جهاز كشف الكذب

جون أوجست لارسون. كان أستاذاً متخصصاً فى علم النفس بجامعة هارفارد «كاليفورنيا». كان يبحث عن النوازع التى تؤثر فى نفس كل إنسان.. ليتعرف على هذه العوامل وتأثيرها، كان عليه أن يطرح أسئلة كثيرة. لكنه لاحظ أنه لا يتلقى إجابات صريحة وصادقة على أسئلته. كانت معه زوجته التى كانت تعينه فى أبحاثه ودراساته. لاحظت بالصدفة أن جسد الرجل أو السيدة الذى يتعرض لأسئلة يتغير حاله. كلما أخفى الحقيقة. يتعرض لاضطرابات مختلفة.
من هنا بدأ التفكير فى اختراع آلة ترصد أعراض هذه التغيرات:
اضطراب فى النبض. سرعة فى التنفس. ارتفاع فى الضغط. عرق يتفصد من الجسم. مظاهر وأعراض كثيرة تظهر على الوجه والجسم عامة.
الهدف كان بحثيا تماما. توصلوا إلى جهاز تمت تسميته ب«جهاز كشف الكذب». بعد ذلك تم تطوير هذا الجهاز ثم تعميمه فى استخدامات جديدة: فى التحقيقات القانونية. بل فى بعض اختبارات التوظيف.
أصبحت بعض جهات المخابرات تدرب موظفيها على تجاوز اختبارات جهاز كشف الكذب. إذا ما وقعوا فى يد الأعداء.
دول كثيرة تأخذ بنتائجه. بعض الدول ترفضه. فى الحالتين هو أمر واقع.
شركة «أبل» طورت أحدث ساعاتها الإلكترونية لتؤدى المهمة نفسها بطريقة أكثر تفوقا وبدقة أعلى. ذلك من خلال ساعة أبل التى يرتديها الإنسان. أصبحت ترصد عدد الخطوات التى يمشيها الشخص يوميا. ترصد النبض. سرعة التنفس. أخيرا رصد ضغط الدم. هذا بالإضافة إلى التعرف على الطقس الخارجى ودرجة الحرارة واستقبال الرسائل المختلفة والبريد الإلكترونى. الآن هى منتشرة فى معاصم الرجال والنساء والأطفال. بل إن آخر لقاء تليفزيونى مع الملكة رانيا ملكة الأردن كانت ترتدى ساعة من هذا النوع. ثمنها لا يتجاوز 500 دولار.
أصبح متاحا لكل من يقتنى الساعة مميزات جهاز كشف الكذب وأكثر. لدرجة أنه إذا انفعل إنسان وتغير نبضه وما إلى ذلك. تقوم الساعة بإصدار إشارة له تقول: «اهدأ».
كادت آلة كشف الكذب أن تعمم على معصم كل إنسان. لكن هل توقف الأمر عند هذا؟ فلننتظر غدا أجهزة تترجم النوايا.