بلاش كلام في السياسة !! من قديم الأزل والمصريون يرددون هذه الكلمة طوال الوقت " بلاش نتكلم في السياسة أحسن نروح ورا الشمس " خوفاً من القهر أيا كان المسمي الذي يمثله فسمعنا قديماً عن القلم السياسي والبوليس السياسي حتى وصلنا لمسمي أمن الدولة وكلها أسماء تحمل الخوف والرعب لمن يسمعها وشاهدنا جميعاً أفلاما مصرية تصور لنا هول وبشاعة ما يحدث لمن يتحدث في السياسة حتى ولو بدون قصد أمثال فيلم شروق وغروب ووراء الشمس والكرنك وغيرها , لذلك ظل المصريون سنيناً طويلة يرتعدون خوفاً من الحديث في السياسة وهذا بالتحديد ما كانت تريده وتتمناه الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية لشعوبها أن يخافوا من الحديث في أمور دولتهم وشئون إدارتها فالسياسة تنقسم إلي داخلية وخارجية , السياسة الداخلية لأي دولة هي طريقة إدارة شئون البلاد وتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ومعرفة كل مواطن لحقوقه وكيفية المطالبة بها لذلك وجب على هذه الأنظمة لضمان استمرارها وحماية فسادها أن تقنع الشعب بأن الحديث في السياسة كاللعب بالنار ورمي النفس في التهلكة . أما الآن وبعد ثورة 25 يناير ثورة التحرير والتحرر فلأول مرة يتحدث الشعب المصري في السياسة بدون خوف أو هلع من أي شيء , حتى ثورة يوليو 1952 برغم أهميتها وتغيرها لنظام الحكم في مصر إلا انه عقبها بعض الاستبداد والقهر والخوف في قلوب المواطنين من الحديث في السياسة حتى لا يتهموا بالشيوعية أو أنهم ضد الثورة وأبواب السجون كانت مفتوحة على مصراعيها , الآن والآن فقط أصبحنا لا نخاف من شيء ونتكلم في كل شيء وعن كل شيء .. لذلك وجب علينا أن ننتهز هذه الفرصة ونستغلها جيداً وبأسلوب منظم يضمن لنا استمرارها والاستفادة التامة منها . فالدستور والقانون كفل لنا جميعاً اختيار جميع مديري مصالحنا في الدولة فنحن نختار عضو مجلس محلي القرية ونختار عضو مجلس محلي المدينة ونختار عضو مجلس محلي المحافظة ونختار عضو مجلس الشعب وعضو مجلس الشورى ونختار أيضا رئيس الجمهورية . وجاءتنا الفرصة لنختارهم لأول مرة بإرادتنا الخاصة وبصوتنا الحر فما هي المشكلة إذن عندما نختارهم بشكل جيد وواعي وقتها لن تكون هناك مشكلة ما أيا كانت نواجهها في حياتنا اليومية إلا وسنجد أحدا من اللذين اخترناهم لهذه المناصب يقف بجوارنا ويطالب بحلها من أول القرية إلي رئاسة الجمهورية فهذا النظام الإداري المعمول به في مصر لو استغل جيداً وتمت الاستفادة منه ستتحقق لنا العدالة الاجتماعية التي ننشدها في أبهي صورها وسنخرج بمصرنا الحبييه من قاع الدول النامية إلي أول صفوف الدول المتقدمة . فلنعمل جميعاً من أجل الحفاظ على حقنا في التحدث في السياسة ولنتكلم طوال الوقت في السياسة ونعمل على تفعيل هيئات وإدارات الدولة التي تكفل لنا المطالبة والحفاظ على حقوقنا المسلوبة منذ عشرات السنين . هياً جميعاً فلنترك الحديث عن المطالب الفئوية والشخصية ولنتحدث عن مستقبل بلدنا بأكملها , لنتحدث عن إنتاجيه الدولة والوصول لمعدلات تنمية عالية نبهر بها العالم ونريه معدن المصري الأصيل , لنتحدث عن مهارة المصريين في تغيير وجه التاريخ والخروج من أزماتهم اقوي من ما كانوا عليه قبل الدخول فيها , لنريهم قوة الشعب المصري وإصراره على الحفاظ على هويته التي لم يغيرها أي استعمار سواء أجنبي أو محلي لنفتخر جميعاً بمصريتنا التي لم تتأثر بالفرنسيين ولا بالانجليز ولا بالترك ولا بغيرهم على مر العصور لنريهم أن لهجتنا ولغتنا وشعبنا لا يتأثروا بعوامل الزمن ولا بتقلبات التاريخ .. هيا بنا جميعاً فلنتكلم كلنا في السياسة ونشتغل كل بالسياسة ولنختار مديري شئوننا بعناية ونبني بلدنا لنحقق الكفاية , وهنقدر نعملها زى ما عملناها قبل كده كتير أوي إن شاء الله تعالي ..