النتيجة النهائية للجنه الفرز رقم 2 بطنطا في الأنتخابات البرلمانية    جامعة حلوان تنظم المعرض الخيري للطلاب بالمدن الجامعية لتخفيف الأعباء المعيشية    مدير تعليم القاهرة توجه بضرورة دراسة الحلول التنفيذية للفترات المسائية في المدارس    التموين.. الاحتياطي الاستراتيجي لجميع السلع الأساسية آمن    6 محاور رئيسية لتحقيق الاستدامة البيئية داخل المنشآت الصحية.. تعرف عليها    اتحاد السياحة: بروتوكول تعاون مع وزارة العمل لتنظيم السوق    التمثيل التجاري: خطة التوسع في إفريقيا تعتمد على تكامل الأدوار بين الدولة والقطاع الخاص    محافظ المنوفية يتفقد الموقف التنفيذي لأعمال تطوير ورفع كفاءة كوبري الميتين    رئيس الوزراء والوزير الأول لجمهورية الجزائر يترأسان أعمال الدورة التاسعة للجنة العليا المصرية الجزائرية.. مدبولى: العلاقات بين البلدين تاريخية.. غريب: مصر والجزائر تتمتعان بسجل اقتصادى حافل من التعاون النموذجى    بعثة الزمالك تصل فندق الإقامة في جنوب إفريقيا    بعثة الأهلي تصل المغرب استعدادًا لمواجهة الجيش الملكي    يلا كورة لايف.. مشاهدة مباراة النصر ضد استقلال دوشنبه مباشر دون تقطيع | دوري أبطال آسيا 2025    الجدة وحفيدتها.. انتشال جثتين من أسفل أنقاض انهيار منزل بنجع حمادي    ضبط المدير المسئول عن شركة للإنتاج الفني "بدون ترخيص" بالهرم    الطقس غدا.. انخفاض درجات الحرارة وشبورة كثيفة والصغرى فى القاهرة 15 درجة    تعليم القاهرة تعلن مقترح جداول امتحانات شهر نوفمبر لمراحل النقل    لجنة استشارية من فنون تطبيقية حلوان لإبداء الرأي في ترميم جداريات سور حديقة الحيوان    إلهام شاهين: سعاد حسنى كانت المرشحة الأولى لفيلم عادل إمام الهلفوت    رمضان 2026.. نيللي كريم وشريف سلامة ينتهيان من تحضيرات مسلسل "أنا"    قبل ما يضيع وقته وطفولته.. كيف تحمي أبناءك من السوشيال ميديا؟    إجراءات حاسمة تجاه المقصرين في الوحدات الصحية بقنا    خاطروا بحياتهم.. موظفو الحى ينجحون فى إنزال سور معلق من عقار كرموز.. فيديو    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بمنتصف تعاملات اليوم    الحصر العددى لقائمة دائرة أول الزقازيق بمجلس النواب 2025    الناقد الذي كان يشبه الكلمة... وداعًا محمد عبد المطلب    الاتحاد الأوروبي يستعد لتقديم نص قانوني لإصدار قرض لأوكرانيا ب140 مليار يورو    المدير السابق لجهاز الموساد يكشف أسرار سرقة الأرشيف النووى الإيرانى    رئيس الوزراء ونظيره الجزائرى يشهدان توقيع عدد من وثائق التعاون بين البلدين    الارتجال بين الفطرة والتعليم.. ماستر كلاس تكشف أسرار المسرح في مهرجان شرم الشيخ    دليل لحماية الأطفال من الخوف والأذى النفسي الناجم عن الأخبار الصادمة    بعد انتشارها بين الناس، الأطباء يكشفون سر سلالة الإنفلونزا الجديدة ويحذرون من حقن الموت    8 ملايين جنيه.. حصيلة قضايا الاتجار في العملات ب«السوق السوداء»    محافظ أسيوط يتفقد كليات جامعة سفنكس ويشيد بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين    محمود فتح الله: تصريحات حسام حسن الأصعب تاريخيًا.. وكان يمكنه تجنبها    انطلاق أعمال اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب بالجامعة العربية    بركان كيلاويا في هاواي يطلق حمما بركانية للمرة ال37 منذ بدء ثورانه العام الماضي    البرهان: