على قديمه

يبدو أن ثورة 25 يناير لم تمر من شارع يوسف عباس المتفرع من صلاح سالم، حيث تقبع وزارة القوى العاملة والهجرة التى يترأسها الوزير الدكتور أحمد حسن البرعى الذى جاء بعد الثورة.
الوزير الدكتور يبدو أنه «استقوى» على الشعب المصرى الغلبان وعلى مقدراته وقوت يوم الكثير من أبنائه عندما أصدر القرار رقم «130» لسنة 2011، وبعد أن اطلع على القوانين الآتية.. القانون 47 لسنة 1978، والقرارين الجمهوريين رقمى 41 لسنة 1958، و54 لسنة 1969، وعلى القرارين الوزارين (101) و(102) لسنة 2011، وعلى مكاتبات اتحاد الصناعات واتحاد الغرف التجارية والاتحاد العام لنقابات عمال مصر والاتحاد المصرى للنقابات، قرر «معالى» الوزير تشكيل وفد من 48 شخصاً لحضور أعمال المؤتمر الدولى الذى انعقد فى جنيف فى الفترة من 1 إلى 17 يونيو الذى انتهى، أمس.
يا سادة.. بالله عليكم.. اللى بيحصل ده حرام.. سيادة الوزير شغال على قديمه.
أمريكا لم ترسل وفداً مكوناً من كل هؤلاء الأشخاص، ألا يعلم سيادة الوزير أننا دولة فقيرة.. ألا يعلم أن الاقتصاد المصرى راح فى ستين داهية بعد الثورة، وأنه بدأ فى التعافى من كام يوم.
يا سيادة الوزير.. القرار الذى اتخذته به ثلاثة مترجمين طيب إيه لزوم المترجمين.. ما تبعت ناس بتعرف إنجليزى.. بلاش دى.. طيب رئيسة المجموعة الفنية لمكتب «معاليكم» تسافر ليه من أصله، وبعدين أنا عاوز أفهم.. ليه توافق على سفر 29 مستشاراً من ضمن الوفد.. دول هيعملوا إيه؟!
صحيح سويسرا حلوة.. وجنيف تجنن، حيث الخضرة والماء والوجه الحسن.. وأهى أحسن من القعدة فى مصر، حيث المظاهرات والمطالبات والمشاكل.. نروح سويسرا نتفسح وناخد بدلات، وكله على حساب صاحب المحل.
إذا كانت هذه يا سيادة الوزير هى الطريقة التى تدير بها الوزارة.. وتنفق أموال الوزارة بهذا الشكل، حتى لو كان له وجه قانونى، فوالله حرام ومصر تحتاج إلى كل قرش فى ظل هذه الظروف العصيبة التى تعيشها البلاد.
يا معالى الوزير: هى الفلوس اللى بتتصرف دى مش من دم الغلابة المصريين الذى سُفك فى ميدان التحرير لتأتى سيادتك لتشغل هذا المنصب.. أليس حراماً ألا تؤخذ هذه الدماء الذكية فى الاعتبار.
ويا دكتور شرف.. يا سيادة رئيس الوزراء الذى جاء من الميدان، حيث معركة تحرير مصر كلها.. هل هذا يرضيك، وزير القوى العاملة شغال على قديمه زى وزراء العهد البائد تماماً لا فرق.. قرارات وزارية متظبطة بالقانون.. وما أكثر القوانين..
والاطلاع على القوانين.. ربما إذا اهتممت سيادتك بهذا المقال وطلبت رداً من معالى وزير القوى العاملة سيقول لك إن الوزارة مدفعتش ولا مليم وإن آخر صفحة فى القرار والمادة الثانية تحديداً بتقول إن الاتحاد العام للصناعات المصرية والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، والاتحاد العام لنقابات عمال مصر والاتحاد المصرى للنقابات المستقلة تتحمل تكاليف سفر وبدل سفر ممثليهم، وكأن فلوس هؤلاء مش من اقتصاد مصر وفلوس البلد وكأن المصاريف دى من كوالالمبور.. أمال فين ترشيد النفقات وفين ضغط الإنفاق الحكومى وفين، وفين، وفين.
فين الثورة يا دكتور شرف؟.. الإجابة يبدو أنها معتدش جنب وزارة القوى العاملة.
دكتور شرف لابد أن تتخذ القرار الصعب وأنت تعرفه
المختصر المفيد
على الشجرة المستقيمة قد ينمو غصن مائل.. والثورة قائمة وقادمة.
charlcairo@gmail.com