والدة «ضحية التعذيب»: «نفسى اللى قتله يتعدم»

«أختى اتصلت بيا، وقالت لىّ: (مروان ابنك- 3 سنوات- جه له نزله برد، ومات).. لكن شقيقى مروان كشفا لىّ: (زوجة أبونا ضربته لحد ما مات علشان تبول على نفسه)»، تقول منال عبد الحليم، والدة المجنى عليه، وصوتها بالكاد يُسمع، إذ أصيبت بجلطة بعد الحادث، إن ضباط مركز شرطة منشأة القناطر بالجيزة ضبطوا طليقها، والد الطفل، وزوجته، والنيابة حبستهما، لأن المتهمة ضربت الطفل وخبطت رأسه فى الأرض والحائط حتى وفاته، والمتهم الثانى دفنه دون تصريح للتستر على الجريمة.. مبرراً تصرف المتهمة: «مكانش قصدها يموت»، مطالبة: «عايزه دعاء يتعمل فيها اللى عملته فى ابنى.. ووالد الطفل يتعدم».
منال- (28 سنة)، تحكى ل«المصرى اليوم»، وعينيها على صورة فقيدها، أنها انفصلت بالطلاق عن المتهم «أحمد.ص»، (33 سنة)، مزارع، منذ عام، بناءً على رغبة عائلته، إلا أنها طلبت من المتهم ردها لعصمته، لكنه رفض، موضحة: «عندنا 3 عيال، عمر، 9 سنوات، وسلمى، 6 سنوات، وأصغرهم مروان»، وتركتهم مع الأب الذى أخبرها بأنه سيسمح لهم بزيارتها يومين أسبوعياً.
بعد 15 يومًا من الطلاق تزوج المتهم من «دعاء.أ- 25 سنة»، مطلقة، ولديها طفلان (تركتهما لزوجها السابق)، تقول والدة المجنى عليه: «قلت لزوجى السابق أنا موافقة أكون زوجة ثانية، رجعنى علشان العيال، ومستعدة أشتغل أى حاجة للمساعدة، عشان هو بيحب الفلوس وتزوج المتهمة لثراء عائلتها».
حين يجىء مروان وشقيقاه لأمهم منال بمسكن عائلتها كانوا يشتكون من ضرب المتهمة دعاء لهم: «كل شوية تضرب مروان، وتخبط دماغه فى الحيط، فاشتكيت للمتهم طليقى، وقلت له: (حرام عليك متخليش دعاء تضرب العيال)، فرد: (الأم اللى بتربى مش اللى خلفت)».
لم يكن أمام منال إلا أنّ تستجدى المتهمة دعاء، فقالت لها: «إعتبريهم زى ولادك».
أم مروان كانت تجلس وتعرض صور أولادها ال3 لإحدى الجيران، الأربعاء الماضى، وتقول لها: «شايفة عيالى.. وشايفة مروان الصغير، دمه زى العسل»، ثم استقبلت اتصالاً من شقيقتها الكبرى: «إلحقى طليقك اتصل، وقال إن مروان أصيب بنزلة برد، ومات».
الأم انتفضت، غير مصدقة: «آخر مرة جه عندى كان كويس، إيه اللى حصل؟»، ثم هرولت إلى منزل طليقها، وهناك رفض الأخير أن ترى الأم نجلها، وتستعيد الأم اللحظات الأصعب: «شوفت مروان وهو فى الكفن، حاولت أبوسه، أبوه رفض أشوف وشه».
هرول «أحمد»، والد المجنى عليه إلى المقابر: «دفن الولد فى لمح البصر.. وحاولنا نشوف الطفل ولم نستطع»، تشرح الأم أن أشقاءها أسرعوا للمقابر وبوصولهم هناك «كان الطفل إندفن وصعب نفتح عليه».
جد الطفل لأمه قال إن «عمر وسلمى»- شقيقى مروان- كانا يبكيان ويصرخان على أخيهما، ويقولان: «دعاء ضربته»، إلا أن الجد لم يأخذ كلام الطفلين على محمل الجد: «قلت عيال وبتخرف وزعلانين».
الخميس الماضى، احتضنت منال نجليها: «كنت شايفة فيهما إبنى مروان»، إلا أنها صرخت عندما قص لها الصغيران: «مروان تبول على نفسه، يوم الأربعاء، ودعاء ضربته وخبطت دماغه فى الأرض والحائط، والدم كان بينزف من فمه وأنفه، وأغمى عليه»، واسترسل الطفلان فى الحكى: «روحنا مع دعاء بمروان للدكتور عاطف سالم، وقال لها: (إعملى إشاعات للولد على المخ)، إلا أنها لم تفعل، وحكت لوالدهما، زوجها، ما حدث، فقال: (بكرة يخف ويبقى كويس)».
الطفلان قالا أيضاً: «دعاء أخذت مروان للدكتور تانى يوم، وقال لها: (روحى به مستشفى أبو الريش دا بيموت)، وبعدين اتصلت بأبونا علشان ييجى، وبعدين مروان مات».
أم المجنى عليه توجهت لمركز الشرطة، برفقة الطفلين، وحكت للرائد سامح بدوى، رئيس المباحث، ما قاله الطفلان، وبإخطار النيابة العامة، واستخراج جثة الطفل المجنى عليه، وتشريح جثمانه بمعرفة الطب الشرعى، اتضح إصابة الطفل بتشوهات فى الوجه، وجروح وكدمات، وآثار اعتداء بالفم والأنف، والرأس.
وحين تحركت الشرطة لضبط المتهمين كانا هاربين، ولاحقتهما الشرطة حتى ضبطتهما، واعترفا بالجريمة، فقالت المتهمة الأولى: «كان بيتبول على نفسه.. فضربت رأسه فى الحائط والأرض كتير وفقد الوعى.. وحاولت أعالجه عند الدكتور، ومات»، وقال الأب المتهم: «حاولت التستر على زوجتى.. وهربت لما عرفت إن طليقتى، والدة الطفل، حررت محضرًا بالمركز».
«ليه يا أحمد عملت فى ابنك كده؟!.. وسكتت على ضرب دعاء لعيالك!!»، قالت ذلك والدة المجنى عليه، لطليقها، عندما التقته فى النيابة العامة، فقال: «مراتى ضربت الولد ومات غصب عنها».