المصري كيدز.. حدوتة: «فاعل خير»

كان فيه فلاح بسيط اسمه «عم سعيد»، دايما بيحب الخير للناس.. كان عايش فى بيت بسيط جدا هو وأسرته، فى قرية صغيرة كان يزرع طول السنة، ويجمع الفاكهة والخضار اللى بيزرعهم، وينزل يوم الجمعة يبيعهم فى السوق الكبير.. والمشوار دا بيكون عليه صعب وطويل ومجهود عليه كبيير.. وكان فى قرية قريبة منه، فيها تاجر كبيير.
وفى ليلة الجمعة، طلب الفلاح إنه يركب معاه بكرة ويروحوا سوا للسوق، وقاله: اعمل فيا خيير. بس التاجر ما رضيش وقاله: انت هتأخرنى يا عم سعيد، والبضاعة بتاعتك ما لهاش مكان عندى.
زعل عم سعيد وقاله: كتر خيرك، أنا هتصرف. وهو ماشى فى الطريق نزل مطر كتييير، عم سعيد ما بقاش عارف يكمل مشى فى الطريق، وقف على جنب تحت شجرة وقعد يدعى ربنا إنه يرزقه علشان يقدر يجيب عربية لأن المشوار عليه بقى صعب، وقال: هستنى لحد المطر ما يخلص وأقوم أكمل مشوارى. بس المطر طول قوى لحد الليل ما دخل وعم سعيد ما عرفش يروح السوق. ورجع تانى على القرية بتاعته وكان باين عليه الزعل. شافه جاره، قاله: مالك يا عم سعيد؟ ليه مش باين إنك سعيد؟ قاله اللى حصل وحكاله على التاجر. جاره قاله: إحنا لازم نشتكى لكبير التجار، هو اللى مسؤول عن السوق. قاله عم سعيد: ما لوش لزوم. وفضل جار عم سعيد معاه شايل عنه الخضار لحد ما وصله البيت. شكره عم سعيد وقاله: فيك الخير يا ابنى.
وفى يوم كان عامل كبير التجار اجتماع علشان يناقشوا مشاكل السوق. ساعتها قاله جار عم سعيد على اللى حصل معاه. زعل كبير التجار وقالهم: نعمل الخير للناس وما نفكرش فى نفسنا بس، واللى نقدر نفيد بيه حد ما نتأخرش عنه، ودا ليكم درس علشان نتعلم منه. وقرر كبير التجار إنه يشوف مين اللى فعلا استفاد. وقفل كل الطرق اللى بتوصل للسوق يوم الجمعة وخلى طريق واحد بس علشان الناس كلها تعدى منه، وحط فيه صخرة كبيييرة جدا وقال: خلينا نشوف مين هيعمل خير ويشيل الصخر عن الطريق.
وكان كل ما يعدى تاجر يقول: «إيه الصخرة دى؟ كل الطرق مقفولة! أنا لازم أشتكى لكبير التجار يشوف حل لينا» ويلف ويرجع. وواحد تانى قال: أنا كنت نازل متأخر عن السوق وكدا هتأخر أكتر، أنا لازم أشتكى لكبيير التجار، كدا مش هعرف أبيع البضاعة.
وجه عم سعيد وهو ماشى شاف الصخرة قال: إيه الصخرة دى؟ كدا محدش هيعرف يعدى يروح السوق، والناس هتتأخر. أنا لازم أشيلها. وبدأ عم سعيد يزحزح الصخرة واحدة واحدة وكانت تقيلة، وكل ما حد يعدى عليه يقوله: إحنا لازم نشتكى لكبير التجار. وما حدش فكر يعمل خيير ويساعده. لحد ما أخيرا قدر يحرك الصخرة على جنب، ولقى تحتيها رسالة وكيس مليان عملات دهب، وكان مكتوب فى الرسالة «من كبير التجار لفاعل الخير، الفلوس دى ليك علشان كنت حريص تساعد الناس وتعمل خيير» فرح عم سعيد جدا وقال: دى فلوس كتييير، أقدر أشترى بيها عربية وأروح السوق كل أسبوع. وفعلا عم سعيد جاب العربية وكبر الأرض بتاعته، وبدل ما كان فلاح بسيط، بفعل الخير وحب الناس بقى كبيير التجار.