وعاد النجم الساطع إلى مصر (تحليل إخبارى)

عادت تدريبات النجم الساطع التى استمرت 36 عاما، والتى تعتبر أكبر وأهم تدريبات مشتركة متعددة الجنسيات فى العالم كله، والتى بدأت أول مرة فى أكتوبر 1980 بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وأصبحت هذه المناورات تجرى فى الخريف من كل عامين على الأراضى المصرية، وتجرى المناورات هذا العام فى الفترة من 8 إلى 20 سبتمبر بقاعدة محمد نجيب العسكرية والمناطق المحيطة بها وبنطاق البحر المتوسط، وهذا العام تشارك مصر وأمريكا والسعودية والإمارات والأردن واليونان وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا بعناصر من القوات البرية والجوية والبحرية والقوات الخاصة، كما تم توجيه الدعوة إلى عدة دول للمشاركة بصفة مراقب، منها لبنان ورواندا والعراق وباكستان والهند وكينيا وتنزانيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية وتشاد وجيبوتى ومالى وجنوب أفريقيا والنيجر والسنغال وكندا.
ويأتى الهدف من هذه التدريبات المشاركة لتبادل الخبرات وتنسيق العمل بين القوات المشتركة وتوحيد المفاهيم وتطوير التدريب فى أعمال مكافحة الإرهاب، كذلك التخطيط لعمليات الدعم الإدارى والطبى، وتخطيط وإدارة العمليات الجوية المشتركة وأعمال الأمن البحرى.
كما يشمل التدريب مشروعات مراكز قيادة مشتركة، وعقد محاضرات لتبادل الخبرات بين الدول، على أن تختتم بمشروع تكتيكى مع الرماية بالذخيرة الحية. وتحقق هذه التدريبات المشتركة استفادة كبيرة للقوات المصرية، حيث يتم التعرف على أحدث معدات وأسلحة الجيش الأمريكى الجديدة، كذلك التعرف على أساليب القتال الغربية التى لا تعمل بها القوات المصرية، بل تستخدمها القوات الإسرائيلية، وهذا بالطبع يحقق استفادة كبيرة لقواتنا.
أما على الجانب الأمريكى، فإن أكبر استفادة للجيش الأمريكى التعرف على خبرة قتال القوات المصرية فى الصحراء، وأساليب أعمال القوات الخاصة المصرية، مع التركيز على أسلوب تنفيذ عمليات لوجستيكية على نطاق واسع لتحقيق الخبرة العلمية عند القتال فى مسرح عمليات منطقة الشرق الأوسط والخليج العربى.
ونظرا لأن هذا التدريب المشترك هو أكبر تدريب على مستوى العالم، فإنه يضيف إلى القوات المسلحة المصرية نقاطاً تساعدها فى الحصول على مركز متقدم عند تقييم القوات المسلحة المصرية بين جيوش العالم. لقد تعرضت هذه التدريبات لإيقافها مرتين: الأولى بسبب أحداث ما يطلق عليه الربيع العربى، ثم جاء الرئيس أوباما ليوقف هذه التدريبات مرة أخرى، على أساس أنها إحدى العقوبات الأمريكية ضد مصر، وفور وصول الرئيس ترامب إلى السلطة أمر بسرعة عودة التدريبات حتى إنها تمت فى العام الماضى بأعداد محدودة، لكن هذا العام عادت تدريبات النجم الساطع إلى مصر بنفس القوة والحجم.. ويلاحظ أن تدريبات هذا العام لم تشترك فيها القوات التركية، حيث لم ترغب مصر فى اشتراك تركيا، نظرا للظروف السياسية بين البلدين.
كتب التحليل: لواء دكتور سمير فرج