خبير زراعي يكشف حصيلة استيراد شركات مصرية للأسمدة والمخصبات في 2017

شدد الدكتور محمد نوفل، أستاذ الأسمدة بمركز البحوث الزراعية، السبت، على ضرورة ربط عملية استيراد الأسمدة والمخصبات الزراعية بالاحتياجات الفعلية للمحاصيل الزراعية المختلفة وفي نفس الوقت المحافظة على خصوبة الأراضي الزراعية، الأمر الذي يتطلب مزيدًا من التنسيق بين الجهات الحكومية المعنية والبحثية ومستوردي الأسمدة بكافة أنواعها، باعتبار أن الأسمدة هي المكون الرئيسي المحدد لكمية وجودة الإنتاج الزراعي.
وأعد «نوفل» تقريرا حول الموقف الاستيرادي للأسمدة والمخصبات الزراعية في مصر عام 2017، حيث أوضح أن 230 شركة مصرية مرخص لها بالاتجار واستيراد الأسمدة والمخصبات الزراعية، حصلت على موافقات استيرادية عام 2017 لإجمالي 266 ألفا و32 طنا من الأسمدة والمخصبات بقيمة 252 مليونا و401 آلاف دولار من 39 دولة، منها 4 دول عربية تضم الأردن والإمارات والسعودية ولبنان.
وأشار التقرير إلى أن الأسمدة الصلبة المركبة (NPK) وأسمدة العناصر الصغري المعدنية هي أكثر أنواع الأسمدة التي تم استيرادها عام 2017، حيث أنها تمثل 36.78% من جملة الأسمدة التي تم استيرادها العام الماضي بقيمة إجمالية تبلغ 83 مليون و133 ألف دولار، لافتا إلى أن الأسمدة الأزوتية المفردة (نترات كالسيوم – يوريا – سلفات أمونيوم) كمصدر رئيسي للتسميد الأرضي تمثل (17.47%) من إجمالي كمية الأسمدة المستوردة عام 2017 بقيمة إجمالية 11 مليونا و703 ألف دولار، مشيرا إلى أن خامات تلك الأسمدة النتروجينية تتوفر في البيئة المصرية وتقوم شركات الأسمدة الحكومية والشركات الاستثمارية المصرية بإنتاجهم وتصدير حوالي من 5 – 6 ملايين طن من هذا الإنتاج سنويا.
وأكد التقرير ضرورة التنسيق بين مستوردي الأسمدة الأزوتية وشركات الأسمدة الاستثمارية تحت الإشراف والتوجيه الحكومي، مشيرا إلى أنه سينعكس بالإيجاب على منظومة استيراد الأسمدة الأزوتية خاصة إذا كان الشراء من تلك الشركات المصرية يتم بالجنيه المصري، موضحا أن الأسمدة والمخصبات الزراعية التي تم استيرادها عام 2017 ضمت 8 أنواع من الأسمدة والمخصبات شملت: أملاح الهيومات والفولفات – أسمدة مركبة صلبة – أسمدة مركبة سائلة – عناصر صغري مخلبية –حامض فوسفوريك – منظمات نمو – بيتموس غير مخصب، بالإضافة إلى الأسمدة المفردة (سلفات بوتاسيوم – نترات كالسيوم – كلوريد بوتاسيوم – نترات بوتاسيوم – سلفات أمونيوم – يوريا).
وأضاف «نوفل» أن هناك بعض الملاحظات التي يجب أخذها في الاعتبار عند وضع السياسة السمادية في مصر، تتمثل في أن كمية أملاح حامض الهيوميك والفلفيك تمثل (1.2% ) من إجمالي كمية الأسمدة المستوردة العام الماضي، وتمثل (13.7%) من الاحتياجات الفعلية للأسمدة الهيوماتية على مستوى الجمهورية، لافتا إلى أن الدراسات المحلية والعالمية تشير إلى أن الأسمدة الهيوماتية وهي مركبات وأحماض عضوية ذات فائدة عالية للنبات وهي غير موجودة في الأراضي المصرية تصلح لجميع أنواع الأراضي المصرية بما فيها الأراضي المتأثرة بالملوحة، والهيومات تختلف عن الكمبوست أو أي سماد عضوي من حيث الأصل أو التأثير على التربة والنبات.
وذكر أن هذه الأنواع من الأملاح يتم إنتاجها من خام الليونارديت غير المتواجد طبيعي في الأراضي المصرية، وهو من أكفأ مصلحات التربة على الإطلاق، حيث تحسن أملاح الهيومات من الخواص الكميائية والطبيعية والبيولوجية للتربة المجهدة والمستنزفة والمتأثرة بالملوحة، والأسمدة الهيوماتية تختلف عن الأسمدة المعدنية في تأثيرها على التربة والبيئة، مشيرا إلى أن زيادة الأسمدة الهيوماتية طبقا للتوصيات الفنية تعمل على زيادة خصوبة التربة وتحسين خواصها الكيميائية والطبيعية والبيولوجية، حيث تصل احتياجات الفدان منها إلى ما بين 2-4 كجم للفدان سنويا، ترتفع هذه الاحتياجات إلى 10 كجم في الأراضي الملحية، وتستخدم رشا على أوراق النباتات بتركيزات تتراوح من 0.01%- 0.05 %، أو نقع البذور في محلول تركيزه 0.005 % لمدة 8 ساعات.
وأوضح خبير الأسمدة بمركز البحوث الزراعية أن سلفات البوتاسيوم ونترات البوتاسيوم كمصدر رئيسي للتسميد الأرضي يمثل 1.96 % من إجمالي كمية الأسمدة المستوردة العام الماضي، ونحو ( 13.02 % ) من الاحتياج الفعلي للأراضي المصرية من التسميد البوتاسي والذي يبلغ نحو 200 ألف طن أكسيد بوتاسيوم سنويا، ونظرا لأن خامات عنصر البوتاسيوم غير موجودة بالأراضي المصرية بصورة ملموسة، مشددا على أن التوسع في استيراد مركبات عنصر البوتاسيوم والتي أهمها سلفات البوتاسيوم أمر حتمي وضروري للمحافظة على خصوبة وإنتاجية الأراضي الزراعية ومجابهة النمو السنوي والتوسعات الزراعية الجديدة في الأراضي المستصلحة.
وتابع: «بالرغم أن منظمات النمو تمثل 0.69% من إجمالي كمية الأسمدة المستوردة عام 2017، إلا أن قيمتها تبلغ 73 مليونا و400 ألف دولار، وهذا يعني أنه هناك طلب من المزارعين على منظمات النمو بهدف الحصول على إنتاج زراعي وفير بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، لذلك فإن تحسين خواص الأراضي لزيادة قدرتها الإنتاجية سيعمل على ترشيد استخدام منظمات النمو، لافتا إلى أن لجوء المزارعين إلى استيراد أسمدة يطلق عليها»البيتموس غير المخصب«بنسبة تصل إلى 16.78% من جملة الأسمدة المستوردة عام 2017 بقيمة 13 مليونا و393 ألف دولار، لأنه وسيلة فعالة لتحسين بيئة النباتات وعوضا عن فقد كثير من الأراضي المصرية لخصوبتها وقدرتها الإنتاجية.