شن جهاز تنمية مدينة 6 أكتوبر، 3 حملات فى وقت واحد مساء الأحد، بشارع جمال عبدالناصر، وطريق الواحات، ومنطقة ميدان الحصرى، لتنفيذ قرارات إغلاق وإزالة جميع الإشغالات، بمشاركة اللواء مصطفى شحاتة، مدير أمن الجيزة، وبالتعاون مع شرطة المرافق والتعمير. وقال المهندس خالد سرور، نائب رئيس الجهاز، إنه تم تنفيذ هذه الحملات بهدف عودة الانضباط بالمدينة، والحد من العشوائيات والمخالفات بها، وإرجاع الواجهة الحضارية لمدينة 6 أكتوبر، وتوصيل رسالة بعدم السماح بالعشوائيات فى المدينة. وأوضح أن الحملات كانت أكثر وضوحاً فى منطقة الحصرى، خاصة الشارع الفاصل بين مجمع الأمريكية المطل على المحور المركزى من جانب، و«مول زمزم» و«مول على الدين» من جانب آخر، وهى المنطقة التى تحولت فى السنوات القليلة الماضية إلى وسط البلد بالنسبة لمدينة 6 أكتوبر، حيث انتشرت المطاعم بجميع أنواعها، والكافيهات، ومراكز التسوق التى توجد بها مختلف أنواع السلع، وصولاً إلى الباعة الذين يفترشون الأرصفة ونهر الشارع نفسه حتى أصبحت حركة السيارات فيه شبه مستحيلة، وبات يعرف باسم «شارع السوريين» منذ بدأ السوريون يتوافدون على مصر بشكل عام، والمدينة على وجه الخصوص قبل نحو 5 سنوات، وبدأوا العمل فى مختلف الأنشطة ومنها الأطعمة خاصة السورية، والحلويات، والعطور، والعطارة، والاتصالات وغيرها. وأضاف أنه أصبح الممر الفاصل بين «مول زمزم» و«مول على الدين» منطقة سورية باستثناء عدد قليل من المصريين، وهو شارع غير مخصص للسيارات عرضه 10 أمتار وأرضيته مغطاة بالسيراميك الأبيض، ويوجد فى كل جانب منه 16 محلا، بخلاف المحال التى تشغل الطابق الثانى، وانتشرت فى الممر على الجانبين أسماء المحال التي تؤكد صدق التسمية، مثل «سوريا فون، ودمشق للاتصالات، وعطور الشام، وبهارات الغوطة الشرقية، ونجمة الكنافة النابلسية» وهكذا، وهى محال صغيرة المساحة نوعا ما يتراوح إيجارها الشهرى بين 5 و7 آلاف جنيه شهرياً، رغم أن الممر كله كان مهجوراً قبل قدوم السوريين، وكانت الحركة فى الشارع المؤدى للباب الرئيسى لمسجد الحصرى فقط، واستغل السوريون المساحة الواسعة فى منتصف الممر فى فرش مناضد الطعام ومقاعد الكافيهات، ولم يتبق سوى نحو متر فى كل جانب بين باب المحل والفرش فى منتصف الممر يكفى لعبور المارة بصعوبة والتصاق أجساد. وقال عدد قليل من المصريين، الذين يعملون فى الممر والشارع، إن جهاز المدينة يشن مثل هذه الحملات بمعدل مرة كل شهر تقريبا، لكنها لم تكن بكثافة حملة أمس الأول، التى شهدت حضورا كثيفا لقوات الشرطة، وإصرار الجهاز وشرطة المرافق على مصادرة كل ما يوجد فى الشارع وأمام المحال، وإيداعها قسم الشرطة وليس مقر الجهاز كما فى السابق، موضحين أنه فيما مضى كان يتم مصادرة جزء من المقاعد أو المناضد وخلافه، وكان صاحبها يتوجه إلى مقر الجهاز لسداد الغرامة واسترداد ممتلكاته وهو النظام الذى كان معروفاً باسم "البلدية"، لافتين إلى أن هذه المرة تم مصادرة كل ما يوجد خارج المحل ويشغل الطريق، رغم أن الطريق ليس عموميا والحركة فيه للمشاة فقط باعتباره ممر تجارى. وشهد أصحاب المحال والعمال المصريون، بأن السوريين ليسوا «بتوع مشاكل»، ومنذ قدموا إلى الشارع والممر وهم لا يعرفون سوى الانهماك فى العمل، ولا يتشاجرون مع أحد، ويعاملون جيرانهم باحترام. وقال عدد من السوريين الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن العمل هو مصدر رزقهم الوحيد خاصة أن المساعدات الشهرية التى يحصلون عليها من مفوضية شؤون اللاجئين، لا تكفى للحياة فى مصر فى ظل حالة الغلاء التى طالت كل شىء، موضحين أنهم يستأجرون المحال بشكل شرعى ويسددون الإيجار فى موعده، كما يوفرون مئات فرص العمل للمصريين، مشيرين إلى أنهم عرضوا على الجهاز سداد رسوم أو إيجار أو حق انتفاع لأرض الممر خاصة أنه ممر تجارى ولا تسير فيه السيارات وبالتالى لن يعيقوا حركة المرور إلا أن الجهاز لم يرد على طلبهم.