السلام في السودان مرهون بتفكيك الدعم السريع    قوات الاحتلال تفرض حظرًا للتجوال وحصارًا شاملًا على محافظة طوباس    حزب النور في المقدمة.. نتائج الحصر العددي الأولي عن الدائرة الأولى فردي بكفر الشيخ    «خطوات التعامل مع العنف الأسري».. جهات رسمية تستقبل البلاغات على مدار الساعة    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك "ميدوزا -14".. شاهد    قائمة بيراميدز في رحلة زامبيا لمواجهة باور ديناموز    وكيل صحة قنا يتفقد وحدة الترامسة ويحيل طبيبا للتحقيق    رئيس الرعاية الصحية: تطوير 300 منشأة بمنظومة التأمين الشامل    مقتل 8 أشخاص في إندونيسيا بفيضانات وانزلاقات تربة    السيسى يحقق حلم عبدالناصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 26-10-2025 في محافظة الأقصر    الري: نجاح حاجز التوجيه في حماية قريه عرب صالح من أخطار السيول    الأقصر: انقطاع المياه عن عدد من مناطق نجع علوان بالطود صباح اليوم    اتحاد السلة يعتمد فوز الأهلي بدوري المرتبط بعد انسحاب الاتحاد ويعاقب الناديين    بعد نجاح "دولة التلاوة".. دعوة لإطلاق جمهورية المؤذنين    دار الإفتاء تؤكد حرمة ضرب الزوجة وتحث على الرحمة والمودة    دار الإفتاء تكشف.. ما يجوز وما يحرم في ملابس المتوفى    ريهام عبد الحكيم تتألق في «صدى الأهرامات» بأغنية «بتسأل يا حبيبي» لعمار الشريعي    دعاء جوف الليل| اللهم يا شافي القلوب والأبدان أنزل شفاءك على كل مريض    بروسيا دورتمنود يمطر شباك فياريال برباعية نظيفة    بوروسيا دورتموند يفترس فياريال برباعية في دوري أبطال أوروبا    محمد صبحي عن مرضه: التشخيص كشف عن وجود فيروس في المخ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور.. "أحمد وآمنة" قصة حب قهرت أسوار 10 سجون إسرائيلية
نشر في البوابة يوم 26 - 11 - 2016


لحظات مؤثرة..
جلسات المحاكمة كانت أملهما في اللقاء.. وخطوبتهما تمت في "قفص الاتهام"
آمنة:
كنا نتقاسم 45 دقيقة مدة الزيارة أنا ووالدته ووالده
لو لم نلتق في الدنيا سيزوجنا الله في الآخرة
فقدت كل شيء ممتع في حياتي من أجله
تظاهرت بالقوة وأخفيت ضعفي حبًا فيه
إذا أمننا أن قصص الحب التي تُخلد في التاريخ قد انتهت، بموت روميو وجليت، وقيس وليلي وغيرها من القصص التي تعلقت في ذهن ملايين الناس في الوطن العربي بل والعالم أجمع، فقد خاب ظننا وخدعنا كثيرًا.
آمنة الحصري، وخطيبها الأسير الفلسطيني أحمد الجيوسي، أعاد إلى أذهان البشرية قصص حب لم نعد نراها في ظل الانفتاح السماوي، والتكنولوجيا الذي جعلت العالم كقرية صغيرة، وفي ظل عالم طغي عليه اللاإنسانية.
"البوابة نيوز" التقت أمنة الحصري، لتروي قصة حبها التي جمعتها مع خطيبها الأسير الجيوسي، ليست من داخل سجن أو اثنين بل من داخل عشرة سجون وباتت قصتهما تقهر كل تلك الجدران، ورفضا التخلي عن بعضهما رغم الحكم عليه ب 35 مؤبد و10 سنوات أخري.
بدأت أمنة حديثة بكلمات مؤثرة عن حبيبها، التي افتقدته خلف أسوار السجون الإسرائيلية، قائلة: "اذا ما التقينا في الدنيا.. سيكون زوجي في الأخرة ولن اتركه ابدًا".
المشهد الأول "أول لقاء 1998"
كان عمرها 19 عامًا حين عادت مع أهلها الى الضفة الغربية بعد غربة، تنقلت فيها بين الكويت وعمان، التحقت وقتها بجامعة القدس المفتوحة، واختارت على عكس كل البنات أن تعمل وتعتمد على نفسها لتقوى شخصيتها.
