فى عيد ميلاده الستين، تشهد حاليًا قاعة صلاح طاهر بالأوبرا معرضا استعاديا لفنان البورتريه فرحات زكى بعنوان "سنوات من الحب"، يمثل خلاله مراحله الفنية المختلفة. بعد رحلة مع الفن التشكيلى قاربت ال40 عاماً، توقف "زكى" بعض الوقت متأملاً تلك السنوات، وقرر تقديم معرض يضمن أعماله الفنية بداية من عام 1989 حتى 2016، فرغم تخرجه عام 1979، فإنه لم يمارس الفن قبل عام 1989. فى تعليقه على المعرض قال زكى ل"بوابة الأهرام": أمر حالياً بمرحلة فارقة من العمر بعد بلوغى الستين، ومن ثم وفى نهاية المعرض سأعيد ترتيب تفكيرى وحساباتى، كونى مارست كل الاتجاهات سواء من ناحية العمل الأكاديمى، التأثيرى وألوان الزيت والباستيل. وأضاف: قدمت كل ما له علاقة بالفن. وكذلك قدمت أعمالا نسخة من الأصل أو ما يطلق عليها "كوبى". لافتاً إلى استمتاعه برسم البورتريه كأهم عمل فنى لصعوبته والتحدى الذى يحمله. حيث يظهر خلاله الفنان المتمكن من الفنان العادى. ويشير: أفضل رسم البورتريهات السمراء. رغم أنه بإمكانى رسم جميع أنواع البشرة، لكن مع انعكاس الإضاءة على هذه النوعية تظهر مهارة الفنان أكثر. ويلفت: قدمت مجموعة كبيرة من البورتريهات السمراء. ومن ثم قام الفنانون بتصنيفى على أننى فنان البورتريه الأسمر. وأشار إلى أن معرضه الحالى يضم 66 لوحة بخامات وموضوعات وأحجام متباينة تمثل جميع مراحله الفنية المحتلفة، كما أنتج 15 لوحة جديدة لهذا الحدث. وفى تعليق الدكتور فريد فاضل الذى برع أيضاً فى رسم البورتريه، على معرض "زكى"، أشار إلى تميزه فى استخدام الباستيل بحساسية شديدة، حتى تبدو بورتريهاته شديدة الشبه بأصحابها، إذ يستطيع أن يقتنص روح الموديل. ورأى د. فاضل أن "زكى" تأثر بالفنان صبرى راغب كما هو واضح فى لوحات الزهور وبعض اللوحات التأثيرية مثل "السيدة ذات الثوب الأصفر"، على حد قوله. مشيراً إلى رسمه لوحة لحرم "راغب" كنوع من الاعتراف بالجميل لهذا الفنان. ومن ثم يشعر بأن راغب موجود فى هذا المعرض. كما أشاد برسم "زكى" الموديل الأسمر فى هذا المعرض، حيث يفضل رسم البشرة السمراء ويجيد التعبير عنه. ولفت بورتريهاته لبعض أصدقائه من الفنانين التشكيليين أمثال: عصام طه، جمال هلال، سمير فؤاد والراحل محسن شعلان. ويستطرد: تكمن المفاجأة فى هذا المعرض فى رسم مجموعة المأكولات البحرية. حيث رسم لوحة "طبق الكابوريا"، التى أظهرها بحجم أكبر من الطبيعى. وهو هنا يحاول أن يقتنص الإضاءة التى تسقط على اللوحة، كما قام بعمل قطع حديث مثلث بأعلى. ومن هنا أرى أنه على أعتاب الدخول لمرحلة جديدة برؤية مختلفة. ورأى أن بورتريهات "زكى" فى الفترة الماضية كانت تقليدية، بمعنى أنه يسجل الشبه والشخصية والروح، ولكنه يهتم بالشخص ربما على حساب صنع تكوين جديد بالنسبة للبورتريه، بخاصة فى النماذج التى قدمها بخامة الباستيل. كما استبعد من هذه المجموعة البورتريهات السمراء التى يظهر فيها اهتمام شديد بالخلفية. والتيمات الشعبية الفلكورية وهو شيء جديد يحسب له، على حد وصفه. واختتم حديثه بأن زكى يعيد حساباته مع وصوله الستين من عمره. إذ أخبره بأنه على أعتاب الرجوع خطوتين للخلف لكى ينظر لحياته وأعماله ويرى هل سيتجه اتجاها آخر. ويؤكد: هذا أمر مهم لكل فنان، لأن الفن فى اعتبارى حوار، لوحة تتحدث ثم يتفاعل الفنان معها.