بعد يوم طويل من التحقيقات مع «تهانى إحسان»، صاحبة الفيديو المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى، والخاص بتعذيب نجلها «مروان - 5 سنوات»، بهدف توصيل رسالة لطليقها: «قول لأبوك تعالى خدنى»، تسلّمت شقيقتها «شيماء» المجنى عليه، بقرار من النيابة العامة. وعاينت لجنة من المجلس القومى للأمومة والطفولة مسكن خالة الطفل بمنطقة الطالبية فى الجيزة، والتى تعيش برفقة طفليها «محمد وآدم»، ووجدت - حسب تأكيد «شيماء»: «ظروفنا تسمح برعاية مروان.. وشقتنا 3 حجرات.. ونستطيع الأخذ بيده حتى ينسى ما تعرّض له.. أؤكد أننى سأكون أمًا للطفل وأكثر». يلهو «مروان» مع نجلى خالته، كأنه أخ ثالث لهما - كما قالا: «نحن فى 2 ثانوى و3 إعدادى.. ومروان أخ ثالث لنا، هكذا نعامله»، يبتسم الصغير حين رأى «تهانى»، التى أخلى سبيلها بضمان محل الإقامة، تضمه الأم لأحضانها، وهو يقول: «يا ماما أنا عاوز أطلع ظابط بوليس.. علشان محدش ييجى يقبض عليكى تانى.. بحبك يا ماما وعاوز أعيش معاكى». «تهانى» أبدت ندمًا على ما اقترفته بحق طفلها الصغير، حين لطمته على وجهه، وأجبرته على توجيه رسالة لوالده، لكنّها تبرر التهمة الموجّهة إليها خلال التحقيقات «استعمال القسوة وتعريض حياة طفل للخطر»، قائلة ل«المصرى اليوم»: «كنت مضغوطة نفسيًا.. أقمت دعوى نفقة طفل أمام محكمة الأسرة ضد طليقى، ودعوى أخرى للمتعة والمؤخر، وتمكنت من استرداد حقوقى ونجلى مروان.. وبسبب هذا كان والده يوبخنى خلال العديد من الاتصالات الهاتفية (إنتى بتضربى ابنى.. ظالمة ومفترية)، فأردت بتصوير الفيديو اختبار مشاعره (لو كان قلبك عليه، طب تعالى خده، وأنا بضربه)». وتسترجع «تهانى» تفاصيل «الليلة الكابوس»- كما تصفها: «السبت قبل الماضى قلت لمروان تعالى ونزلت فيه ضرب على وشّه، وكلما صرخ ضربته علشان يقول لأبوه تعالى وخدنى، ثم احتضنته وغسلت له وشّه، وأرسلت الفيديو ل(محمد) الابن الأكبر لزوجى، عبر ال(واتساب)، وكتبت له خلى أبوك يشوف الفيديو علشان ياخد ابنه، ليرد (حاضر هنيجى ناخده)». تصوّرت «الأم» أن رسالتها وصلت لطليقها «قولت إن قلبه هياكله على ابنه»، لكن الخميس الماضى، كما تحكى: «فوجئت بكل الجيران يتحدثون عن الفيديو محل الواقعة»، فقولت لهم: «كنت عاوزه أشوف عادل هييجى لابنه ولا لأ.. وظنى لم يخب، عمره ما سأل فيه»، وأضافت: «طليقى عمل شير للفيديو.. عشان كان هيتنفذ عليه الحكم القضائى الخاص بالمؤخر والمتعة، وكانوا هيحجزوا على أثاث منزله فى السويس، لأننى حصلت على 19 ألف جنيه كجزء من مستحقاتى البالغة 66 ألفًا بموجب الحكم، وكان ذلك من خلال الخصم من أرباحه السنوية بشركة البترول التى يعمل بها، فطلبت استرداد باقى المبلغ بالحجز على الأثاث والممتلكات، ثم دارت مكالمة هاتفية بيننا، عاتبته خلالها على نشر الفيديو، فرد لو عاوزانى أتنازل عن تحرير محضر ضدك.. تعالى قسم الجناين وإعمليلى تنازلات عن القضايا المرفوعة ضدى». وحكت الأم أنها تعانى ظروفًا اقتصادية: «طليقى كان بيبعت لى 2100 جنيه مصروفات ابننا مروان، بموجب حكم قضائى، وقال لى (لو اشتغلتى هرفع ضدك قضية إهمال وهسقط عنك حضانة الطفل).. لكنى اضطررت للعمل.. كنت بشترى أجهزة بالقسط للناس.. وبيطلع لى ربح بمشى بيه حالى.. مروان مريض بالأنيميا والضعف العام، ويحتاج علاجا بشكل شهرى، بخلاف مصروفات حضانته ومأكله ومشربه»، مؤكدة أن طليقها رفض دفع نفقات الطفل، عقب الطلاق، وصمم على دفع 600 جنيه فقط شاملة العلاج وكل شىء، ثم تراجع عن دفعه، وهو ما اضطرها لإقامة دعوى قضائية بالنفقة. وتابعت: «تعرّفت على والد مروان قبل 9 سنوات على الأقل، عن طريق داليا، ابنه عمتى، كانت الأخيرة تصطحبنى معها لنداوات ثقافية وتقابلت معه، وللحظ تزوج من ابنة عمتى، ثم انفصلا بالطلاق، وطلب الزواج منى فوافقت، عقب موافقة زوجته الأولى (أم أولاده ال4)، واشترطت أن تعيش ابنتى ملك معانا.. لكنه كان يطلب منى كل فترة أن أعيدها إلى أبيها.. لم أتخيل أن الفيديو الذى تمنيت أن يجلب لابنى حنان أبيه يمكن أن يتسبب فى حبسى وأخذه من حضنى ومن الممكن أن يكون مصيره إحدى دور الرعاية، ورغم كل شىء أنا أحب ابنى جدًا ومتمسكة به وأعتقد أنه كذلك».