طريق «حلب- دمشق» فى قبضة الجيش السورى لأول مرة منذ 2012

نجحت قوات الجيش السورى، أمس، فى السيطرة على الطريق الدولى بالكامل، الذى يربط بين حلب ودمشق لأول مرة منذ عام 2012، بعد أن طردت مسلحى المعارضة الموالية لتركيا، والجماعات الإرهابية من آخر موطئ قدم لهم على طريق «إم-5» الذى يمتد من حلب لدرعا جنوب سوريا، وقال مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، رامى عبد الرحمن: «سيطرت القوات السورية على منطقة الراشدين الرابعة عند أطراف مدينة حلب الغربية، لتستكمل سيطرتها على كامل الطريق الدولى للمرة الأولى منذ 2012»، فيما أكد قائدان بالمعارضة السورية أنها أسقطت مروحية سورية فى إدلب، حيث يتقدم مقاتلو المعارضة بدعم من المدفعية التركية صوب مدينة النيرب لصد هجوم سورى بدعم روسى.
وذكرت وكالة «سانا» السورية للأنباء، أمس، أن وحدات الجيش تواصل عملياتها وتحرر قرى كفر حلب وقناطر وكمارى بالقرب من الطريق الدولى «حلب-إدلب».
وركزت قوات النظام هجومها فى البداية على ريف إدلب الجنوبى والجنوبى الشرقى، ثم ريف حلب الجنوبى الغربى، حيث يمر الطريق الدولى «إم 5» الذى يصل حلب بدمشق، ويعتبر شريانا استراتيجيا، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
وسيطرت قوات النظام، خلال الأيام الماضية، على عشرات القرى والبلدات، أبرزها معرة النعمان وسراقب، حيث يمر الطريق «إم 5» بريف إدلب الجنوبى الشرقى، ومن شأن التقدم الذى حققه الجيش السورى أن يساهم فى ضمان أمن حلب التى رغم سيطرته عليها كاملة عام 2016، إلا أنها ظلت هدفاً لقذائف الفصائل المنتشرة عند أطرافها الغربية، وباتت «هيئة تحرير الشام» «جبهة النصرة» سابقا، والفصائل المسلحة، بحسب المرصد السورى، تسيطر على 52% من إدلب وأجزاء من حلب وحماة واللاذقية.
وفى غضون ذلك، وبينما جددت وزارة الخارجية السورية تأكيدها على رفض أى تواجد تركى عسكرى على الأراضى السورية، أرسل الجيش التركى تعزيزات جددية من الكوماندوز لنقاط المراقبة فى إدلب، وعددها 12 نقطة، وسط استعدادات وتصريحات بأن تشن تركيا هجمات على الجيش السورى لوقف تقدمه، ومحافظة إدلب والأجزاء المحاذية لها مشمولة باتفاق «روسي- تركى» جرى التوصل إليه فى سوتشى عام 2018، ونص على فتح طريقين دوليين يمران بالمنطقة، بينهما طريق حلب- دمشق، وعلى إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة الجيش السورى والفصائل، وقال الكرملين، أمس، إنه يجب وقف كل الهجمات على القوات السورية والروسية فى إدلب وتنفيذ الاتفاق «الروسي- التركى».
وعقد الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، اجتماعا أمنيا، مساء أمس الأول، لبحث الرد على الهجوم على القوات التركية فى إدلب والذى أسفر عن مقتل 5 جنود أتراك وإصابة 5 آخرين، وقال مصدر تركى، أمس، إن فريقا روسيا زار أنقرة لبحث الهجوم السورى على إدلب، وغادر تركيا دون اتفاق، وقالت الرئاسة التركية إن أنقرة أبلغت موسكو بضرورة وقف الهجمات على المواقع التركية فورا.