بعد توقف 8 سنوات.. سفينة «سلسبيل» تجري أول رحلة بحثية بالبحر الأبيض المتوسط

أجرت السفينة «سلسبيل» والتي تم تدشينها لاستئناف العمل في البحر الأبيض المتوسط أول رحلة بحرية تجريبية غرب البحر الأبيض المتوسط مساء أمس الخميس، بعد توقف دام 8 سنوات بسبب الصيانة نتيجة الأعطال التي تعرضت لها خلال تلك الفترة على أن يتم إجراء رحلة تجريبية مماثلة للسفينة «اليرموك» الأسبوع الجاري.
وقالت الدكتورة سوزان الحسانين خليف، رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في وزارة البحث العلمي في تصريحات ل«المصري اليوم»: إنه «تم تجربة السفينة وهي من طراز KLASS ANK على الإبحار بأعلى سرعة للماكينات الجديدة بقوة 10 عقدة وهي (وحْدة سرعة تُستخدم للسفن والطائرات وتُعادل العقدة ميلاً بحرياً أو جغرافيًا واحداً (1.852 كم) في الساعة)».
وأشارت إلى أنه بعد تركيب قطع الغيار والماكينات اشترطت اللجنة الهندسية المشكلة من قسم الهندسة البحرية تسلم السفينتين إجراء رحلة بحرية لهما على أعلى سرعة في البحر وهو ما تم بالفعل، مشيرة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى صدق بالموافقة على توفير طاقم تشغيل مكون من 10 بحارة للسفينتين بواقع 5 لكل سفينة على أن يقوم المعهد بدفع المقابل المادي لهم، إلا أن هناك مشكلة واجهت المعهد وهي أن دفع أجور البحارة يتطلب موافقة وزارة التخطيط ومجلس الوزراء كونهم يعدوا بحارة خبراء ما يعني أن الصرف لا بد أن يكون من بند خبراء، وطلبنا من وزارة التخطيط السماح للمعهد بالتعاقد مع بحارة استناداً إلى موافقة رئيس الجمهورية في هذا الشأن إلا أنه لم يرد أي مخاطبة بالموافقة حتى الآن ما اضطرنا إلى التعاقد مع بحارة باليوم.
وتابعت: «لدينا مشكلة أخرى تواجههنا وهي رفض الجمعية التعاونية للبترول تموين السفينتين بالجنيه المصري خاصة وأن الماكينات الجديدة تطلب التموين بسولار 95 والمعروف بسولار أعالي البحار، والجمعية طلبت التعامل بالدولار، وعلى الرغم من الحصول على خطاب من وزارة المالية بالتعامل مع المعهد بالجنية إلا أن الجمعية رفضت ما اضطرنا إلى استلاف 10 أطنان سولار من الترسانة البحرية لتنفيذ الرحلة البحرية».
ولفتت «الحسانين» إلى أن استئناف العمل بالسفينتين بعد الرحلة التجريبية يتطلب عدة أمور من بينها توفير طواقم بحارة لا يقل عددهم عن 10 عبارة عن قبطان ومهندس وميكانيكى وفنيين لكل سفينة يتميزون بخبرة لا تقل عن 10 سنوات ولدى كل فرد 10 شهادات خبرة تسمح بالسير داخل المياه وأن يتم تموين السفينتين بالجنيه وليس بالدولار خاصة وأنها تمكنت من التعاقد على تسجيلهما في سجل الموردين في جميع شركات البترول لاستخدامها في المسح البحري أو أي أعمال تتعلق بالأنابيب البترولية في البحر.
وأشارت إلى أن الرحلة بالسفينة سلسبيل استغرقت مدة أربع ساعات حيث انطلقت من رصيف 1 بميناء الإسكندرية، وتم فيها تجربة كل سرعات الماكينة التي وصلت إلى 10 عقدة، وتم أيضا تجربة أجهزة السونار الحديثة التي تستخدم في كل أعمال المسح البحري، وكذلك البحث عن تجمعات الأسماك.
وشارك في الرحلة أساتذة من قسم الهندسة البحرية في كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وباحثين من شعبة المصايد وشعبة البيئة البحرية، بالإضافة إلى رجال الترسانة البحرية وضباط من القوات البحرية.
وأضافت أن السفينتين «سلسبيل» و«اليرموك»، تم إهداؤهما للحكومة المصرية من وكالة اليابان للتعاون الدولي «جايكا» عام 1988 وتم نقل ملكيتهما إلى المعهد من الشركة المصرية للصيد ومعداته التابعة لوزارة الزارعة سنة 1998، وهما من أهم السفن البحثية وأفضلها تجهيزًا وهما موكلتان بمهمة مسح الشواطئ المصرية وتلبية احتياجات مصر من العمل البحثي داخل المياه الإقليمية وفي المياه الاقتصادية بالبحرين المتوسط والأحمر، إلا أنه مرت بهما فترة طويلة توقفتا خلالها عن الحراك بالميناء الشرقي للإسكندرية الأمر الذي أدى إلى تآكل السفينتين، وأنذر بمخاطر عديدة من بينها إهدار المال العام والآثار البيئية الكبيرة والتأثيرات الخطيرة على آثار الإسكندرية الموجودة بقاع الميناء.
وتابعت: «قبل التعطل كانت»سلسبيل«مخصصة للعمل في البحر المتوسط واليرموك في البحر الأحمر إلا أنهما توقفتا عام 2012 لاحتياجهما إلى عمرة كاملة.
وأوضحت أنه خلال الفترة من 1999 وحتى 2012 أجرتا السفينتين نحو 12 رحلة بحثية استكشافية في مياة البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، وأبرز ما كشفت عنه السفينتين خاصة في غرب الإسكندرية مواقع صيد جديدة والمسح البحري للمنطقة الغربية كلها والشرقية لمصر والدراسة البحرية والقاعية للمنطقة كلها.