وبحلول شهر سبتمبر من نفس العام تحديدا يوم 19 قادها القدر لأن تعمل في "مشغل خياطة" وكان يعمل به أحمد، بدأت آمنه تتعلم من زملائها أصول مهنتها ومرت السنين ولا زال أحمد "خجول" في أن يعرب عن إعجابه بها، صارح أحمد اصحاب المشغل لأنهم بمثابة أهله عن رغبته في خطبتها، وهم بدورهم تواصلوا مع أهلها وكان لهم دورًا كبير في اتمام الخطبة عام 2001.
آمنة قالت: "كان وضع أحمد المادي سيء بسبب الانتفاضة وبسبب طبيعة الشغل، والراتب كان قليل وهو ما جعله يبحث عن عمل بمجال آخر حتى صار يعمل عملين، ومع هيك الوضع المادى ايضا كان قلليل وذلك بسبب الانتفاضة وشح الحال على الجميع".
المشهد الثانى "ليالي سوداء"
مرت سنة على خطبتهم ولم يتحسن وضعهم المادي كثيرًا عن البداية لظروف الحرب بفلسطين، وقتها لم يملك كل منهم الصبر على هذا البعد، وقررا أن يخطوا معًا أول خطوات كفاحهم وقررا الزواج، على أن تسكن آمنه مع أهله بغرفة، إلا أن القدر منعهم من اتمام فرحتهم، وكما نقول "تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن" وفي اجتياح لمخيم "طولكرم" تم اعتقال أحمد قبل زواجهم بأسبوع واحد.
وهنا انقطعت أخبار أحمد لمدة 5 أيام، ولا تعرف أمنة ولا أهله إن كان حيًا أو ميتًا، تصف امنه هذه اللحظات قائلة: " أول 4 أو5 أيام من اعتقاله، كنا لانعرف عنه أي شيء، وانقطع الاتصال، وشعرت بأن شيء قبض قلبي، وصرت أحاول اتصل عليه، إلا أن هاتفه دائمًا مغلق، إلا أنني في هذا التوقيت لم أحكي لأهلة أو أهلي شيء، لكن تانى يوم خبرت أهلى أنه في شي صاير لأحمد وهو ما بيرد على إتصالاتى".
وتابعت: "هنا بدأ الشك يتملكني، والمحيطون بدأوا يطمنوني، في ليلة كانت الكهرباء منقطعة، والاحتلال الصهيوني منع التجوال في الشوارع، ولا أحد يقدر يطلع من بيته، ظللنا هكذا 3 أيام وأنا ما بعرف عن أحمد شيء".
بعد لحظات من الصمت، تتذكر أمنه قائلة: "في اليوم الرابع كنت أنا طارحة الفراش لا أكل ولا شرب، إلا أن بادرت والدته بزيارتي، وشعرت بالقهر عندما رأتني على هذا الحال، وخاصة أنها كانت متأملة أنه عندي، وبعدها عادت الكهرباء وشفنا صور المخيم، وظللت أبحث عن صورته بين الشهداء، في الشوارع، وفي اليوم الخامس استجمعت قوتي وبدأت أبحث عنه أنا شخصيا فى الشوارع والحارات، وفى النهاية ذهبت الى جامعتي، على أمل حد من الشباب هناك من أصحابه يخبرني شيء أو حتى صاحباتي، إلا أنني فوجئت باسمه مع الأسماء المعلقة على الحائط ضمن المعتقلين".
لن تصدق أمنه الخبر في البداية، في محاوله لتغير الواقع إلا أن جاءت اللحظة الحاسمة، وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية، أنه تم إلقاء القبض على أحمد الجيوسي، أحد قيادات قادة كتائب القسام في طولكرم، وقتها علمت أن الخبر حقيقي، وأن حبيبها غاب في سجون الاحتلال".
لم يكن هذا الاعتقال الأول ولكن تم اعتقاله من قبل السلطة الفلسطينية وهو في عامه ال 16"، مشيرة إلى أن أهله تعودوا على اعتقال شبابهم على عكس آمنه وأهلها، لأنها ولدت وعاشت في الكويت بعيدًا عن كل ذاك الصخب، وهو ما جعلها لا تكون قادرة على استيعاب فكرة اعتقاله وبعده عنها لمده لم تكن تعلمها ان ذاك".
