قصة هاتف قضى 18 عاما فى السجون الإسرائيلية

«هاى بابا بينا ومش ضالل أشى»، «يا الله أديشه متغير كتير»، جمل مرتعشة صدرت من فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، غلبه دموع الفرحة، وعبارات الحب، أثناء استقبال عائلة عماد الدين الصفطاوى، والدهم، الأسير الفلسطينى فى السجون الإسرائيلية، بعد سجن دام لمدة 18 عاما، قضتها أسرته منتظرة خروجه.
تحدثت لين عماد الدين، الابنة الصغرى للبطل الفلسطينى، ل«المصرى اليوم»، بعد أيام من خروج والدها، عن حياة عائلتها بدون الأب، وعن قصة الهاتف «نوكيا»، الذى ظل بحوزته طيلة ال18 عاما فى انتظار خروجه وإهدائه لوالدتهم.
لم يتسن لعماد رؤية ابنته لين حين جاءت للعالم، فوالدتها كانت حامل بها أثناء اقتياده للسجن، وحين ولدت لين بقيت مع أخواتها الأربعة فى رحلة طويلة كل هدفها أن تسنح لهم الفرصة لزيارة والدهم بالسجن.
تقول لين، الطالبة بالثانوية العامة: «والدى كان من الناشطين أيام الانتفاضة الفلسطينية، سنة 1986 انسجن من قبل الصهاينة، وبعد سنتين هرب من السجن هو وخمسة من أصحابه استشهد منهم أربعة وضل والدى مع صاحبه».
وتضيف: «تم تهريب والدى خارج فلسطين وتزوج أمى بسوريا، وفى 1993 اتفاقية أوسلو اللى كان من بنودها الإعفاء عن المطلوبين للاحتلال الإسرائيلى وقتها والدى رجع من برا مع أمى وأخواتى».
بدأ عماد يمارس عمله مع وزارة الأوقاف كمدير دائرة المساجد بقطاع غزة، وكان يعمل على إنشاء جمعية للشباب الفلسطينى، وتقول لين: «كان بيجمعلها دعم، وسافر دبى عام 2000 عشان قصة الدعم للجمعية وهناك شرا هاتف النوكيا لأمى».
اعتقل الإسرائيليون عماد غدرا عند وصوله المعبر، وتضيف لين: «أخدوا الأغراض اللى كانت معه، وحكموا عليه ب18 سنة، وضل الجوال محفوظ بأمانات السجن».
زيارات قليلة تخللت فترة سجن عماد، تقول لين: «أمى كانت ممنوعة من الزيارة وبعدها إخواتى كبروا وإدارة السجن منعتهم من الزيارة عشان بمفهوم الصهاينة وصلوا سن الإرهاب وصاروا خطرين، وأنا زرته مرات قليلة، وعند سن ال16 منعونى أنا كمان».
تحكى لين عن والدتها التى عاشت وحيدة بعد سجن الزوج، وبعيدة عن أهلها وعن بلدها سوريا، ومنذ أيام خرج زوجها وبيده الهاتف الذى لطالما أراد أن يعطيه لها.
تقول لين: «هاد كان أكتر يوم سعيد بكل حياتى، طلع من السجن وطلع معه هاتف النوكيا القديم».
وتضيف: «الجوال طبعا معطل لأنه إنترك فترة طويلة كتير بدون استعمال، وبنحاول نتواصل مع شركة نوكيا لإننا بدنا ياه».