تعد دائرة إهناسيا من الدوائر القليلة في الصعيد التي لم تطلها يد التغير إداريا واحتفظت بمساحتها الجغرافية كما في الانتخابات السابقة، وكانت الدائرة المعروفة بأنها عاصمة مصر القديمة في عهد الفراعنة وبها الأسرتين التاسعة والعاشرة، وعلى مدار 60 عاما مضت كان نصيبها مقعدين في مجلس النواب، إلا أن هذه المرة أصبح للدائرة مقعد وحيد في الفردى ومقعد آخر في القائمة، وتضم مدينة إهناسيا و34 قرية. وتعتبر دائرة إهناسيا من أشرس الدوائر الانتخابية على مستوى المحافظة حيث اشتهرت خلال الفترة الماضية بسخونة الانتخابات ولها تاريخ سياسي طويل، فقد فاز في انتخابات 2015 النائب على بدر ب52 ألف صوت وكان النائب رقم 2 على مستوى مجلس النواب الذي حصل على هذا الرقم، وكان مستقلا وهذه الشعبية التي أهلته في الدخول في القائمة الوطنية عن حزب مستقبل وطن، وأيضا اختار الحزب منافس النائب في 2015 الذي دخل الإعادة ضده ولم يفز بالمقعد إلا أن حزب مستقبل وطن اختاره على المقعد الفردى، وحصل على رقم»1«ورمزه السلم . وتشهد الدائرة الصراع الأكبر على المقعد الفردى حيث ترشح 8 أشخاص، وتقدم قبل إغلاق باب التنازلات محمد نجل النائب السابق طارق عبدالجليل، وتنازل عن الترشيح عقب جلسة ودية جمعت اللواء سامى توفيق، المرشح الفردى من قرية سدمنت الجبل والنائب السابق ونجله المرشح الفردى في منزل الأخير بقرية بنى هانى، ليتم توحيد صفوف مجلس قروى سدمنت الجبل، وتم إلتقاط صورا تذكارية عقب إعلان تنازل نجل النائب السابق لصالح اللواء سامى توفيق، المستقل ورمزه الحصان، ويعتبر سامى توفيق، والذى كان يعمل مديرا لإدارة النجدة قبل خروجه على المعاش من وزارة الداخلية. فيما يأتى أحمد حسين البراوى، رئيس حزب صوت الشعب، من قرية براوة ورمزه الديك ويعتبر مجلسه من أكبر المجالس على مستوى الدائرة إذ تبلغ قوته التصويتية 45 ألف صوت، وكان البراوى في الانتخابات الماضية وصل إلى الإعادة إلا أن الحظ لم يحالفه في اقتناص المقعد، وعقب الانتخابات الماضية أسس حزبا باسم صوت الشعب وكان مقره الرئيسى في محافظة بنى سويف، وعقد مؤتمرا انتخابيا لمجلسه أعلن فيه لناخبيه أنه في حالة فوزه بالمقعد سيضخ مشروعات تصل إلى 100 مليون دولار لدائرته. فيما أعلن النائب السابق للدائرة اللواء محمد كساب، ورمزه طائرة هيلكوبتر، خوضه الانتخابات مستقلا، بعد أن كان ناجحا في الدورة البرلمانية الماضية عن حزب الشعب الجمهورى، وانضم لمستقبل وطن، إلا أن الحزب لم يرشحه ضمن قوائمه أو على المقعد الفردى، ما دعاه إلى الدخول مستقلا، وفوجىء النائب بترشيح هشام صادق ورمزه الأسد في مسقط رأس النائب بقرية النويرة ليقسم الأصوات الانتخابية ويضعه في مأزق جديد بعد تخلى مستقبل وطن عنه. أما سيد محمد سيد، مرشح مستقبل وطن، من أبناء بندر إهناسيا، والذى حرص على أن يكون المرشح الوحيد في البندر، ويجمع أصوات البندر وأصوات منافسه السابق الذي أصبح في القائمة الوطنية ويتصالحا مع بعضهما ويخوضا الانتخابات تحت مظلة مستقبل وطن لتكون له فرص في اقتناص المقعد من منافسيه الستة الموجودين على الساحة الانتخابية. ويبدو أن صراع المال والعائلات على السباق بالدائرة خاصة مع اختفاء العائلات الكبرى من الترشح حيث يسيطر الصراع المالي أو العائلي إضافة إلى فكرة «ابن البلد أو القرية».