20 مليون جنيه تعرقل تنفيذ أول مشروع تجديد «سلسبيل» و«اليرموك» للأبحاث العلمية

تسبب تعثر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تدبير المبالغ المالية المتعاقد عليها مع هيئة الترسانة البحرية في الإسكندرية في عرقلة أول مشروع إحلال وتجديد لسفينتي الأبحاث العلمية «سلسبيل» و«اليرموك» الوحيدتين المتخصصتين في مجال البحث العلمي البحرى والمتوقفتين عن العمل حالياً وتسليمهما إلى الهيئة منذ شهر ديسمبر من العام الماضى 2017.
وقال مصدر مسؤول بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد فرع الاسكندرية – في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» – أن هيئة الترسانة البحرية تسلمت السفينتين «سلسبيل واليرموك» للابحاث العلمية البحرية في شهر ديسمبر من عام 2017 وتم البدء في مشروع احلال وتجديد لهما منذ شهر فبراير 2018 وفق تعاقد رسمى بين وزارة البحث العلمى والهئية في عهد الوزير الحالى الدكتور خالد عبدالغفار بمبلغ 20 مليون جنيه على ان يتم سداد 25% من القيمة المتعاقد عليها بما يوازى 5 ملايين جنيه لبدء الاعمال وبالفعل قامت على هذا الاساس الهيئة بشراء قطع الغيار المطلوبة على اساس ارسال مبلغ ال5 ملايين جنيه المتفق عليها وفق التعاقد إلا ان ان الوزارة لم توفر أي اعتمادات مالية حتى الان ما يهدد بعرقلة مشروع الاحلال والتجديد ومن ثم توقف أعمال المسح البحرى للشواطئ المصرية لاجل غير مسمى.
وأوضح «المصدر» أنه من المتوقع أن تنتهى الهيئة من المشروع خلال شهرين أو ثلاثة على الاكثر حال تدبير الوزراة مبلغ ال20 مليون لتبدأ السفينتين في اعادة نشاطهما في البحرين الابيض المتوسط والاحمر لرصد البيئة البحرية ومسح الشواطئ المصرية.
وكشف المصدر أن السفينتين متوسطتى الحجم حيث يبلغ طولهما 13متراً و8 أمتار عرضا ،وتبلغ الحمولة الإجمالية 319 طن للسفينة وتم تصنيعهما باليابان عام 1988 وتم تسليمهم للحكومة المصرية متمثلة في وزارة الزراعة كمنحة عام 1989 ثم تم اعارتهما للمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد عام 1999 وتعد السفينتين هما الوحيدتين بجمهوريه مصر العربيه المزودتين بأحدث الاجهزه العلميه والمجهزتين للقيام بمهمة مسح الشواطئ المصريه والقادرتين على تلبيه احتياجات مصر من العمل البحثي داخل المياة الاقليميه وفي المياه الإقتصادية بالبحرين الابيض والاحمر وخليجى السويس والعقبة تكون مهمتهما مسح الشواطئ البحرية ورسم خريطة للمصايد السمكية وإكتشاف مناطق صيد جديدة على أعماق مختلفة ورفع إمكانيات الصيد المتاحة.
ولفت المصدر إلى أنهما بدأتا العمل الفعلى في التسعينيات من القرن الماضى وقامتا برحلتين بحريتين فقط احداهما في البحر الاحمر ونفذتها سفينة اليرموك والاخرى في البحر المتوسط ونفذتها سفينة سلسبيل إلا انهما تعرضتا لأعطال بعد ذلك.
واشار إلى أن المعهد أعلن تنفيذ خطة استراتيجية خماسية جديدة لمدة 5 سنوات للبحث العلمى على أن تشهد الخطة الجديدة استئناف علم السفينتين خاصة وأنه لم تجرى لهما اعمال احلال وتجديد منذ استلامهما في عام 1988 وحتى الآن.
وقال إن العرقلة من جانب وزارة البحث العلمى لعدم توفير الاعتمادات المالية اللازمة للمشروع موضحاً أن المركب البحثى سلسبيل تعمل أساسا في مياه البحر المتوسط وتعمل سفينة الابحاث اليرموك في مياه البحر الاحمر وخليجى السويس والعقبة وسفينتى ابحاث المعهد (السلسبيل واليرموك) مجهزتان بأحدث الأجهزة التي يمكن إستخدامها في الابحاث العلميه ومنها أجهزة جمع العينات من مياه البحر على الاعماق المختلفة حتى 500 متر وأجهزة CTD«لقياس» درجات الحراره الملوحه الآس الهيدروجينى وكباش لجمع عينات من القاع لتحديد نوعية الرسوبيات وتحليلها كيميائيا وكذا جمع عينات من أحياء القاع وشباك صيد للأعماق المختلفة لجمع عينات من الأسماك العائمة والقاعية وجهاز «QTC» لكشف ودراسة سطح قاع البحروتحديد الرسوبيات وتوزيعها ورسم صورة متكاملة لقاع البحر حتى 300 متر وأجهزة صوتية لقياس أعماق البحر ورسم صورة له وجهاز ملاحى لتحديد المواقع وخط سير السفينة وأجهزة لقياس سرعة التيارات البحرية.