قال الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، إن الدول العربية والصين ترتبط بعلاقات تاريخية وثيقة قائمة على التعاون والاحترام والدعم المشترك، وإن هذه العلاقات تجددت فى العصر الحديث بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين عام 1956 وتوجت بإنشاء منتدى التعاون الاقتصادى العربى- الصينى عام 2004. وأضاف «عرفات»، خلال افتتاح منتدى «أثر طريق الحرير وإيجاد الفرص الاستثمارية بين الدول العربية والصين»، الذى تنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، فى أبوقير، صباح أمس، أنه على مستوى العلاقات الثنائية بين مصر والصين، فقد شهدت هذه العلاقات تطورات استراتيجية غير مسبوقة خلال الأعوام الأخيرة، ومنذ انعقاد القمة المصرية الصينية عام 2014 وحتى الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للصين للمشاركة فى أعمال المنتدى التعاون الاقتصادى والصينى الأفريقى «فوكاك» والتى شهدت أيضا إبرام عدد من اتفاقيات التعاون فى العديد من المجالات. وتابع: «جاءت مبادرة الرئيس الصينى شى جين يينج، التى أطلقها عام 2013 لإحياء الحزام والطريق لتمثل فرصة لتطوير هذه العلاقات، وهو ما انعكس فى قيام الصين بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع 11 دولة عربية وإبرامها اتفاقيات تعاون بشأن المشاركة فى بناء (الحزام والطريق) مع 9 دول عربية». وأشار إلى أنه على الصعيد الاقتصادى تطور حجم التبادل التجارى بين البلدين وكذلك حجم وتنوع الاستثمارات إلى جانب التعاون العلمى والتكنولوجى، فقد بلغ حجم التبادل التجارى فى الربع الأول من العام الحالى 2.835 مليار، كما أن حجم التجارة الثنائية شهد نموا بنسبة 24% على أساس سنوى خلال السبعة أشهر الأولى من العالم الجارى ليصل إلى 7.5 مليار دولار أمريكى، وبلغت الصادرات الصينية لمصر 6.5 مليار دولار، بينما بلغت الواردات الصينية من مصر مليار دولار أمريكى، بما يمثل زيادة تبلغ 60% عن عام 2016. وقال وزير النقل: «شهدت الاستثمارات الصينية المباشرة فى مصر ارتفاعاً يقدر ب106 ملايين دولار فى النصف الأول من عام 2017 بزيادة تقدر ب75% عن نفس الفترة من العام السابق، وبهذا احتلت المرتبة السادسة فى قائمة الدول المستثمرة فى مصر، بعد أن كانت فى المركز ال15 عام 2016، إضافة إلى استثمارات الصين فى منطقة التعاون الصينى - المصرى». وقال الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، فى كلمته، إن المنتدى يركز على كيفية استفادة الدول العربية من هذا الطريق بمشاركة الاتحاد العربى لغرف الملاحة البحرية واتحاد الغرف التجارية المصرية والأوروبية، وإن الجانب الصينى يشارك فى المنتدى برؤساء شركات الأعمال الصينية وجامعة (GMU) الصينية والسفارة الصينية بمصر، بالتعاون مع إيطاليا، من خلال طرح الرؤى حول فوائد استخدام طريق الحرير. وقالت الدكتورة دينا الظاهر، مدير إدارة النقل والسياحة بالجامعة العربية، إن الدول العربية ترحب بالمشاركة فى مبادرة الحزام والطريق فى ظل تزايد التجارة الدولية والنمو الاقتصادى، ووجهت الشكر لوزارة النقل والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، على دورهما فى السعى لإنجاح هذا المنتدى الذى يضم عددا كبيرا من الخبراء والمتخصصين. ورحب هان بينج، مستشار السفارة الصينية للعلاقات التجارية والاقتصادية، بالحضور نيابة عن السفير الصينى، متوجها بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، ووزارة النقل، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، معربا عن تطلعه لخروج المنتدى بتوصيات من شأنها إثراء مبادرة طريق الحرير. وأكد أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية والمتوسطية والأفريقية: «ستتضاعف أهمية الوطن العربى فى هذا المجال مع دخول موانئ جديدة، مثل ميناء الملك عبدالله، وبعد ازدواج قناة السويس وتنامى محورها، والانتهاء من الطرق الدولية، مثل طريق الإسكندرية- كيب تاون، وغيرها من المشاريع الرائدة، ما سيخلق فرص عمل واعدة فى النقل واللوجستيات، والأهم فى الصناعة والتجارة والاستثمار للعديد من الدول العربية».