" برغم كل ذلك كان خبر اعتقاله أرحم بكثير من أنه يكون لا قدر الله استشهد" بتلك الكلمات حمدت الله أمنه على حياة خطيبها، هكذا استطاع الإحتلال بأن يوصلها للإرتضاء بأقل خسائر على أمل أن يفرج عنه وتعود الفرحة لقلبي"، متابعة: "كانت صور الشهداء والجرحي على التليفزيون، بشعة، لحد ما انسحب الجيش الإسرائيلي، وكنت خايفة إن لا قدر الله يكون بينهم".
واستطردت: "كانت أيام صعبه ومريرة عمري ما شعرت بها وتمنيت أن يكون ذلك كابوسًا واستفيق منه، لكن بعد ما مرت أيام من الهم والألم والحزن والحيرة عرفنا أنه اعتقل، فما كنت عارفه أفرح لقاؤه حي، ولا أحزن لفراقه، وعدم معرفتي شيء عنه".
المشهد الثالث "رحلة الانتظار والتحقيق"
من 100 إلى 120 يومًا ظل أحمد متنقلًا فيها بين مراكز التحقيق، "الجلمة وبير السبع وهدريم"، وبدأ أهله بإبلاغ الصليب الأحمر، لمتابعة مجريات التحقيقات، كما قام نادى الأسير بتكليف محامى ليخوض مع أحمد قضيته، في تلك الأثناء لم يعترف أحمد بآيًا من التهم الموجهة له، تلك كانت أطول فتره تحقيق يمكن أن يمر بها أسير".
تحكي أمنه "في البداية كل الناس أخبروني أنه سيظل18 يومًا في التحقيق، وعلي الأغلب بيرجع وفى أسوأ الأحوال، يتم التجديد له 18 يومًا، وكنت أواسي حالي، وأضحك عليها وأصدقهم، حاولت أخفي حزني ودموعي واصبر بحالي، واحكي أنهم كم يوم وراح يمروا، لكن للأسف ال 18 يوم جروا 18 ورا 18 ورا 18 لحد ما صاروا اكتر من 100 يوم".
المشهد الرابع "دقائق الانتظار"
كنت تظنها أيام وستنتهى القصة وسيعود أحمد لكنها فقدت الوقت، فقدت كل شيء ممتع في حياتي، باتت لا تعد الأيام من كثرتها، شهر ثم اثنين فثلاثه ولا تعرف عنه شئ إلا أن فقدت الأمل وباتت تعيش على الذكريات، واحتفظت بهاتفها الذي كلما ظهر على شاشته رقم غريب تمنيت أن يكون أحمد، إلا أنه مع مرور الأيام بدأت تفقد الأمل، وكما نقول دائما أن الدنيا لا تعطى محتاج، فكلما انتظرت اتصاله كان الحرمان يزيد".
وفي أحد أيام الانتظار رن هاتفها امسكته ككل مره ولكنها كانت المفاجأة، ان المتصل حبيبها أحمد لم تمر سوي ثواني معدودة ولم يقول احمد لها سوي كلمتين فقط لا غير وأغلق الهاتف، أخبرتها "حماتها" أنه سيعيد الاتصال بهت مرة أخرى وبعد دقائق، سمحت إدارة السجن، له أخيرًا بأن يتواصل معهم هاتفيا".
تحكى أمنه : "كانت أول مره اسمع فيها صوته، بعد غياب دام لشهور، كان موقف صعب علي وعليه، وما كنت أعرف كيف أحكي ولا كيف أسأل، ولا حتى قادرة أميز شو رده علي حزني أو فرحي بكلامه، طلبت منه أن يتصل دائما فكان رده صعب يا أمنة، أغلق الهاتف، واغلقت معه أمل أن يعود، وذهب كل شيء".
المشهد الخامس " التظاهر بالقوة وإخفاء الضعف"
في بعض من لحظات الضعف، يتظاهر الإنسان أمام الناس أنه قويًا مرفوع الرأس، وتلك هي أصعب اللحظات التي تمر علينا دائمًا وهو ما كانت تفعله أمنه حتى لا يشعر من حولها بضعفها وتأثرها بما حدث".
في صمت وترقب تقول آمنه عن لحظات ما بعد الاتصال: " بعد المكالمة، تمنيت لو يرجع الزمن للوراء، ويكون كل هذا مجرد حلم، وما كنت قادره أبكي حتي أشعر بالقوة وكان لازم أظل قوية أمام الكل خاصة نفسي وأمام أحمد".
