هناك العديد من التحاليل التي يتم إجراؤها للسيدات حال تأخر الإنجاب لفحص الخريطة الهرمونية بالجسم، على رأسها هرمون «البرولاكتين» أو ما يسمى ب«هرمون اللبن»، الذي له علاقة وطيدة بتأخر الإنجاب، والمثير أن عدم انتظام هذا الهرمون له تأثير على الرجال أيضا قد يصل إلى العجز الجنسى. يقول الدكتور حاتم محمد حسن، استشارى أمراض النساء والتوليد، إن هرمون اللبن أو البرولاكتين يُفرز من الغدة النخامية الموجودة في قاع المخ، ويكون مسؤولا عن تكبير ثدى البنات في مرحلة البلوغ واستكمال نمو الثدى في المرحلة العمرية التالية، وعند الانتقال إلى مرحلة الحمل والولادة وما بعدها يكون مسؤولا عن إفراز وتصنيع اللبن في الثدى، مشيرا إلى أنه حال حدوث ازدياد في إنتاج الهرمون، يقوم بالتفاعل مع كفاءة التبويض ليصبح بعدها سببا من ضمن الأسباب المسؤولة عن تأخر الحمل، فضلا عن أن الزيادة الكبيرة في إفرازه يعد دليلًا على وجود ورم بالغدة النخامية. وأضاف حسن: «عدم الانتظام في هرمون البرولاكتين له تأثير على النساء والرجال أيضا، فتظهر أعراضه عند النساء في عدم انتظام الدورة الشهرية، وألم في الصدر قبل الدورة، بجانب التأخر في الإنجاب الذي يصل إلى حد العقم في بعض الحالات، علاوة على إدرار لبن من الثدى في غير أوقات الحمل والولادة، ومن الممكن أن يتسبب في زغللة بالعين والصداع وجفاف بالمهبل، أما الأعراض عند الرجال فتظهر على شكل قلة في الرغبة الجنسية وضعف في الانتصاب قد يصل إلى العجز الجنسى، والإصابة ب(التثدى) أي أن يكون ثدى الرجل كبيرا عن المعتاد». وأشار استشارى أمراض النساء والتوليد إلى أن أفضل وقت لسحب عينة الدم لإجراء تحليل هرمون البرولاكتين هو الصباح بعد الاستيقاظ من 4 إلى 6 ساعات، لأن هذا الهرمون يكون في أعلى معدلاته وقت الصباح، ويجب على المريضة أو المريض إخبار الطبيب حال تناولهما أي أدوية منومات أو مسكنات أو مهدئات أو مضادات الاكتئاب لأن هذه الأدوية من آثارها الجانبية رفع معدل هرمون اللبن بشكل كبير. وأكد أن نسبة هرمون البرولاكتين المضبوطة عند السيدات تتراوح من 3 إلى 23 نانوجرام/ مل (ng/ml) وتزيد في فترة الحمل لتتراوح من 10 إلى 210 نانوجرام/ مل، وتقل بعد انقطاع الدورة الشهرية «سن اليأس» من 2 إلى 20 نانو جرام/ مل، أما عند الرجال فتكون أقل من السيدات حيث تتراوح من 2 إلى 18 نانوجرام/ مل وأشار إلى أنه حال الإحساس بوجود وجع أو تكتلات «كلكعة» في الصدر قبل نزول الدورة الشهرية، فهذا فسيولوجيا مقبول، ولكن لو استمر يكون هناك خلل في الثدى، وبالتالى يجب التوجه للطبيب لمعرفة السبب، هل هناك خراج أو تمدد للغدد اللبنية أو مشكلة في هرمون اللبن، للبدء في العلاج، محذرا من استمرار السيدات في علاج الهرمون، حيث إن النسبة لابد أن تكون «منضبطة» دون ارتفاع أو نقصان.
