بعد غياب زاد عن السبع سنوات عادت مرة اخرى مناورات النجم الساطع المشتركة بين القوات المسلحة المصرية والامريكية، والتي بدأت عام 1981 وتنفذ كل عامين، تلك المناورات التي تعتبر الاضخم في منطقة الشرق الاوسط. حيث تشارك فيها جميع الافرع الرئيسية للقوات المسلحة بجانب الاسلحة المشتركة، وقد بدأت تلك المناورات بين مصر والولاياتالمتحدة وبعدها انضم عدد كبير من الدول لتصل الى 11 دولة مشاركة بجانب اكثر من 30 دولة كمراقب، لتكون المناورات الاضخم في الشرق الاوسط. ومن المعروف أن مناورات النجم الساطع تقام على الحدود الشمالية الساحلية وبالأخص قاعدة محمد نجيب التي تم افتتاحها الشهر الماضي، وتحقق تلك المناورات استفادة كبيرة لجميع الاطراف المشاركة في التدريبات لتميزها بتنفيذ العديد من المهام ونقل الخبرات بين الاطراف المختلفة. وكانت مناورة النجم الساطع في عام 2011 بعد ثورة يناير بسبب عدم الاستقرار في مصر وقتها، وأعلنت الإدارة الامريكية أن التدريبات ستعود في عام 2013،، ثم جاءت ثورة 30 يونيو وبعدها سعت الإدارة الامريكية برئاسة باراك اوباما للضغط على الدولة المصرية بإيقاف المعونة العسكرية التي تقدم لمصر وقدرها مليار و300 مليون دولار، بجانب الاعلان عن ايقاف تدريبات النجم الساطع، لاجل غير مسمى، معتقدا بذلك أنه يضغط على الدولة المصرية من أجل اعادة نظام الاخوان الارهابي الى الحكم. لم تتوقف مصر كثيرا أمام قرارات الادارة الامريكية واتخذت قرارها السياسي بأنها لن تخضع لاي ضغوط خارجية تسعى الى تقويض رأي وقرار جموع الشعب المصري، ولم تلتفت الى وقف المعونة العسكرية واتجهت الى سياسة تنويع مصادر السلاح مع دول عديدة مثل فرنسا وروسيا والمانيا والصين، بما يخدم المصلحة الوطنية فقط، وبالنسبة لمناورات النجم الساطع لم تتأثر مصر بإيقافها نهائيا، وتم ايضا المشاركة مع العديد من الدول في تدريبات لجميع الاسلحة منها فرنسا وروسيا واليونان وغيرها من الدول، وفي الغالب فإن جميع تلك الدول استفادت كثيرا من تدريباتها مع القوات المسلحة المصرية. وعندما أدركت الولاياتالمتحدةالامريكية انها أخطأت في قرارها وأن تدريبات النجم الساطع من أهم المناورات التي تنفذها خارج اراضيها ومع تغير الادارة الامريكية وبعد التنسيق الكامل مع الجانب المصري، تم استئناف التدريبات . والذي يميز تدريبات النجم الساطع مشاركة الافرع المختلفة من قوات بحرية وجوية والدفاع الجوي، بجانب المشاة والمدرعات والحرب الالكترونية وغيرها من الاسلحة المختلفة، التي تحقق أعلى استفادة من التدريبات. وتحقق تدريبات النجم الساطع العديد من الاهداف ، من أهمها الاطلاع على احدث الاسلحة وكيفيةالتعامل معها، بجانب نقل الخبرات في العديد من المجالات، والقتال بجانب عناصر جديدة تمتلك عقيدة مختلفة، بالاضافة الى المعايشة للعناصر. وبالطبع اختلفت في الوقت الحالي الأهداف من التدريبات المشتركة فالعدو الآن اصبح مختلفا، فقد اصبح الارهاب العابر للحدود هو أخطر عدو كونه مخفيا وغير معروف أماكن تواجده او وسائل الاقتراب وتنفيذ عمليات ، عكس الحروب النظامية بين قوات مسلحة واخرى وعمليات عسكرية واضحة ومعروفة من حروب تصادمية، وتشكيلات، ومعارك جوية وبحرية، وغيرها، فالحرب الان اختلفت، لذا فإن تبادل المعلومات والوصول الى العناصر الارهابية وكيفية القضاء عليهم، يتطلب تنسيقا مختلفا بين القوات المختلفة وتدريبات النجم الساطع هذا العام، سيكون الجزء الأهم فيها مكافحة الارهاب والقضاء على العناصر الارهابية، وحماية الحدود من عمليات التسلل، بواسطة احدث الوسائل والطرق الحديثة، برا وبحرا وجوا. ويعتبر التنسيق خلال التدريبات المشتركة مهما جدا، من المعروف أن القوات المسلحة المصرية لديها الخبرة في الحرب ضد الارهاب فهي تخوض حربا شاملة في سيناء ضد الجماعات الارهابية، وتحقق يوميا مكاسب عديدة في هذا المجال، واضافة المزيد من الخبرات لها سيكون مفيدا في الوقت الحالي ، هذا بالاضافة الى الخبرات التي ستحصل عليها القوات الامريكية في هذا المجال. ان عودة تدريبات النجم الساطع مرة اخرى، وقبل ان تحقق استفادة عسكرية للجانبين المصري والامريكي، فقد حققت ايضا نصرا سياسيا، فلقد أعطت القيادة المصرية من قبل درسا حقيقيا للادارة الامريكية بأنها لن تكون تابعا لها، وأن مصر قرارها مستقل، ولن تؤثر بشىء محاولات تجميد معونات عسكرية، أو ايقاف تدريبات مشتركة ايا كان حجمها أو قوتها أو الاستفادة منها. ان القوات المسلحة المصرية تمتلك خبرات ضخمة وهو ما يجعل اقوى جيوش العالم في تنفيذ تدريبات مشتركة معها، بجانب ايضا القيادة الواعية التي لا ترضخ لاية ضغوط. [email protected]