بوحيرد وبيطاط وعسول وحنون.. مناضلات الجزائر في «مسيرة الحسم»

شارك عدد من الشخصيات النسائية التاريخية في احتجاجات الجزائر ضد ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، أمس الأول، فيما يعرف ب«جمعة الحسم»، وكان على رأسهن جميلة بوحيرد، زهرة ظريف بيطاط، زبيدة عسول، لويزة حنون.
وشاركت في المسيرة، التي تزامنت مع اليوم العالمى للمرأة، إيقونة الثورة الجزائرية، جميلة بوحيرد، التي عانت طيلة 20 عاما من التهميش المتعمد في عهد بوتفليقة، حتى إنها أرسلت منذ أكثر من 5 سنوات رسالة إلى الرئيس الجزائرى وأخرى إلى الشعب الجزائرى اشتكت من خلالهما من حالها ووضعيتها الاجتماعية، مؤكدة أنها مريضة في حاجة إلى علاج، وأن المنحة التي تحصل عليها من الدولة لا تكفيها.
وقالت إنها تعيش حاليا وضعا صعبا بسبب المرض الذي يتطلب حسب الأطباء 3 عمليات جراحية مكلفة ومعقدة، مشيرة إلى أنها لا تملك الإمكانيات اللازمة لمواجهة تلك الأعباء.
وفى رسالتها إلى بوتفليقة، وجهت عتابًا شديدًا، مؤكدة في بدايتها أن ديونها لدى الجزار والبقال والسوبر ماركت خير دليل على وضعيتها الصعبة.
ودعت بوتفليقة إلى التوقف عما سمته «الإهانة»، بإعادة النظر في «المنحة المتواضعة التي يحصل عليها المجاهدون ليعيشوا بكرامة ما تبقى لهم من أيام».
أما زهرة ظريف فاقترن اسمها بمعركة الجزائر حين ساهمت بوضع قنبلة في مقهى يدعى ميلك بار بقلب العاصمة لاستهداف جنود الاحتلال الفرنسى، وهى من أكثر النشطاء المعارضين لترشح الرئيس الجزائرى منذ الفترة الربعة، وانضمت منذ أكثر من 5 سنوات إلى شخصيات تطالب بتفعيل المادة 102 من الدستور الجزائرى، والتى تدعو الرئيس إلى الاستقالة في حال المرض.
وأعلنت المجاهدة الجزائرية زهرة ظريف بيطاط عن مشاركتها في المسيرات ضد ترشح بوتفليقة، وقالت، في بيان، إنها ملتزمة باليمين الذي قدمته للشهداء الشجعان، مؤكدة «أرفض المساعدة في ارتكاب جريمة القتل التي تتشكل بتفويض العهدة الخامسة». وقالت: «أرفض السماح لبلدى ومؤسساته بأن تخضع لقوة موازية وخفية وغير قانونية وغير شرعية».
وشاركت في الاحتجاجات أيضا القاضية زبيدة عسول، التي تعرفها الشرطة الجزائرية بأنها «صاحبة تهمة الإخلال بالنظام العام» من كثرة مشاركتها في المسيرات والتجمعات المنددة بترشح بوتفليقة منذ 2014.
وكانت زبيدة عسول أول جزائرية تصل إلى منصب مدير مركزى في وزارة العدل سنة 1987، لتحصل بعد ذلك على عضوية المجلس الوطنى الانتقالى الذي تم تأسيسه في الجزائر بعد توقيف المسار الانتخابى سنوات التسعينات، قبل أن تقذفها السياسة إلى العمل الحزبى، لتصبح مُعارضة شرسة للرئيس الجزائرى.
وتقول إنها ليست ضد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة كإنسان، «لكننى أناضل من أجل تغيير النظام السياسى في الجزائر،
لأن الوضع خطير للغاية، والمسؤولون لا يدركون ذلك».
كما شاركت زعيمة حزب العمال لويزة حنون في المسيرة التي استبقتها برسالة صوتية قالت فيها إنها لبت نداء الشباب ومختلف شرائح المجتمع، والمجاهدة الثورية زهرة ظريف بيطاط.
وكانت حنون تساند بوتفليقة والتقته في 2012 في اجتماع معه دام ثلاث ساعات، وقال الرئيس الجزائرى عنها آنذاك إنه «لو كانت هناك 10 من لويزة حنون، لخرجت الجزائر من عنق الزجاجة».
ورغم ذلك تحولت إلى مناضلة ضد الفترة الخامسة لبوتفليقة، حتى إن المشاركين طردوها حين شاركت في مسيرة 1 مارس، واتهموها حينها بمحاولة ركوب موجة الحراك الجزائرى، لكن إصرارها في كل مرة على المشاركة في المسيرات وانسحابها من سباق الترشح هذه المرة رغم مشاركتها لثلاث مرات أكسبها مناصرين جددا.
الجزائر- موهوب رفيق