ماذا لو؟.. قصيدة للشاعر عبد الجواد سعد

ماذا لو أَسْدَلَتِ الشَّمسُ ضفائرَها فى خدِّ الصُّبحِ
ورُحْتَ تفتِّشُ عن رزقِكَ فى ملكوتِ اللهِ
فجاستْ فى صدرِكَ قنبلةٌ حمقَى؟!.
ماذا لو هلَّ الفجرُ على أحْصِنَةِ الليلِ
وزفَّ صياحُ الدِّيكةِ مَوجَ النُّورِ
فصلّيتَ وغادرتَ البيْتَ
لتُطعمَ رجلاً شيخًا وامرأةً جاوزتِ الشَّيْبَ
(وأنتَ وحيدُهما)
فاندسَّ رصاصُ الظُّلمَةِ
فى ظهركْ؟!.
ماذا لو جَنَّ الليلُ وجُنَّ جنونُكَ
إذ عبرَتْ إحدَى الغاراتِ
فمَرَقَ الموتُ ولم تَحضُنْ
مَوْتةَ طفلِكْ؟!.
ماذا لو أنَّك تصرُخُ (واغَوْثاهُ)
فلا تأتيكَ طبولُ الحقِّ
ولا تُنجيكَ سيوفُ الحقِّ؟!.
ماذا لو دكَّ الخوفُ أمانينا دكَّاْ
فتساقطْنا يأسًا
وتخاذَلْنا حصْنًا حصْنًا
وتداعَى الذُّعْرُ على أطرافِ مروءتِنا
فتشرْذمْنا
وتَناهَى فينا صلاحُ الدِّينِ
وضَيَّعَنا «والِى عكَّاْ»؟!.
ماذا لو سقطتْ بغدادُ
(وكم سقطتْ بغدادُ!!)
وأتاكَ التَّتَرُ يبثُّونَ الفوضَى؟
هل تخلقُ فوضَى غيرَ الموتِ
وغيرَ الجوعِ وأطفالِ الشَّارعِ
والمرْضَى يتعرَّونَ ويحتضرونَ
بلا مأوَى
تتقاذفُهمْ أعينُنا والطُّرُقاتْ؟!.
ماذا لو أنَّكَ فى زمنِ الوجْهَينْ
زمنِ البيْنَينْ
زمنٍ لا يعرفُ طعْمَ النَّخوةْ
يتساوَى فيه:
الظالمُ بالمظلومْ
القاتلُ بالمقتولْ
الظُّلْمةُ بالنُّورْ
الفَسَقَةُ بالعُبَّادْ؟!.
ماذا لو بدَّلتِ الأشياءُ أماكنَها:
النَّصلُ مكانَ المِقبَضْ
نَعيقُ البُوم هَديلْ
إبليسُ نبىّْ،
وتسيَّدَ فى واجهةِ المَشْهدْ:
الجاهلُ
والكاذبُ والسَّارقُ
والقاتلُ والقوَّادْ؟!.
ماذا لو صِرْتَ تخافُ
القاضىَ والجلادْ؟!.
**من ديوان (طقوس الرَّواح).