«العربي للصلب»: الدول العربية ستتأثر بالحرب التجارية بين أمريكا وآسيا وأوروبا

قال الاتحاد العربي للحديد والصلب، إن إجراءات الحماية الدولية في صناعة الصلب بعد فرض أمريكا رسوم حمائية على واردات قدرها 25% بدعوى حماية الأمن القومي الأمريكي، وهو الأمر الذي دفع دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم مماثلة، وتبعه بعد ذلك تركيا أيضا بنسبة 25%، ثم مؤخرا أعلنت دول الاتحاد الأوروبي عن بدء تحقيقات حماية لنفس الغرض، هذا الاتجاه أدى إلى غلق الأسواق الرئيسية أمام الواردات يؤدي إلى تحول مجرى التجارة العالمية إلى الأسواق المفتوحة في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ذات الحماية القليلة.
وقال جورج متي، القيادي بمجموعة عز الدخيلة، إن المعروف أن تلك الدول التي فرضت رسوم حمائية كانت تستورد العام الماضي 150 مليون طن من منتجات الصلب، وهي الكميات التي تمثل مخاطر كبرى لدول المنطقة إذا بدأت تحويل مسارها، خاصة في ظل وجود فائض عالمي ضخم تبحث عن أسواق تستوعبه.
وأشار «متي»، في كلمته في اليوم الثاني لقمة الصلب العربية المنعقدة حاليا في عمان بالأردن، إلى أن المنتجين في الدول المصدرة الكبرى من تحويل إنتاجهم صعب التصريف إلى المنتجات شبه المصنعة، مثل البيلت، وهو ما يمثل تحد خطير للمصانع المتكاملة التي لا تستطيع منافسة الدول المغرقة في أوكرانيا وتركيا ودول الاتحاد السوفيتي، وهي دول تمتلك طاقات إنتاجية ضخمة ذات ميزات تنافسية قوية، مثل رخص سعر الطاقة الغاز والكهرباء، بالإضافة إلى توافر المواد الخام من خام الحديد والفحم والخردة.
وأضاف أن «التحولات التي تشهدها السوق العالمية تمثل تهديدا مباشرا لصناعة الصلب العربية، التي أضافت طاقات إنتاجية ضخمة لإحلال الواردات، وهو الأمر الذي يستدعي تدخل الحكومات في المنطقة لحماية تلك الصناعة التي استثمرت بقوتها وتلعب الآن دورا رئيسيا في النمو الاقتصادي القومي».
وقال رائد العجاجي، رئيس اللجنة الوطنية السعودية للحديد، إن ما تشهده صناعة الصلب على المستوى العالمي يمثل تحديا كبيرا أمام منتجي الحديد والصلب في العالم العربي، مضيفا: أن «الحرب التجارية الحالية ستتحول إلى حرب عالمية اقتصاديا، وأن العالم العربي ليس خارج تلك اللعبة، بل يقع في القلب من تلك الحرب».
وأكد «العجاجي»، خلال كلمته في اليوم الأول للقمة، أن ما يدور حاليا في السوق العالمية سيضرب الأسواق التي لا تتمتع بالحماية، مشيرا إلى أن الأسواق العربية لديها إمكانات هائلة في صناعة الصلب، وبالتالي فإن الأمر يتطلب التنسيق بين المنتجين في الدول العربية لمواجهة «الخطر القادم».
وأكد سامي العبيدي، رئيس مجلس الغرف الصناعية السعودية، أن الطاقات الفائضة من منتجات الصلب تمثل التحدي الأكبر أمام المنتجين العرب في الفترة الحالية، موضحا أن صناعة الصلب في السعودية تلعب دورا كبيرا في الاقتصاد السعودي، باعتبارها أحد أهم المصادر غير النفطية في المملكة السعودية.
وقال عواد الخالدي، رئيس الاتحاد العربي للصلب: إن «صناعة الصلب في العالم العربي تواجه طموحات وتحديات، وأن أهم تلك التحديات تتمثل في الاعتماد على المكونات المستوردة من الخارج والتي تتسم بارتفاع التكلفة، وهو ما يستلزم زيادة البحث والتطوير من جانب المصانع العربية».
من جانبه، قال كمال جودي، الأمين العام للاتحاد العربي للصلب، إن صناعة الصلب تشهد نموا وتطورا كبيرا، مؤكدا أن المخاوف الكبرى حاليا تتعلق بالسياسات الحمائية التي يشهدها العالم على واردات الصلب.
وجدد «جودي» تأكيده على أهمية إنشاء مشروعات عربية مشتركة لمكورات الحديد والخامات، خاصة أن هناك دول لديها القدرة على القيام بذلك مثل موريتانيا والجزائر، كما أكد على ضرورة تركيز المنتجين العرب على مرحلة ما بعد العام 2020.