علمت "المصريون" أن الحكومة المصرية أبلغت نظيرتها العراقية استياءها من الإجراءات الأمنية حول السفارة المصرية ببغداد في أعقاب التفجيرات التي وقعت يوم الأحد وأسفرت عن إصابة أربعة موظفين بالقنصلية المصرية، وهددت بسحب بعثتها الدبلوماسية مجددًا بسبب ضعف إجراءات الحماية. وطالبت مصر بالحصول على ضمانات عراقية مكتوبة حول أمن السفارة المصرية والدبلوماسيين المصرين العاملين بالعراق، ولوحت خلال اتصالاتها بأن سحب السفير المصري "أمر وارد" في حال تكرار هذه الاعتداءات، وعدم اتخاذ الإجراءات الأمنية الكافية للحيلولة دون استهداف مقر السفارة المصرية ببغداد. ودعت الحكومة العراقية إلى نقل مقر السفارة المصرية بالعراق في مكان شديد التحصين داخل المنطقة الخضراء ببغداد لتوفير الحماية بشكل أكبر للدبلوماسيين والموظفين المصريين، علمًا بأن السفير شريف شاهين يباشر مهامه منذ وصل إلى بغداد من داخل المنطقة الخضراء التي تضم عددًا من الوزارات والمصالح العراقية، وذلك كإجراء وقائي لعدم تكرار واقعة اختطاف واغتيال سلفه إيهاب الشريف. وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الخارجية المصرية تعليمات مشددة للسفير المصري والدبلوماسيين المصرين بالتزام الحظر والاكتفاء خلال المرحلة القادمة للأعمال الضرورية فقط، وتقليل تحركات أفراد البعثة المصرية داخل العراق، وذلك تفاديًا لاستهدافهم في عمليات اغتيال. وكان السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية قال في تعليق حول التفجير الذي وقفع بالقرب من السفارة المصرية إنه من المبكر تماما الحديث عن وجود تفكير في إغلاق القنصلية في العراق، أو استدعاء البعثة الدبلوماسية. وأضاف: "نحن ندرس بعمق ما حدث وفقا لما يحدث في العراق، كما أن السلطات العراقية وعدت ببذل جهودها للتعرف علي أسباب استهداف أكثر من بعثة دبلوماسية في وقت واحد، وهل هي رسالة للداخل العراقي أم للبعثات الدبلوماسية وما هي هذه البعثة الدبلوماسية وما هي هذه البعثة المستهدفة من هذه الانفجارات". وقالت مصادر دبلوماسية ل "المصريون" إن مصر تخشى وجود تداعيات سلبية للسجال السياسي الدائر في العراق حاليا حول تشكيل الحكومة الجديد على أمن البعثات العربية، لاسيما أن هناك جهات عراقية نافذة تردد أن هناك دعما مصريا عربيا للرئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي لتشكيل الحكومة القادمة بدلاً من نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية، والذي أثارت سياسته جدلاً واسعًا وفجرت اتهامات ضده بالطائفية. ولم تستبعد المصادر أن تقوم مصر خلال الأيام القادمة بسحب عدد من الدبلوماسيين المصريين في العراق وإبقاء عدد دبلوماسيها عند الحد الأدنى ونقلهم إلى الأردن بشكل مؤقت حتى يعود الاستقرار بشكل أكبر إلى العراق.