المشهد السادس "الرسالة الأولى والوعد"
بدأ أحمد وأمنه التواصل عبر الرسائل عن طريق المحامي، ومن ثم عن طريق البريد الذى لا تصل رسائله في أيام ولكن من الممكن أن تصل بعد شهور كما قالت أمنه " وكنا نكثر من الدعاء والصلاة وقيام الليل ونتعاهد في رسائلنا على هذا، في البداية كانت المراسلات عن طريق المحامي، وبعدها صرنا نتواصل عن طريق البريد".
وعن أول رسالة قالت: "أول رسالة.. كانت قصيرة ومختصره لكنها كانت بخط يده، وخطه كان سيئ، وكان صعب قرأته، وكانت الرسالة مكتوبة على عجل مليئة بالخوف عليا والرغبة في معرفة حالي والاطمئنان، وفي نفس الوقت تنقل مقدار الشوق والألم، ولا أعلم كم مره قراتها أو حتى بكيت عليها".
وعن أول رساله لها دخلت إليه بالسجن تقول: "لما وصلته فرح بيها كالطفل الصغير اراه وقلبه يرقص فرحا وهو ممسك في ورقة من خط يداي".
المشهد السابع "المحكمة أمل اللقاء"
" المحكمة "مكان يحمل أسوء الذكريات، إلا أنه كان الأمل والطريق الوحيد للقاء بينهما أثناء جلسات الحكم وظلت الزيارات هى الأمل الوحيد للقاء، بعد كل محاكمة.
45 دقيقه ومن وراء الزجاج هي المدة التي تري فيها أحمد، كل فترة لأطمئن عليه ويطمئن عليها، لا تهتم بتعبها ولا تبالى إن كنت تستطيع أن تحضر جلسة محاكمته أو لا على قدر ما تهتم أنها ستلقى عليه نظره ولو من بعيد".
وتابعت: "أحمد لم يكن يحاكم في محكمه واحده، ولم يسجن في سجن واحد، ولكن ظل ينتقل بين سجون إسرائيل لخطورته عليهم، كما يقولون وظللت انتقل معه بقلبي وروحي بين سجون " نفحه.. ريمون.. عسقلان.. النقب.. مجدو.. الرملة.. شطه.. وأخيرا وليس اخرا سجن جلبوع".
وأضافت: "في البدايه وبعد فنرة التحقيق تم سجنه بسجون عاديه ولكن بين جواسيسهم بالداخل، تنقلنا كتير بين محاكم وزيارات سجون مختلفة ومسافات بعيده وانتظار صعب في قاعات الانتظار في كل سجن ولهفة الدخول لقاعة الزيارة، وفرحة اللقاء ومرارة الفراق بعد 45 دقيقة، نتقاسمها أنا ووالدته ووالده رحمه الله، كنت دائما انتظر بفارغ الصبر لموعد المحكمة أو الزيارة القادمم، وكل محكمه وكل زيارة، حتى لو كنت على فراش الموت، وللأسف طول تلك الفترة وانا أعاني من مختلف الأمراض بسبب الحزن وقلة الاهتمام بصحتي والتفكير".
المشهد الثامن "لحظة الحكم"
رغم ان الاحتلال يصرح دائما بحضور 4 أشخاص لجلسة المحكمة حيث يتم نطق الحكم، خالف القرارهذه المرة وصرح بدخول شخصين فقط فاضطرت آمنه ان تنتظر في الخارج مع شقيقته، ودخل والده ووالدته، استمرت المحكمة ساعتين وامنه تتصل بالقاصي والداني حتى تستطيع أن تدخل ولكن دون جدوى، لحظات مرت وكأنها سنوات.
تحكى آمنه: "أحمد اتحكم عليه في 25 أكتوب2004، وكانت جلسة النطق بالحكم الأصعب طول فترة الجلسة، وانتظرت ساعات، في الساحة على دمعه وحده، اتصلت بالمحامي ومعي أشقاؤه وعدة أشخاص على أمل أنهم يسعون لإدخالي وإخراج والده خاصة بعد ما شاف أحمد واطمأن عليه، لكن بلا جدوى".
وتابعت: "ما تخيلت إن أحمد يسمع حكمه وأنا بعيده عنه، كنت خايفة إن يفكر أني خلاص تركته، وتخليت عنه، خاصه أن يومها منعوهم يحكوا معه نهائي بسبب خطورة الوضع، مضيفة: "لحظات وخرجت والدته تبكي ولم يستطع والده أن يتحدث من الصدمه سألناهم شو الحكم فحكت والدته 35 مؤبد و10 سنوات أخري، وكان الخبر على كالصاعقة، خاصه أن المحامي لحد الجلسة قبل النهائية كان يحكي أما أن يكون الحكم 4 سنوات أو يخرج، لكن لم اقتنع بالكلام وظل عندي أمل أنه ما يأخد اكتر من 15:10 سنة".
