هكذا عشقوا ..وهكذا كتبوا

متعة أدبية شعر بها المحبوب قديمًا، وذكرى جميلة توثق صدق المشاعر لمن يعيد قراءتها بعد مدة من الزمن حتى وإن كانت ترجع لعقود كثيرة.. إنها كروت ورسائل العشاق أو الPostcards.. فعندما تقرأ أمثلة لتلك الرسائل من زعماء وسياسيين وفنانين كبار لمحبيهم سيصل لك صدق ودفء تلك المشاعر المكتوبة أمامك. فكم من رسالة عبر التاريخ غيرت مصائر الأشخاص بعد أن وصلت لصاحبها فى الوقت المناسب، أو تاهت بالصدفة أو بفعل فاعل مثل آخر رسالة كتبها الممثل ريتشارد بيرتون لزوجته السابقة إليزابيث تايلور قبل أيام فقط من وفاته وكتب فيها أنه كان أسعد إنسان خلال الأوقات التى قضياها معا وتمنى قائلا «هل يمكن أن تكون هناك فرصة أخرى؟». وللأسف لم تعثر تايلور على هذا الخطاب إلا بعد عودتها من مراسم جنازته.
فمن الدلائل الطريفة على أهمية تلك المراسلات الرومانسية قصة تعود للقديس فالنتاين ويتم اعتبارها واحدة من معجزاته عندما أتى شاب فقير رحلت حبيبته مع أهلها إلى مكان بعيد، فظل يبكى يوميا شاكيا حاله عند تمثال للقديس فالنتاين، قائلا: «يا شفيع المحبين، أعد لى حبيبتى»، وظل يفعل هذا كل يوم لمدة شهرين، ولا شىء يتغير. وفى النهاية حين تعب القديس منه نطق التمثال ليقول له: «يا بنىّ أرجوك، لا تكلمنى أنا.. اذهب واكتب لها رسالة».
ومن أهم تلك المراسلات ما دار بين «ونستون تشرشل» وزوجته «كليمنتين» والتى قامت ابنتهما بجمع الرسائل ونشرها، فقد تزوجا ل57 عاما تاركين 1700 رسالة حب وكان اللطيف بينهما أنه كان ينهى رسائله برسم ثور وهى ترسم له قطة.. ننقل منها: «عزيزتى كلمنتين.. كتبت بعض الكلمات الغالية جداً على قلبى عن تأثيرى فى حياتك، ولكنى لا أستطيع أن أخبرك عن مدى سعادتى بكلماتك، لأننى كنت أشعر دائما بأنى مدين لك بالكثير».
من رسائل الحب الشهيرة أيضا كانت من الزعيم نابليون بونابرت لزوجته جوزفين، التى كان يعشقها بجنون، وكان دائم إرسال مراسلات حب لها، يقول فى إحداها: « لم أمض يوما واحدا دون أن أحبك، ولا ليلة واحدة، دون أن أعانق طيفك.
أيضا لا يمكن أن ننسى ما كتبه ملك إنجلترا «هنرى الثامن» الذى تنازل عن العرش من أجل «ويليس سيمبسون» تلك المرأة الأمريكية التى أحبها، ففى واحدة من أشهر رسائله لها كان يستعطفها ألا تطيل غيابها قائلا: «أنا وقلبى ملك يديك، أتوسل ألا تجعلى غيابك يُنقص من جذور عواطفك نحوى، مما يضاعف آلامى وأحزانى، فغيابك وحده كاف ليعذبنى».
رسالة للمغنى والموسيقار الأمريكى جونى كاش لزوجته جوون كارتر فى عيد ميلادها ال65 كانت من أروع المراسلات الرومانسية كذلك، يقول لها: «عيد ميلاد سعيد يا أميرتى.. لقد كبرنا فى العمر معاً وأصبحنا كياناً واحداً، نفكر مثل بعضنا، ويقرأ كل منا ما فى عقل الآخر. فنحن نعلم ماذا يريد الآخرون منا دون أن يطلبوه، صحيح أننا فى بعض الأحيان نشعر بقليل من الغضب تجاه بعضنا البعض، لكننا فى أحيان أخرى يشعر كل منا هبة الآخر.. أنا أحبك كثيراً».
هناك أيضا رسالة حب من عازف الجيتار والمغنى الأمريكى جيمى هندريكس لحبيبته التى كان يلقبها ب«فتاتى الصغيرة»، يقول فى إحدى رسائله: «أيتها الفتاة الصغيرة.. السعادة بداخلك، لذا افتحى سلاسل قلبك، ودعى نفسك تنمو وتتفتح كالزهرة الجميلة».