بعد هذا الإعلان الغريب من قبل الرئيس الأمريكي لمقتل "أسامة بن لادن" وهذه الاحتفالات التي شاهدناها وبالخصوص في أمريكا ينبغي علينا أن نقف لحظات ونحلل هذا الأمر ، فهذا الموقف ليس للحديث عن صحة أو خطأ ما كان يفعله "أسامة بن لادن " وإنما الغرض منه معرفة أمريكا إلى أين تتجه؟ في البداية أنا أصبحت متأكدًا إلى حد يصل إلى اليقين أن "أسامة بن لادن"على قيد الحياة وهذا للأسباب الآتية:- 1- هجوم أربعة طائرات أمريكية بالتنسيق مع الحكومة الباكستانية على بيت زعيم القاعدة. 2- استمرار القتال لمدة 40 دقيقة . 3- قتل زعيم القاعدة برصاصة في رأسه!، وإصابة زوجته في ساقها!. 4- عدم عرض جثمانه على الفضائيات لأن منظرها مروع!. 5- إلقاء جثمانه في البحر حتى لا يصبح مقامًا للزيارة "ولرفض كل البلاد استقباله"!. 6- عدم صحة الصورة التي تم نشرها له وهو مقتول"ومَن يعرف برامج التركيب سيعرف هذا". 7- عدم الاهتمام المتوقع لمعظم الدول الغربية بهذا الخبر. أما عن هذا الموقف فقد أكد لي أن "أوباما "لا يعرف شيئًا عن السياسة الثقيلة وإنما هو يعرف ويتقن سياسة الكلام فقط، ولكن الغريب هو مجاراة "المخابرات الأمريكية" له إن لم تكن هي المدبرة لهذا الخبر لغرض ما ومن هذه الأغراض:- 1- التعتيم على مسألة ليبيا بوجه خاص وباقي الثورات العربية بوجه عام. 2- الوصول إلى زعماء التنظيم عن طريق محاولات معرفة مدى صحة الخبر. 3- التوضيح للدول العربية التي تحررت حقيقة أو معنويًا مَن ينتمي أو يميل لفكر القاعدة. 4- المزيد من دعم "أوباما" الذي أصبح "بطلًا " لا مثيل له. 5- التعتيم على المصالحة الفلسطينية. 6- التعتيم على الدعوة المنتشرة حاليًا للانتفاضة الفلسطينية الثالثة يوم"15/5/2011". 7- محاولة زعزعت استقرار القاعدة وعمل فتن داخلية فيها عن طريق تحجيم "القاعدة " في شخصية " أسامة بن لادن". وقطعًا هناك أغراض أخرى ولكنني لم أتوصل إليها حتى الآن . أما عن الأخطاء التي وقعت فيها أمريكا :- 1- تصريح "باكستان" بعدم معرفتها بهذه العملية -وهذا أمر عجيب- وبذلك أصبحت أمريكا تتعدى على حدود الغير دون أي وجه حق -وهذه عادتها-. 2- معاملة أمريكا الإنسان بطريقة "إرهابية " هي من المفترض أنها تُحاربها. 3- إعلان أمريكا الخبر قبل إعلانه أو تصديقه في باكستان. 4- الاحتفالات الغير طبيعية بهذا الخبر وخصوصًا في أمريكا. 5- جعلت نسبة غير قليلة من المختلفين مع القاعدة يترحمون على "أسامة بن لادن" عاطفيًا أو لأنهم يعرفون أن أمريكا لا تفعل إلا لصالحها وصالح "الدولة الصهيونية". 6- إن صح خبر القتل فستزداد عمليات القاعدة لأن "أسامة بن لادن" كان رمزًا لأتباعه. ثم نأتي للتوابع المتوقع حدوثها في الأيام المقبلة والتي لا يُتوقع مداها:- 1- عمليات على أعلى مستوى من القاعدة ضد أمريكا. 2- نهاية "أوباما" وبعض كبار رجال السياسة الأمريكية. 3-إحراج أمريكا عالميًا عند ظهور"أسامة بن لادن"،وإثبات عدم اتزانها بسبب الثورات العربية . 4- إن قُتل بالفعل "أسامة بن لادن" فإن أمريكا اختارت مَن هو أقوى منه تخطيطًا وهو على الأرجح"أيمن الظواهري" ،ف"أسامة بن لادن" كان مخططًا ولكنه في الأصل كان رمزًا لأهل القاعدة. 5- خطاب قريب لزعيم القاعدة موجهًا لكل مَن احتفل بهذا الخبر ولكنه خاص وذات طابع شديد وقاسي لأمريكا. وفي النهاية أود أن أقول :"إن عدم خروج رد إعلامي سريع من القاعدة يؤكد تجهيزها لعملية ذات طابع خاص لأمريكا ، وليس كما يعتقد البعض أن القاعدة انتهت ولم تستطع تدبير أمرها".