واستطردت: "طول الطريق وحتي وصولنا البيت، وأنا أبكي وطبعا بهذه الفترة بالذات، حاول الناس التأثير على أهلى بأن أترك أحمد، تأثرت والدتي قليلا، ولكنها ولم تطلب مني أن اتركه والوالد الله يرحمه كان دائما يحكيلي اصبري يا بابا ربنا كريم وأحمد منيح".
وتابعت: " لكي أعبر هذه الفترة لابد أن أكون قوية وما أحزن وأن أقف مع أهله خاصة، أن الخاطبات أو المتزوجات كانون مهمشات كليًا وكان الاهتمام كله على أهل الأسير خاصة والدته".
وعن فترة ما بعد الحكم تحكى امنه " لما انحكم أحمد انا انهرت بكيت كتير و اغمى علي و مرضت و ضليت بالفراش لأيام، ومع هيك بنفس الوقت كنت اضل اروح عند أهله و أوقف معهم ولازم أكون قدامهم قويه و كمان انا أخفف عنهم، هاد الشيء أثر على نفسيتي كتير خاصه اني ما شفت أحمد بعد الحكم ولا سمعت صوته إلا بعد أسبوعين أو تلات و كانت هاي الزياره من أصعب الزيارات تكاد تكون أصعب زياره حتى أصعب من أول زياره و هو طول الوقت حاول يصبرني و يواسيني و كان خايف علي و خجلان مني .
المشهد التاسع "الزيارة الأولى من سجن هادريم"
لأول لقاء بعد الحكم حلاوة ومرارة لا يمكن أن ينساها الأحبة، بداخل سجون الاحتلال، لكن هذه الزيارة كانت لها طابع خاص لأنها المرة الأولى بعد الحكم على أحمد أن تلتقي به بمفردها من دون أهلهما ولكن كانت من خلف الزجاج.
وعن تلك الدقائق تحكى أمنة: " أول زيارة لوحدنا كانت في سجن هداريم، وكدت أبكي فرحًا فلأول مره نكون لوحدنا بعد سنين، طبعا ما اقصد لوحدنا بالحرف، وإنما من دون والديه، وكانت زيارة جميلة لكن كان يتخللها الحزن والألم وشعور بالذنب من قبل أحمد، كانت عيونه بتحكي استنيني لكن لسانه يحكى ما بدي أظلمك يا بنت الناس، اما عن نهاية اللقاء فلا احد يعرف معناه إلا من مذاق نفس المرار".
المشهد العاشر "وفاء وأمل"
بدأ الضغط يزيد من قبل الناس عليها ولكنها أصرت بالتمسك بحبيبها على أمل أن يعود لها في الدنيا أو يلتقيا في الأخرة، ولكن كانت المفاجأة، أن أحمد طلب من أهله ان يجتمعوا مع اهلها ليترطها حتى لا تظلم في انتظاره، ولكنها رفضت واصرت ان تبقى على ذكراه وحبه.
تقول آمنه: " بهالفترة عانيت كتير، وأحمد كمان عاني الكثير لأسباب منها ما يذكر ومنها ما هو صعب الذكر، والمهم في الموضوع أن تمسكي زاد بأحمد، بالرغم من الضغوطات الكبيرة علي، لدرجة أن أهله حاولوا الحديث مع بعض الرجال الوجهاء في المنطقة، من أجل انهاء الأمر مع أهلي في موضوع الفراق، أو البقاء مع أحمد، وركزوا على مسألة الفراق، طبعا والدي لم يجبرني، علي شيء وأخوتي انقسموا بين مؤيد ومعارض على مضض لكن هكذا الواقع".
وتابعت: "طلب والدي سماع رأيي مباشرة، فأجبتهم، أنني لا اريد إلا أحمد، ولا أقبل أن مفارقته أبدا، وأتزوج من غيره، وانا لازلت أحبه وأفكر فيه، فبدل من أن أفعل هذا بالحرام فسأفعله بالحلال، وانا أصلا لن اتزوج غيره وكده كده باقيه من غير زواج فأبقى معه واحبه بالحلال، ثم قلت لهم لو لم اتزوجه في الدنيا فالله سوف يزوجنا في الآخرة بمشيئته وقدرته، وقتها الجميع سكت".
