إبداع المرأة السيناوية تراث غير مستغل يعانى التجاهل

ظل إبداع ومهارة المرأة والفتاة السيناوية محل تفاخر، لم يتجاوز الشو الإعلامى، عند كل زيارة لوزير أو مسؤول حكومى لجنوب سيناء، لينتهى الفرح بانتهاء الزيارة الرسمية، لتعود السيدات البدويات إلى نقطة الصفر، انتظارا لمعرض أو مؤتمر جديد، ولم يفكر المسؤولون فى إنشاء مشغل أو مصنع لإبداعات المرأة البدوية فى مجال المشغولات اليدوية أو تسويق منتجاتها إلكترونيا؛ رغم أن هناك سيدات ينافس إنتاجهن للمستورد، لكنهن يعانين من ارتفاع سعر المواد الخام وتجاهل تسويق منتجاتهن.
وقالت سليمة جبلى، صاحبة مشروع فن المشغولات السيناوية: «المرأة السيناوية مبدعة فى المشغولات اليدوية، ولو وجدت الدعم لكانت أعمالها ماركة عالمية فى مجال المشغولات اليدوية، حال دعمها، مشيرة إلى أن الأعمال التراثية للمرأة السيناوية يجب ألا تتوقف على السياحة».
وأضافت عطيات حمدى عمارة، ربة منزل، منتجة فوانيس رمضانية من الخرز: «إنتاجنا من الفانوس الخرز يفوق المستورد، إلا أننا نعانى من ارتفاع أسعار المواد الخام (خرز وخيط) وتجاهل تسويق منتجاتنا، ولا نملك رأس المال لشراء المواد الخام، وليس لدينا القدرة على الانتظار لحين بيع المنتجات، مشيرة إلى أنها تصمم فوانيس رمضان والأباجورة الأنتيك بالخرز بجودة عالية».
وأكدت عزة يوسف منسى، إتقانها أعمال الكروشية والتطريز، وتدريب الفتيات فى هذا المجال، بمركز شباب طور سيناء، بدون مقابل، لافتة إلى معاناتها من ضعف تسويق منتجاتها، وعدم وجود من يرعى هذه الأعمال ويقدم لهن الدعم، مشيرة إلى أن معظم السيدات يتمنين العمل بالأجر، وأن يكون هناك مشغل أو مصنع للأعمال اليدوية.
وأكدت سلوى عبدالستار، المعروفة بام سلطان، أنها تجيد كل فنون المشغولات اليدوية (الخرز
والتطريز والكروشيه) مشيرة إلى تعليم بناتها مهارات وفنون الأعمال اليدوية، ولا تعمل سوى حسب الطلب؛ نظرا لارتفاع أسعار المواد الخام، وعدم توفرها فى المحافظة، علاوة على عدم توافر معرض دائم للمشغولات اليدوية، متمنية أن تجد المرأة السيناوية من يشترى منتجاتها، كما تشكو من عدم توافر الدعم لحرف التراث السيناوى.
وأضافت زهرة مجدى، صاحبة مشروع تجفيف الفواكه الطبيعية فى سانت كاترين، أن المرأة السيناوية يمكن أن تبدع، وتصبح أكثر إنتاجا، حال توافر الدعم من الحكومة، لإقامة المعارض والتسويق والتصدير للخارج، مشيرة إلى اعتمادها على نفسها فى تأسيس مشروعها (تجفيف الفواكه الطبيعية)، والاعتماد على السياحة القادمة لسانت كاترين، موضحة أنها تواجه صعوبات؛ خاصة بعد توقف السياحة بسبب فيروس كورونا.
وقالت عيدة عواد، من السيدات العاملات فى المشغولات اليدوية فى مدينة دهب: «المشغولات اليدوية وإنتاج المرأة البدوية يتوقف على السياحة؛ فإذا انحصرت حركة السياحة توقف الإنتاج؛ لأنه لا يوجد له تسويق، مشيرة إلى أن المرأة البدوية المعيلة، تعتمد على المشغولات اليدوية، وتنتج هى وأبناءها، ويبيعون إنتاجهم للسياح».