بدأ الأقباط الأرثوذكس، أمس، «صوم يونان» أو صوم أهل نينوى، الذى يستمر لمدة 3 أيام، ويقع «صوم يونان» قبل بداية الصوم الكبير بأسبوعين، وتصومه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تشبهًا بالنبى يونان، الذى مكث فى جوف الحوت لمدة 3 أيام، وهى الفترة المخصصة فى هذا الصوم، وتتخذ الكنيسة سيرة هذا النبى كرمز للتوبة، ويصوم خلاله الأقباط صومًا انقطاعيًّا بالامتناع عن تناول الطعام حتى غروب الشمس، أو حتى انتهاء صلوات القداس الإلهى خلال الأيام الثلاثة ولا يؤكل سوى النبات والبقوليات فقط، ومن المقرر أن تختتم الكنيسة هذا الصوم بإقامة قداس إلهى احتفالى بعد غدٍ يُعرف ب«فصح يونان». وترأس القمص إبرام إميل، الوكيل البابوى للكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، قداس «صوم يونان»، بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، وسط حضور شعبى مكثف، وشاركه الصلاة الآباء كهنة البطريركية. وقال الوكيل البابوى: «خضع الأقباط لانقطاع تام عن الأكل والشراب منذ منتصف ليل أمس الأول حتى الانتهاء من صلاة القداس، التى تختتم فى الرابعة مساء أمس، ثم يتناولون الأطعمة النباتية فقط طوال اليوم حتى منتصف ليل اليوم التالى، ويستمر هذا الطقس 3 أيام، وهى فترة صوم يونان»، مشيرا إلى «أن صوم يونان بمثابة استعداد روحى للصوم الكبير، الذى يبدأ بعد 15 يوما من فصح يونان، ويستمر 55 يومًا، ويحظى بقدسية لدى الأقباط، كونه يسبق عيد القيامة فى 14 إبريل المقبل». وأشار «إميل» إلى أن الآباء الأساقفة العموميين ترأسوا الصلاة فى الكنائس التابعة لقطاعاتهم، فيما يتواجد الأنبا بافلى، أسقف المنتزه خارج البلاد، وترأس رعاة الكنائس الأرثوذكسية بالإسكندرية، وعددها 100 كنيسة، الصلاة، وسط حضور قبطى مكثف. ولفت إلى أن الأقباط يشبّهون صوم يونان بقيامة السيد المسيح، عليه السلام، حيث طالب الله يونان النبى بالذهاب إلى مدينة نينوى، التى كانت تعصاه، كونها كانت مدينة عائمة فى الظلم والخطية، وأن يبلغها رسالة الإيمان، فرفض وحاول الهروب إلى مدينة «ترشيش»، وحدث هياج عظيم فى البحر، واضطر البحارة لإلقائه فى المياه، فابتلعه حوت ضخم، وبعدها ألقاه على شواطئ مدينة نينوى، فأبلغهم رسالة التوبة، فتابوا وصاموا لمدة 3 أيام.
