لاتزال أصداء حملة مقاطعة إعلانات «فيسبوك» مستمرة، وأحدث المنضمين هو شركة «فايبر»، المالكة لتطبيق الرسائل والمكالمات المجانية، التى أعلنت ليس فقط مقاطعة الإنفاق الإعلانى على موقع التواصل الاجتماعى الشهير، ولكن أيضًا إيقاف جميع علاقاتها التجارية، وتضامنها مع حملة «أوقفوا الكراهية من أجل الأرباح» (#StopHateForProfit). وذكر بيان للشركة، المملوكة لشركة «راكتون» اليابانية: «انتهاكات بیانات المستخدمین من قبل فیسبوك، وفشلها فى مكافحة خطاب العنف والكراهیة لم تعدمقبولة، لذلك قررت فایبر اتخاذ التدابیر اللازمة لوقف الإنفاق على الإعلانات، وإزالةجمیع نقاط الاتصال مع فیسبوك، وذلك لحمایة مستخدمى «فایبر»، الذین یصل عددهم إلى ملیار مستخدم حول العالم. ويأتى قرار «فايبر» فى الوقت الذى انتشرت فيه حملة «أوقفوا الكراهية من أجل الأرباح»، التى أطلقتها منظمات مدنية، منتصف يونيو الماضى، بما فى ذلك رابطةمكافحة التشهیر، التى اجتذبت إليها أكثر من 90 شركة أعلنت وقف دعايتها على «فيسبوك» فى الولاياتالمتحدة، ومن بينها عملاق السلع الاستهلاكية، «يونيليفر»، وشركة هوندا اليابانية، وترغب بعض الشركات فى توسيع نطاق المقاطعة ليشمل منصتى إنستجرام وتويتر المملوكتين لمجموعة فيسبوك. ومن بين أحدث تلك الشركات التى اتخذت خطوة وقف حملاتها الإعلانية «فورد»، و«أديداس»، و«إتش بى»، وقد انضمت إلى شركات سابقة، منها «كوكاكولا»، و«ستاربكس»، و«بيبسيكو» و«ستاربكس» و«فايزر» و«دياجو» و«باتاجونيا» و«فيريزون». وطالبت هذه الشركات وغيرها «فيسبوك» بضرورة التصدى لأى انتشار للمعلومات المضللة وخطاب الكراهية والعنف والعنصرية. ويرى محللون أن هذه المقاطعة ووقف الحملات الإعلانية من علامات تجارية عالمية ستكبد «فيسبوك» خسائر فادحة، مع الأخذ فى الاعتبار أن شبكة التواصل الاجتماعى لديها أكثر من 8 ملايين شركة معلنة. من جانبه، قال جمال أغوا، الرئیس التنفیذى لشركة فایبر: «لا تزال فیسبوك مستمرة فى إظهار الفهم السيئ لدورها فى العالم. لقد تخطت فیسبوك الخط الأحمر بسببسوء إدارتها لبیانات المستخدمین وانعدام الخصوصیة فى تطبیقاتها، إضافة إلى موقفها المتمثل فى تجنب اتخاذ الخطوات اللازمة لحمایة الجمهور من خطاب العنف والكراهیة. لسنا حكام الحقیقة، لكن الحقیقة أن هناك أناسا یعانون انتشار خطاب الكراهیة، ویجبعلى الشركات أن تتخذ موقفا واضحا». ونقلت صحيفة «جارديان» البريطانية، عن المتحدثة باسم شركة «باتاجونيا»، قولها: «لفترة طويلة، فشل فيسبوك فى اتخاذ خطوات كافية لوقف انتشار الأكاذيب البغيضة والدعاية الخطيرة على منصته». وأضافت: «من الانتخابات الآمنة إلى الوباء العالمى، إلى العدالة العرقية، فإن المخاطر أكبر من أن تستريح وتترك الشركة تواصل التواطؤ فى نشر المعلومات المضللة وإثارة الخوف والكراهية». وسحبت Ben & Jerry,s، شركة الآيس كريم، المعروفة بدعمها القوى للعدالة الاجتماعية، إعلاناتها من فيسبوك، لكن الشركة الأم Unilever، ومقرها المملكة المتحدة، أخبرت ال«جارديان» أنها بينما تدعم خطوة Ben & Jerry، فإنها لم تلتزم بعد بالقيام بالشىء نفسه. ويرى خبراء اقتصاديون، وفقا لمحطة «سى.إن.إن» الأمريكية، أن حملة المقاطعة على «فيسبوك» قد لا تكون مدمرة اقتصاديا لعملاق التواصل الاجتماعى، حيث إن ما أنفقته أعلى 100 شركة كبيرة كان 4.2 مليار دولار على الإعلانات فى فيسبوك، العام الماضى، أى حوالى 6% من عوائد الشركة من الإعلانات.