح شديد مخالفات سامح عاشور توجد عند محمد حسام رئيس نيابة الأموال العامة ولكنها مجمدة. ■ لماذا ساندت حمدى خليفة فى الانتخابات السابقة وتنازلت له بالرغم من أنك عدت وانتقدته بعد ذلك؟ - ساندته لأسباب عديدة أهمها أنه قدم تجربة ناجحة جدا بنقابة محامى الجيزة الفرعية، ولأن سامح عاشور كان لابد أن يتغير للقضاء على فرعونيته، وشعوره بأنه النقيب الأوحد، وانتقدت خليفة بعد ذلك لأنه ارتمى فى أحضان الحزب الوطنى. ■ هل ندمت على التنازل لحمدى خليفة؟ - لا أندم على خطوات اتخذتها بإرادتى، وخليفة كان يمكنه أن يقدم الكثير للنقابة ولكن صراعاته مع عاشور وتقربه من الحزب الوطنى حالا دون ذلك، ولو تمكن خليفة من تكرار تجربته فى الجيزة لأصبح من أعظم النقباء. ■ هل سيؤثر الصراع بين التيارين القومى والإسلامى على النقابة؟ - فى البداية أود أن أوضح أنه لا يوجد تيار قومى بنقابة المحامين، والقوميون الحقيقيون يعدون على أصابع اليد الواحدة، وبالتالى لا يوجد صراع من الأساس. ■ ولكن قائمة سامح عاشور تعرف بالقائمة القومية؟ - قائمة عاشور ليست قائمة قومية، لأن قائمته فى الانتخابات السابقة والحالية تضم أسماء تناصر الحزب الوطنى، ويكفى عاشور أن من بين قائمته الوردانى التونى، المستشار القانونى لقطاع البترول، ومهندس صفقة تصدير الغاز لإسرائيل. ■ كيف ستتعامل مع مشاكل شباب المحامين وخاصة ضعف الرواتب؟ - أسعى لتحقيق طموح شباب المحامين على المستوى النقابى وعلى المستوى العام، فعلى المستوى النقابى سأجعلهم شركاء فى إدارة النقابة، وعلى المستوى العام أنا مصر على تقنين العلاقة بين المحامى الشاب ومكتب المحاماة، ورفع مكافآت المحامين الشباب وجعلها إجبارية وتطبيق الحد الأدنى للأجور الذى أقرته الدولة بالتنسيق بين النقابة ومكتب المحاماة والدولة. ■ البعض يتهمك بأنك كنت على علاقة قوية بجهاز أمن الدولة المنحل؟ - تاريخى معروف للجميع، وهذا كلام «سخيف» وخصومه غير شريفة، والكل يعرف أنى قدمت لمصر والمحامين والنقابة ما لم يقدمه أحد.
