دعائى فى وقفة عرفات

يا رب! اجعلنا «نعيش» فى رخاء، وأبعد عنا الحرمان. اجعل دنيانا كلها «حب ووئام»، وأبعد عنها الحقد والانتقام! نريد أن نجعل بلادنا آمنة مستقرة، سعيدة، نمشى فى شوارعها مطمئنين راضين لا ساخطين ولا غاضبين. يملأ الأمل قلوبنا، ويبعد عنها اليأس والقنوط. نرى الأحلام لا الكوابيس، نسمع الزغاريد ونخرس نعيق البوم.
اجعل العيد الكبير بداية النور ونهاية الظلام. أنقذ المسلمين من التطرف والإرهاب والصراع على السلطة وحمامات الدم. أعطنا القدرة على التضامن وتوحيد الكلمة. اجعل الأسلحة التى نحملها فى أيدينا نحارب بها أعداءنا ولا نقتل بها أنفسنا.
أعطنا البصيرة التى تمنحنا القدرة على أن نعرف مصلحتنا، وامنحنا قلوبًا تحب وتغفر، وضع فى رؤوسنا عقولًا تستوعب أخطاء الماضى فلا نكررها من جديد! أخرجنا من المحنة التى وضعنا أنفسنا فيها، بسبب شهوتنا ورفضنا أن نسمع صوت ضمائرنا وأغمضنا عيوننا عن أهدافنا.. بعد أن جعلتنا أغنى بلاد العالم فى الثروة والمال ونحن جعلنا أنفسنا أفقر بلاد العالم فى الحرية وحقوق الإنسان. أنقذ بلادنا التى فيها إسلام بلا مسلمين وفيها تعصب ولا دين، واحمنا من الذين يشوهون صورتنا ويعبثون بتاريخنا وينكرون ماضينا وينسون أننا كنا خير أمة أُخرجت للناس!
نريد أن تعود الابتسامة إلى شفاه البؤساء وتختفى آلام التعساء. فلقد أتعبتنا جميعًا السنوات الماضية، ونريد أن نستريح. ارتفع صوت الأنين وماتت الضحكات. أرهقنا الغلاء الفاحش وعذبتنا الفواتير والضرائب. نريد أن نلتقط الأنفاس، لسنا على استعداد لتحمل المزيد. نريد أن نسترجع آمالنا المحطمة، وينتهى الفساد، ونقضى على الرشوة ويعود العدل كما كان أيام جدودنا!
نريد أن نعيش عهدا جديدا واقفين على أقدامنا منطلقين لتحقيق أحلامنا، واثقين من خطواتنا. أسيادا فى بلادنا.. وحكوماتنا تعمل على إسعادنا. كل واحد منا يؤدى عمله بإخلاص وتفان كأنه عمله الخاص. أموال الدولة نحافظ عليها، كأنها أموالنا، ولا نسمح لأى من كان أن يعبث بها!
اجعلنا «نعيش» فى دولة أهلها مواطنون لا رعايا. متحدين متضامنين لا مختلفين متنازعين. الأيدى كلها تنتج. الرؤوس كلها تفكر. نمشى فى الشوارع ثابتى القدم لا نتلفت حولنا. القانون يحمينا. المواطنون متساوون، لا نِعَم تخصص للأقلية، ولا نِقَم تنهال على الأغلبية. نعمل أكثر مما نتكلم. ننفذ أكثر مما نعد ونرحم أكثر مما نعاقب.
نريد أن نخاف على بلادنا كما نخاف على أولادنا، ونحرسها من خصومها الذين يحاولون أن يشوهوا جمالها ويلطخوا سمعتها. نريد حرية ولا نريد فوضى. نرحب بالحزم ونرفض البطش. نريد أن تنتهى المحسوبية ونطلب العدل والمساواة. نريد أن نبنى ولا نريد أن نخرب. نريد أن نحب بعضنا البعض ولا نريد أن نعرف البغضاء والانتقام. نريد أن تكون مصر للمصريين من كل الأديان والطوائف، لا يمتاز مصرى عن مصرى إلا بالعمل والعلم والتفانى.
هذا هو دعائى فى وقفة عرفات.
Safia mostafa_amin@yahoo.com