على مدار أسبوعين متتاليين خاض نحو 582 ألف طالب وطالبة بالصف الأول الثانوى الامتحانات التجريبية الأولى بالنظام الجديد للثانوية العامة التراكمية والتى تم تطبيقها بدءا من العام الدراسى الحالى 2018-2019 ولمدة 3 سنوات، حيث يؤدى الطلاب 12 امتحانًا يحصدون خلالها الدرجات الأعلى لتؤهلهم للالتحاق بالجامعات. وعلى الرغم من اعتبار الامتحانات الخاصة بطلاب الصف الأول الثانوى للعام الحالى تجريبية ولن تضاف درجاتها لمجموع الثانوية التراكمية، ورغم السماح للطلاب باصطحاب الكتاب المدرسى داخل اللجان لتطبيق نظام ال«أوبن بوك»، إلا أن جميع الامتحانات تم تسريبها وتداول الطلاب إجابتها عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وهو ما تسبب فى حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض للتجربة، حيث وصفها البعض ثورة على نمط الأسئلة المعتمدة على الحفظ والتلقين، وإجبار الطلاب على التفكير والبحث الحر عن المعلومة، فيما اعتبر آخرون أن الامتحانات التجريبية عبارة عن مسرحية وإهدار للمال العام، وأنها أثبتت فشلها فى تحقيق الهدف الأساسى منها، وهو وقف التسريبات وتقليل الغش بين طلاب المرحلة الثانوية. الطلاب: التقييم الآن مرحلة مبكرة بعد انتهاء الامتحانات أكد طلاب الدفعة الأولى من الثانوية التراكمية، أنه من المبكر جدا تقييم تجربة الامتحانات بنظام الأوبن بوك من أول مرة، لافتين أن الصورة ستضح خلال باقى الامتحانات المقبلة فى مارس ومايو ويونيو، مشيرين إلى عدد من السلبيات والإيجابيات التى ظهرت خلال فترة الامتحانات وهى: الإيجابيات - سهولة امتحانات الأحياء واللغة الأجنبية الثانية والجغرافيا والفلسفة والتاريخ. - الأسئلة مختلفة وبعيدة تماما عن الحفظ والتلقين وغير متوقعة. - تغيير طريقة الطلاب فى الاستذكار والحفظ والتكرار. - تقليل الاعتماد على الدروس الخصوصية لعدم توقع الأسئلة وإجابتها النموذجية. - التخلص من رعب امتحانات الثانوية العامة بشكلها القديم وفكرة الامتحان القومى المصيرى. السلبيات - صعوبة امتحانات اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات والفيزياء والكيمياء. - بعض الأسئلة تعجيزية ومن منهج الفصل الدراسى الثانى أو خارج المنهج، والاختيارات من متعدد متشابهة المعنى. - جميع الامتحانات تم تسريبها قبل انعقاد كل مادة على مواقع التواصل الاجتماعى، ما أفقدها معناها والهدف منها وأنهى مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب. - دمج فروع الرياضيات بامتحان واحد ظلم كبير، والوقت المخصص للإجابة لا يتناسب مع المواد العلمية مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات. - لا يوجد أى تدريب للمعلمين أو للطلاب على النظام الجديد أو طرق التدريس، وكذلك المناهج قائمة على الحفظ والتلقين والحشو والتكرار. «المعلمين المستقلة»: أسلوب التدريس لم يتغير.. وما يحدث «ضحك ع الناس» يرى حسين إبراهيم، الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلة، أن تغيير أسلوب الامتحانات وطرق التقييم بدون تغيير باقى عناصر النظام التعليمى لا يعتبر تطويرا، فالمناهج كما هى دون تغيير، وكذلك الوسائل التعليمية والخطة الزمنية والخريطة الدراسية وطرق التدريس لم تتغير، وبالتالى تغيير جزء من كل لا يعتبر تطويرا.المزيد خبراء مؤيدون: تقضى على الغش.. ومحاكاة للدول المتقدمة يرى الدكتور مصطفى النشار، الخبير التربوى، أن التجربة لا تزال فى بدايتها وغير متاح تقييمها بدون إظهار النتائج، فالغرض من الثانوية التراكمية هدف نبيل وجيد جدا وهو تطوير نظم الامتحانات كجزء من تطوير التعليم، ويجب أن يكون هذا النمط من الامتحانات والأسئلة التى تقيس قدرة الطلاب على الفهم وليس الحفظ والاعتماد على النقاش والبحث الحر عن المعلومة واستخدام الكتاب المدرسى لكن المشكلة تكمن فى تسريب الأسئلة ويجب تطهير الوزارة من المسربين والفاسدين.المزيد وزير التعليم للمسربين: موعدكم يوم «التابلت» على الرغم من حالة الجدل المثار حول الامتحانات التجريبية الأولى، وما أحدثه تسريب الأسئلة وتناقلها بين الطلاب من تخوف، اكتفت وزارة التربية والتعليم بإصدار بيان إعلامى واحد على مدار أسبوعين كاملين هى فترة انعقاد الامتحانات، أشادت خلاله بنجاح اليوم الأول من امتحانات الصف الأول الثانوى بشكلها التجريبى الجديد، حيث أكدت الوزارة انتهاء اليوم بنهاية مبشرة تؤكد أن منظومة إصلاح التعليم والانتقال من ثقافة الدرجات إلى ثقافة التعلم تسير بشكل يحظى بقبول مجتمعى كبير، بحسب بيان الوزارة.المزيد معارضون: الأسئلة تغيرت وبقت عناصر التعليم كما هى الامتحانات التجريبية «كارثة»، كما وصفها الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، مبررا ذلك بأن الأصل كان تطبيق التجربة على عينة محددة مثل مدرسة بكل محافظة قبل التعميم.المزيد أولياء الأمور: ضربة قاسية للدروس الخصوصية والسناتر تباينت ردود أفعال أولياء أمور طلاب الصف الأول الثانوى حول تقييم الامتحانات التجريبية الأولى للصف الأول الثانوى، بين مؤيد ومعارض للتجربة، ودشن عدد من أولياء الأمور، هاشتاج «ادعم الثانوية التراكمية» عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، مؤكدين أن الامتحانات جاءت ضربة قاسية لمعلمى الدروس الخصوصية والسناتر، حيث فشل المعلمون فى توقع أسئلة الامتحان وإجاباتها وفقدت السناتر نحو نصف أعداد الطلاب بها وهو ما يعد نجاحا باهرًا للتجربة.المزيد
