الحكومة تدرس إعادة هيكلة «الخارجية» وتخفيض عدد السفارات ترشيداً للإنفاق

كشف مصدر مسؤول بمجلس الوزراء، أن المجلس يدرس حالياً خططاً لإعادة هيكلة وزارة الخارجية, تتضمن تقليل عدد البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج، ترشيداً للنفقات.
وقال المصدر ل«المصري اليوم»: إن الدكتور علي السلمي، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية السياسية والتحول الديمقراطي، يعكف على وضع الخطوط العريضة لخطط هيكلة وزارة الخارجية وعمل البعثات الدبلوماسية، وسيتم الانتهاء منها خلال الأيام المقبلة، تمهيداً لبدء تنفيذها.
وأكد المصدر، أن الحكومة تهدف من وراء تقليص عدد البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج إلى تقليل النفقات، في ظل إحصائيات تشير إلى أن مصر تعد أكبر دول العالم في عدد بعثاتها الدبلوماسية بالخارج وتفوق بعثاتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمتلك مصر حوالي 170 سفارة في الخارج مقارنة بالولايات المتحدة التي لا يزيد عدد سفاراتها في الخارج على 90 سفارة.
ووصف المسؤول هذه الخطوة ب«أنها تأخرت كثيراً»، خاصة أن المطالب بتقليص النفقات ارتفعت منذ فترة طويلة، وأن تحقيق هذه المطالب من شأنه أن يوفر عدة مليارات من الجنيهات على الموازنة العامة للدولة سنوياً، كما أنها تأتي في إطار توجهات حكومة الدكتور شرف بتقليل النفقات، في ظل عجز الموازنة، الذي يصل إلى 134.3 مليار جنيه خلال العام المالي (2012/2011).
وقال إنه يجري دراسة عدد من البدائل، منها إلغاء في خطط الهيكلة تتضمن إلغاء بعض السفارات والبعثات الدبلوماسية في الدول التي لا تربطها بمصر علاقات اقتصادية وسياسية قوية والاكتفاء بمكاتب تمثيل، ودمج بعض السفارات المصرية في الخارج في سفارات واحدة مركزية لعدد من الدول المتجمعة، مثل دول أمريكا الجنوبية وبعض دول آسيا.
ومن المقرر أن يعقد الدكتور على السلمي، نائب رئيس مجلس الوزراء، اجتماعات مع وزير الخارجية الجديد، محمد كامل عمرو، لمناقشة هذه الخطط وبحث السبل اللازمة لتنفيذها.
من جانبه، قال مصدر دبلوماسي مسؤول بوزارة الخارجية ل«المصري اليوم»: إن خطط هيكلة وزارة الخارجية بدأت أثناء تولي نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، حقيبة الخارجية المصرية، مضيفاً أنه تم استطلاع رأي داخل الوزارة في ذلك الوقت حول البعثات الدبلوماسية التي من الممكن تخفيضها، كل في قطاعه،
وأشار المصدر إلى أن عددا من المسؤولين في الوزارة رفضوا تخفيض عدد البعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج، خاصة في الدول الأفريقية التي تسعي مصر، بعد ثورة 25 يناير، إلى تفعيل وتوطيد العلاقات معها، مؤكدين أننا في حاجة إلى تفعيل عمل البعثات الدبلوماسية المصرية في أفريقيا وليس إغلاقها. ولفت المصدر إلى أن البعض رأى أنه يمكن تخفيض عدد البعثات الدبلوماسية المصرية في أمريكا اللاتينية وآسيا.