هل يشعر الانسان بحريته دون أن يشعر بأمانه ؟ هل هناك حرية بلا أمن وأمان ؟ الحاصل فى مصر الآن بعد ثورة 25 يناير الجميلة هو غياب الأمن واختفاء الشرطة وسيطرة البلطجية والغوغاء على الشارع بل وصل الأمر الى التعدى على منشآت الدولة كمحطات المترو وسرقة ايراداتها واختطاف النساء واغتصابهن ومداهمة المنازل وسرقتها.. عندما جاءت حكومة دكتور شرف استبشرنا خيرا وكانت اللجان الشعبية تحمى البيوت والمحال طوال الليل وانتظرنا أن تستعيد الشرطة رباطة جأشها وتنزل تدريجيا الى الأقسام والشوارع فكنا كمن ينتظر البدر أخر الشهر..!!..هل تخاف الشرطة من النزول للشارع وممارسة عملها ؟!!..هل يخافون من انتقام المواطنين ؟!! ..هل وجدت الشرطة أن هيبتها قد سقطت بسقوط النظام السابق وجهاز أمن الدولة الجهنمى ؟!!..هل اعتاد الضباط على سياسة معينة وسلوك محدد فى التعامل مع الشعب لا يستطيعون الحياد عنه ..؟!! ..سلوك ملؤه العنجهية والتطاول واهدار الآدمية والكرامة لن يستطيعوا التعامل به بعد الثورة فآثروا الاختفاء والانزواء ؟!! ان الورطة التى نعيشها اليوم من غياب الأمن يبدو أن فصولها ستطول وتستمر فلا بادرة حل فى الأفق ولا أمل فى جهاز الشرطة بأطقمه القديمة وأشخاصه الذين ناصبوا الشعب العداء واستباحوا أمواله وأهدروا حريته وكرامته.. لهذا علينا أن نجد وبسرعة حلا يحقق الانضباط للشارع والأمان للمواطن ويخلق مناخا نستطيع فيه أن نباشر أعمالنا وحياتنا بحرية واطمئنان ..وسيكون لهذا المناخ مردود سريع على اقتصادنا وعودة الاستثمارات الاجنبية وحركة السياحة الى ما كانت عليه .. فما الذى نستطيع أن نقدمه للخروج من أزمتنا تلك ؟!! فى اعتقادى أننا يجب ان نطهر جهاز الشرطة من كل القيادات الكبيرة والوجوه القديمة التى كانت مصالحها مرتبطة بالنظام السابق نحيلهم للتقاعد بجرأة شديدة وبحزم ناعم ونختار عناصر شرطية شابة مشهود لها بالامانة والتميز ونخضعهم لدورة تدريبية سريعة ومكثفة فى حقوق الانسان وكيفية استعادة حب المواطنين واحترامهم لأفراد الشرطة.. ان الثورة لن تكتمل الا بعودة الأمن لمصر وأهلها ..فالأمن فى المجتمع ليس ترفا وفقدانه ليس بالأمر العارض الذى نستطيع التعامل معه واحتماله الى ما لانهاية ..فعندما يصل الأمر الى أن يخرج متطرفون وبلطجية ويحاصروا كنيسة ويطلقوا الرصاص ليقتل من يقتل ويصاب من يصاب ويلقون بالزجاجات الحارقة ليحرقوها بالكامل ولا يجدوا من يردعهم نكون قد وصلنا الى قمة منحنى الفوضى ويجب أن نقدم حلولا سريعة وغير تقليدية لعودة الشرطة والأمن للشارع وللحياة اليومية فى مصرنا الحبيبة .. ان الحكومة ورئيسها د. عصام شرف ووزير الداخلية مسئولون عن سلامة مصر وأمن شعبها فى فترة من أدق الفترات فى تاريخ مصر الحديث فهل يكلل عملهم بالنجاح .. كلنا أمل فى ذلك ..