واستطردت: "قال أحد الرجال لحد هون وبس شو بدكم اكتر من هيك بعد هالحكي مفيش حكي، وحمدت لله بعد هذا الموقف هذا.. واطمئن أحمد أننا باقون معًا، وأني له وهو لي بفضل الله وحوله".
وتتذكر امنه " بعد بزياراتين أو تلات زارته أخته معنا فحكتله شو صار يا أحمد لهيك انحكمت، حكالها انا ما بعرف شو يلي صار وكان واضح عليه أنه مصدوم و مقهور لكن ما كان يبينلي شيء عالاغلب حتى ما انهار اكتر و على أمل تضل معنوياتي عاليه و نفسيتي منيحه و صارح أخته بمشاعره. ..لكن انا فهمته و عرفت ماله من عينيه و سمعت بقلبي صوته وهو يحكي معها وهاد الشيء زاد تمسكي فيه و حبي له و يقيني بحبه لي و خوفه علي و بحاجته إلي".
المشهد الحادي عشر "فرحة وخطوبة بالمحكمة"
رغم كل التعب الذى ذكرته أمنه في قصتها كان هناك شيئا يدعو للبسمة وهو قصة خطبتهما في المحكمة، ففي إحدى المحاكمات تحكى امنة وتقول: "أحمد ترك دبلة الخطبة في البيت، في إحدى المرات أخدتها معي المحكمة وحكيت للمحامي أني بدى أعطيه الدبلة، فطلب إذن من القاضي وسمحلي أعطيها إياها وفي نهاية المحكمة، وعند إعطائي الجندي الدبلة، حكا لي هو والمحامي أن ألبسها إياه، طبعا لبسته إياها وسلمت عليه، وكانت فرصه أن نسلم ونودع بعض، والمضحك في الموضوع، أن الناس صار يزغردوا ويصفقوا".
المشهد الثاني عشر "ذكريات وشوق للقاء"
كلمات غير متناسقة وذكريات تتمتم بها آمنه تلخص طيلة ال15 سنه التي مضت على أمل أن تنتهى، وأن يلتقيا، فتقول:" طيلة ال 15 سنه ونحن ما بين مشاكل في السجون وعقاب جماعي وفردي وتنقلات وزيارات ومنع من الزيارة، ويوم حلو ويوم مر، مررنا بالكثير والقليل ويوم معنوياتي فوق السحاب ويوم تحت الأرض ويوم متأمله ويوم يدخل الخوف والإحباط".
وتابعت: "تمر علي الأيام بألم وتعب، خاصه مع عدم وجود استقرار، والأهم الانقطاع بينا، والوضع صعب بسبب عدم الزيارة وبسبب الرفض الأمني وعدم وجود أي وسيلة تواصل سوى اذاعة الراديو".
وتكمل " أحمد كان سيئ الخط وكان معه شهادة توجيهي راسب، لكن اتعلم الخط بأنواعه، ودرس توجيهي وكمل جامعة بأكثر من تخصص ولازال يدرس ويقرأ الكتب باستمرار وأخد الإجازة في التجويد وتعلم العبري والكثير من الدورات الفقهية والشرعية وغيرها، وأفضل وأنشط مني في كثير من الأمور، ومتأملة كتيرًا إن يرجعلي ونعيش في بيت واحد وربنا يرزقنا أطفال.. إنسان رائع طيب حنون محترم مهما وصفت لا أعطيه حقه".
وتختم آمنة حديثها ل "البوابة نيوز" قائلة: "طبعا أنا مش بحاجه لحد يحكيلي عنه، صفاته الطيبة من جعلتني أحبه، واتمسك فيه كل العمر ولآخر العمر، وسماعي لهذا الكلام يزيدنا حبًا وفخرًا وشرفًا إني ارتبطت بإنسان متميز.. هو فارس احلامي99،9%.. واحمد الله ليل نهار إن خلقنا لبعض، والحمد لله هو بالمثل.. وعلى يقين أنه لا يوجد إنسان علي وجه الأرض ممكن يحبني ويصبر علي متل أحمد وهذا شرف كبير ربنا منحني إياه".
للعودة الى الملف كاملا من هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.