أثبتت الدراسات العلمية خطورة مادة اليوريا التي تحويها الأسمدة الآزوتية على صحة الإنسان، وتتسبب في الإصابة بسرطان الأمعاء والكبد، وتراجع الخصوبة عند الجنسين، وصفراء الكبد عند الأطفال، كما أن مصانع إنتاجها تعد مصدرا لتلوث الهواء، وتحظر الدول المتقدمة إنشاء مصانع لها على أراضيها حرصا على صحة مواطنيها، لكننا مازلنا نعتمد عليها كسماد للمحاصيل. ووفقا لتقرير صادر عن مركز الأرض لحقوق الإنسان، يبلغ حجم الإنتاج المحلي من الأسمدة الآزوتية "اليوريا" نحو 10 ملايين طن؛ حجم الاستهلاك المحلي 8.5 مليون طن، وشهدت السنوات الماضية تزايدا مطردا في استهلاك الأسمدة الآزوتية، حيث بلغ نحو 6.6 مليون طن عام 1999-2000، واخذ في التزايد حتى بلغ 10 ملايين طن عام 2003-2004 بنسبة زيادة تقدر ب60.2%، ويمثل استهلاك الأسمدة الآزوتية 70% من إجمالي استهلاك الأسمدة في مصر. وقال الدكتور أيمن إبراهيم، الخبير الزراعي: "المزارعون يتهافتون على استخدام أسمدة اليوريا لما لها من تأثير على سرعة نمو النباتات، وبطء ذوبانها في الماء وارتفاع مستواها من النيتروجين، وتستمر في التربة لعدة ريات مقارنة بالأسمدة النتراتية، التي يستمر تأثيرها رية واحدة, ثم الأسمدة الأمونيومية النتراتية التي يستمر تأثيرها ريتين، وأخيرا اليوريا التي تستمر ثلاث ريات، إلا أنها تمثل خطرا جسيما على صحة الإنسان". وأضاف إبراهيم ل"البديل"، أن خطورة أسمدة اليوريا تصل إلى الإصابة بالسرطانات نتيجة تناول الخضروات التي تتراكم في أنسجتها مادة كربامات الأمونيوم المسرطنة التي تتكون جراء عدة تفاعلات كيميائية أثناء ذوبان اليوريا بماء الري في التربة التي تنتج جزيئات الأمونيوم التي تتفاعل مع الجير الموجود بالتربة، أو مع غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء الجوي الملامس للطبقة السطحية للتربة، أو في مسام التربة، موضحا أن مادة كربونات الأمونيوم تتأكسد وتتحول إلى النترات، وفي هذا التفاعل، يمكن تكون مركب آخر شديد الخطورة يتراكم في أنسجة النباتات ومحصولها مسببا السرطان كتأثير تراكمي بعد عدة سنوات من تناول المحاصيل المسمدة باليوريا بانتظام خاصة الخضراوات والفاكهة. وأكد الخبير الزراعي، أن دول العالم المتحضر، توقفت عن استخدام الأسمدة الآزوتية مع الخضراوات والفاكهة والحاصلات الحقلية منذ نحو ثلاثين عاما، وقصر استخدامها فقط على الأغراض الصناعية، خاصة البلاستيك؛ إلا أن مصر وبعض البلدان الإفريقية الفقيرة مازالت تصرح باستخدامها في التسميد لإنتاج الغذاء، ضاربة بصحة مواطنيها عرض الحائط، مطالبا بتحويل مصانع إنتاج اليوريا إلى إنتاج الأسمدة النتراتية أو النتراتية الأمونيومية، فجميع خطوط الإنتاج متشابهة ولا تتكلف كثيرا في التحول؛ إلا أن التركيز العالي للنيتروجين في سماد اليوريا الذي يبلغ ثلاثة أمثاله في سماد النترات أو سلفات الأمونيوم, ويبلغ نحو مرة ونصف في الأسمدة المختلطة النتراتية الأمونيومية يجعل هذه الدول مستمرة في إنتاج اليوريا للتغلب على قصور نقص الأسمدة النيتروجينية الكيميائية بها دون النظر إلى منعها عالميا. وأوضح إبراهيم أن خطورة أسمدة اليوريا لا تتوقف عند النباتات فقط، بل تمتد للأسماك؛ حيث تستخدمها بعض المزارع في تغذية أسماك الأقفاص في النيل وفروعه والترع، ما يزيد من تركيز الأمونيوم في المياه بآثارها الضارة على أنسجة الإنسان والحيوان، خاصة الكلى، عند استخدام هذه المياه في الشرب, بالإضافة إلى تراكمها في أنسجة الأسماك مسببة أضرارا أيضا لمستهلكيها.