«زاوية» تهدر مطالبات متابعيها بمنع عرض فيلم متهم ب«التطبيع»

تواصل سينما زاوية، اليوم الجمعة، عرض فيلم «قضية 23» للمخرج اللبناني زياد الدويري، المتهم ب«التطبيع» مع الكيان الصهيوني، وسط دعوات رافضة لعرض الفيلم في مصر على غرار منعه في لبنان، بموجب قانون مقاطعة إسرائيل الصادر عام 1995، بالإضافة إلى منع عرضه في فلسطين، ورفعه من سينما رام الله.
الحملة الشعبية لمقاطعة إسرائيل قادت دعوات منع عرض الفيلم، وذكرت أنها «فوجئت بإعلان سينما (زاوية) عن عرض الفيلم وقيامها بالترويج والدعاية له، ورغم تواصلنا مع صفحتهم الرسمية لتوضيح القضية وحثهم على منع عرض الفيلم إلا أن ذلك لم ينل أي استجابة تذكر».
وذكرت الحملة، في بيان، أسباب دعوتها الرافضة لعرض الفيلم، ومنها أن «المخرج مطبع وأشرك ممثّلين إسرائيليين وطاقم فني إسرائيلي في فيلمه (الصدمة)، وأنه دخل إلى الكيان الصهيوني لتصوير مقاطع من فيلمه على امتداد 11 شهرًا»، مشددة على أن فيلم «القضية 23 مهين للفلسطينيين ويساوي بين الجلاد والضحية».
ودعت الحملة سينما زاوية إلى وقف عرض الفيلم، ودعت أيضًا من سمتهم «كل المؤمنين بمقاطعة الاحتلال الصهيوني» إلى الوقوف ضد أي حملة تطبيع فنية وثقافية مع الاحتلال.
بعد يومين من صدور بيان حملة مقاطعة إسرائيل، خرجت سينما زاوية ببيان، للرد على دعوات مقاطعة الفيلم ومنع عرضه، وقالت: «إن كنّا لا نؤيد الحركة كما يزعم بيان حركة مقاطعة إسرائيل في مصر، لما لجأنا لمعايير الحملة في المقام الأول. ولا يعني عدم توقيع زاوية على البيان التأسيسي في 2015 أننا لسنا من مؤيدي مبادئ الحملة وما سبقها من تاريخ طويل لرفض التطبيع مع إسرائيل».
وأوضحت «زاوية»، في بيانها، أنها «لم تتجاهل محاولات الحملة للاتصال بها. حاولنا الاتصال بهم قبل نشر البيان، ولم ننجح في ذلك. تواصلنا مع الحملة ونستضيف اليوم منسقها رامي شعث، لكي يتحدث ويوضح موقف الحملة من الفيلم قبل بدء العرض. وسننسق مع الحملة والداعين لمقاطعة الفيلم إمكانية إقامة نقاش مرة أخرى في الأيام القادمة، يليه عرض الفيلم مجانًا لكل من يريد أن يحضر النقاش أو يشاهد الفيلم دون أن يساهم ماديًا في دعمه من خلال شراء تذكرة».
إلى جانب بيان حملة مقاطعة إسرائيل الرافض لعرض الفيلم، أثار إعلان «زاوية» جدلًا عريضًا في الوسط الفني، وقالت المخرجة أمل رمسيس، مؤسسة مهرجان سينما المرأة، إن المخرج زياد الدويري «مطبّع وله تصريحات عنصرية ضد الشعب الفلسطيني»، واعتبرت أن شعار «الفصل بين الفن والسياسة» ممكن أن يكون واردًا إذا تناول عملًا فنيًا لا علاقة له بالفعل بالسياسة، لكن عندما يكون العمل الفني أو الفيلم هو سياسي بالدرجة الأولى، فلا مجال لاستخدام الشعار من أساسه».
وأضافت «رمسيس»، عبر حسابها على «فيس بوك»، أن «مقاطعة الفنان المطبع التعبير الوحيد عنها هي مقاطعة أعماله وعدم الترويج ليها وعدم عرضها، مفيش أي شكل آخر للمقاطعة. والدعوة لمقاطعة الفيلم وعدم عرضه في سينما زاوية، مش معناها على الإطلاق ولا بأي حال من الأحوال مقاطعة سينما زاوية».
وقال سامي النهري، عضو الهيئة العليا بحزب تيار الكرامة، إن «الفيلم لو عُرض في كل الدنيا، فلا ينبغي أن يعرض في بلد قتل منها العدو الصهيوني عشرات الآلاف على مدار وجود هذا السرطان المسمى إسرائيل، يليق بمصر وبالمصريين أن ترفض التطبيع والمطبعين، والله يرحم الرائع سعد الدين وهبة الذي لم يسمح بالوجود الصهيوني فترة إدارته لمهرجان القاهرة السينمائي».
وقالت «زاوية» إنها «تحترم دعوات مقاطعة الفيلم، وتترك للجمهور حق الاختيار»، واقترحت عرض الفيلم «مجانًا» لكل من يريد أن يحضر النقاش أو يشاهد الفيلم دون أن يساهم ماديًا في دعمه من خلال شراء تذكرة. ووزعت «زاوية» أيضًا تذاكر مجانية لحضور الفيلم، في آخر أعداد إصدار «منطقتي» المعني بقضايا العمران المصري.
تدور أحداث الفيلم، المرشح لجائزة الأوسكار فئة أفضل فيم أجنبي، في أحياء بيروت، وتقع مشادة بين «طوني»، مسيحي لبناني، و«ياسر»، لاجىء فلسطيني، ويأخذ تبادل السباب أبعادًا أكبر من حجمها، ما يقود الرجلين إلى مواجهة في المحكمة. وفيما تنكأ وقائع المحاكمة جراح الرجلين وتكشف الصدمات التي تعرضا لها، يؤدي التضخيم الإعلامي، بحسب تقديم «زاوية»، للقضية إلى وضع لبنان على شفير انفجار اجتماعي، ما يدفع بالرجلين إلى إعادة النظر في أفكارهما المسبقة ومسيرة حياتهما.