أسامة السيد طبيب وفنان تشكيلى يرسم بقشرة الخشب

رغم كونه طبيب أمراض دم وتحاليل أنسجة، فإن الدكتور أسامة السيد، المولود عام 1956، فنان تشكيلى بامتياز، وأسّس منهجًا واتجاهًا تشكيليًا يخصه، وقد استضافت قاعة زياد بكير «المكتبة الموسيقية» بدار الأوبرا المعرض الأحدث للفنان، والذى ضم 67 عملًا متراوحة الأحجام ما بين مقاسى 30 فى 40 و40 فى 60 سم، وهذا هو المعرض الفردى الثانى للفنان فى الأوبرا، والخامس فى مسيرته الفنية.
أما الاتجاه الذى اتخذه الفنان، والذى يمثل منهجًا وأسلوبًا مغايرًا، فهو الرسم والتشكيل بطريقة «الماركيترى»- «قشرة الخشب»- وقد بدأ هذه التجربة منذ 10 سنوات، وتعامل معها بمنطق التحدى لإثبات مهارة إبداعية مختلفة عن السائد، وذلك بالرسم باستخدام القشرة فقط لمعظم المدارس الفنية كالتكعيبى والتعبيرى، وكأنما أنسجة قشرة الخشب المستقيمة فرضت نفسها على الأعمال الفنية، فأخذت منحى تكعيبيًا، وفيما يتعلق بألوان هذه القشرة فقد فرضت منهجًا تأثيريًا، وحتى رسم البورتريهات بتفاصيلها، وتمثل هذه التجربة محاكاة لروح بعض أعمال «فان جوخ» التأثيرية، وكانت الفكرة من وراء اتخاذ هذه الخامة فى الرسم هى إحياء لهذا الفن فى موطنه الأصلى، وأصله هو المصرى القديم منذ توت عنخ آمون، وعن هذا يقول الفنان الدكتور أسامة السيد: «إن الخشب مادة غنية جدًا، أردت بتنوع ألوانها تحدى الفرشاة والألوان بالنسبة لرسامى الزيت. الهم الرئيسى للمعرض إجادة التعامل بحرفية مع قشرة الخشب، التى يكون سمكها مثل ورقة السيجارة، والفكرة الفنية فى معظم الأعمال إظهار الجانب الغامض للنفس البشرية، حاولت إظهاره بالتابلوهات الأبيض والأسود وأيضًا فى مجموعة التابلوهات ذات الطابع التكعيبى، ولذلك فإننا نجد الوجوه بلا ملامح واضحة، بحيث لا نعرف إلى أى شىء تنظر هذه الوجوه، وهل تعبر ملامحها عن الفرح أم الحزن أم الغضب أم الشرود، وكأن لكل إنسان خبيئته التى تخصه، ولا نعلم عنها شيئًا، فما بداخل كل نفس بشرية مجهول، رغم الكثرة المعلن عنها، فلا يعلم ما بداخلها إلا الإنسان ذاته، وربما أحيانًا لا يعلمه هو أيضًا، حيث لا يمكنه قراءة دواخله بجلاء». ولأن للفنان أسامة السيد تعبيرًا مفاده: «أشعر بالحنين للتواجد داخل أعمالى»، فإننا نجده موجودًا بصورة فوتوغرافية داخل أكثر من عمل من أعماله، أيضًا نقف فى أعمال المعرض على الإيقاع من خلال لوحات عازفى البيانو والكمان والجيتار ورقصات التانجو والمولوية، غير أن هناك روحًا غربية تميز بعض الأعمال ال«لاندسكيب» للبيوت والشوارع والحارات، التى تميزت فى كثير منها بالمذاق الغربى، وبالأخص الأندلسى.