قال كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إنه لو جرى استعراض الأحداث المهمة الأخيرة في الوطن العربي، سنجد أن العمال العرب هم وقود الأحداث السياسية لأنهم القلب النابض في الشارع العربي، على حد قوله. وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الاتحاد العربي للعاملين بالتعليم والطباعة والإعلام، والذي تستضيفه النقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام، وعقد السبت، أن «الوضع العربي يثير الأحزان، لأن هناك دول كانت في المقدمة العربية وتقف في صف العمل العربي المشترك أصبحت تعيش في حروب أهلية ودينية»، مشيرًا إلى أن «الحروب الدينية طريق للفناء عن طريق جماعات تشذ عن الصف حتى أصبح عندنا الدول الدينية والطائفية، وأن العمال يجب أن يكونوا بعيدين عن هذه الجماعات». وأكد جبر أن العمال العرب لا يزالوا بعيدين عن الانقسامات الطائفية، ودائمًا هم يقودون وحدة الصف التي تعيدنا إلى مفهوم الدول العربية، فالدول المتفرقة يوحد العمال العرب صفوفها على حد قوله. وتابع رئيس الهيئة الوطنية للصحافة «الإعلام لم يعد الإعلام التقليدي بل هناك إعلام هائل جدا اسمه السوشيال ميديا يبدأ بعد منتصف الليل، حيث يتم إطلاق الشائعات التي تمس سلامة المجتمعات العربية ويضرها ويلحق بها أذى كبيرا يهدد وحدة الصف العربي، وأتمني الخروج بتوصية لهذه المشكلة». وأوضح جبر أن القضية الثانية هي الثورة التكنولوجية الرابعة وأثرها كبير جدا حيث سيتم الاستغناء عن عمال كثيرين، مؤكدا أن الصحافة المقروءة والإعلام المرئي لم يعد لهما تأثيرا كبيرا في تلك الفترة. من جانبه قال فايز المطيري، مدير منظمة العمل العربية، إن الوطن العربي يمر حاليا بفترة زمنية متلاحقة الأحداث لا يمكن تجاهلها، كما تشهد جهود كبيرة لوضع معالم واضحة للمستقبل والبحث عن سبل لتحقيق العدالة الاجتماعية. وأضاف المطيري أن الحركة العمالية تلعب دور هام في تنمية الدول، وهو ما يستلزم أن يكون لها صوتا داعم لها وهنا يبرز دور الصحافة والإعلام. وأكد المطيري، أن الإعلام والصحافة السبيل لمواكبة التحديات التي تواجه الحركة العمالية، حيث إنهما قوة اقتصادية فاعلة وعامل حاسم في التنمية الحقيقية، بما يحققه من مكانة بارزة في الاقتصاد، موضحًا أن الإعلام أصبح الداعم الأساسي لاقتصاديات العالم وعامل أساسي لنجاح خطط التنمية لما يقوم به من دور بارز في الوعي المجتمعي. وتحدث مجدي البدوي نائب رئيس اتحاد عمال مصر، ورئيس النقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام، إن الحروب التي تواجه الإعلام العربي، تمثل خطرا كبيرا يستغله عدد من الدول الغربية، للهيمنة على الوطن العربي. وأكد البدوي، على أهمية التعليم والإعلام خلال المرحلة المقبلة، وأهمية أن نهتم بالتدريب والتأهيل للعاملين بالمؤسسات الصحفية لتعريفهم بمخاطر المرحلة المقبلة وأهميتها، وزيادة الوعي الإعلامي. وقال النائب محمد وهب الله، الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال مصر، إنه حان الوقت لتعديل مسار للاتحادات المهنية في الدول العربية، إذ أنه كان في أولوياتنا إعادة صياغة رؤية ومسار الاتحادات العربية المهنية حينما تولينا رئاسة الاتحاد العربي، مشيرًا إلى أن بداية تعديل المسار انطلقت من الغزل والنسيج والزراعة. وأشار إلى أن الاتحاد العربي للتعليم والطباعة والصحافة من أهم الاتحادات لأن العالم منفتح أصبح منفتحا. وأكد وهب الله، على أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يهتم بالتعليم بشكل خاص برئاسته للاتحاد الأفريقي خصص جزء من كلمته للحديث عن التعليم في مصر وأفريقيا. ولفت إلى أنه يأمل أن يحدث تكامل ووحدة عربية، قائلا: «وجودنا مع بعض شيء يفرح.. نتمنى أن يكون لها دور أكبر في المجتمع العربي». من جانبه قال غسان غصن الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أن الإعلام أحد أهم وأبرز وسائل العولمة الحديثة للسيطرة على الشعوب فالإعلام يبث مجموعة من الوقائع والأحداث بشتى أنواعه. واستشهد غصن بمقولة وزير إعلام هتلر جوزيف جوبلز: «أعطني إعلامًا بلا ضمير أُعطيك شعبًا بلا وعي»، مشيرًا كيف يستخدم العدو الاعلام وبآليات وأشكال مختلفة في معارك الجيل الرابع، لاختراقنا وتدميرنا فكريا، رافعا شعار «دمر نفسك بنفسك». وأكد غصن أن أهم فئة في المجتمع هي فئة العمال فهم جنود العمل والعمال، والذين كانوا ولا يزالوا فريسة وهدف مباشر لأعداء هذا الوطن لأنهم مؤمنون بأنه لا وطن حقيقي بدون عامل يمتلك الوعي ويواجه التطرف والشائعات.
