«أنقرة» تكثف دعمها العسكرى والاقتصادى ل«الدوحة»

وصلت دفعة جديدة من القوات المسلحة التركية إلى قطر، الأربعاء، فى الوقت الذى كثفت فيه أنقرة من إمدادات المواد الغذائية إلى الدوحة لمواجهة النقص الشديد الذى تعانى منه، بسبب المقاطعة التى فرضتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين عليها، بسبب دعمها للإرهاب وتدخلها فى الشؤون الداخلية للدول العربية.
وأعلنت مديرية التوجيه المعنوى بوزارة الدفاع القطرية وصول دفعة جديدة من القوات المسلحة التركية إلى قطر، وذكر حساب وزارة الدفاع القطرية على موقع «تويتر»، أن الدفعة الخامسة من القوات المسلحة التركية بدأت، عقب وصولها معسكر كتيبة طارق بن زياد الآلية، مهامها التدريبية فى إطار التعاون العسكرى المشترك بين الجانبين. وذكر البيان أن «هذا التعاون الدفاعى يأتى ضمن النظرة الدفاعية المشتركة لدعم جهود مكافحة الإرهاب والتطرف وحفظ الأمن والاستقرار فى المنطقة». كان البرلمان التركى قد صادق فى يونيو الماضى على مشروع قانون للتعاون فى مجال التدريب العسكرى والأمنى مع قطر.
وقال وزير الاقتصاد التركى نهاد زيبكجى، الأربعاء، إن أنقرة أرسلت 197 طائرة شحن و16 شاحنة وسفينة واحدة إلى قطر لتلبية احتياجاتها اليومية منذ اندلاع الأزمة القطرية الشهر الماضى، وخلال لقائه مع زيبكجى فى أنقرة، قال وزير الاقتصاد القطرى أحمد بن جاسم آل ثانى، إن حركة التجارة الجوية مستمرة ولم تتأثر رغم العقوبات.
وعلى صعيد متصل، قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إن تركيا لا تريد المشاركة فى المواجهة العسكرية، إن حدثت، بين قطر والدول الخليجية، وأضاف فى حوار مع برنامج «هارد توك» على قناة «بى. بى.سي» البريطانية: «لسنا جزءا من هذه الأزمة، بل بالعكس، نريد أن نشجع الحوار والسلام فى منطقة الخليج، ونسارع لإيجاد حل هنا».
تسلمت قطر أول دفعة أبقار من إجمالى 4 آلاف بقرة تعاقدت على شرائها لتوسيع إنتاجها من الألبان فى إطار مقاومتها لأزمة المقاطعة الخليجية. وقال متحدث باسم شركة «بلدنا» القطرية لتصنيع منتجات الألبان، إن الشركة تسلمت 165 بقرة من تاجر فى بودابست من ألمانيا، وقال متحدث باسم الشركة إنه من المنتظر وصول دفعات أخرى من الأبقار من ألمانيا والولايات المتحدة وأستراليا خلال الأيام المقبلة، وكانت قطر تعتمد فى تغطية نحو 80% من احتياجاتها من منتجات الألبان على الاستيراد من السعودية. وفى الوقت نفسه، أبرمت شركة «توتال» الفرنسية عقدا مع قطر تستثمر بموجبه 3.5 مليار دولار على مدى 5 سنوات فى حقل الشاهين النفطى القطرى، وقالت الشركة إنها تتوقع إبقاء إنتاج الحقل البحرى عند 300 ألف برميل يوميا.
وقال رئيس اللجنة القَطرية لحقوق الإنسان، على بن صميخ المرى، إن عدد الشكاوى التى تلقتها لجنته من المتضررين منذ بداية المقاطعة بلغ ما يقرب من 3 آلاف شكوى، وأضاف أنه التقى مسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية وحثهم على وضع انتهاكات الحقوق التى رافقت مقاطعة قطر على رأس أولوياتهم فى التعامل مع الأزمة الحالية فى الخليج، وزعم أن اللجنة سجلت حالات منع قطريين من دخول السعودية لأداء مناسك العمرة، ومنع طلاب قطريين من حقهم فى إكمال تعليمهم فى الإمارات.
وفى الوقت نفسه، واصلت الصحف السعودية والإماراتية، الأربعاء، اتهاماتهما لقطر ب«الكذب والغدر والخيانة»، وأبرزت «نقض الدوحة وعدم التزامها ببنود اتفاق الرياض عام 2014»،