الخطوط القطرية تحاول شراء 10% من أسهم «أميركان إيرلاينز».. وأمريكا تستغرب!

أعرب مجلس إدارة شركة خطوط الطيران الأمريكية «أميركان إيرلاينز» عن استغرابه من محاولة الخطوط القطرية، المملوكة لحكومة قطر، للاستحواذ على نصيب يصل إلى 10 فى المائة من شركة الطيران الأمريكية.
ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن اتحادات الطيارين والمضيفين الجويين الأمريكيين أعربت عن معارضتها الخطوة القطرية، لما تثيره من قلق حول صناعة الطيران الأمريكية واستراتيجيتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن عرض «القطرية» جاء مباشرة بعد قطع علاقات عدد من الدول الخليجية والعربية علاقاتها مع قطر، ما أثار الشكوك بشأن رغبة الشركة المملوكة لحكومة قطر فى التوسع الاستثمارى فى قطاع يفترض أن الشركة القطرية على خلاف معه.
وكان الرئيس التنفيذى للقطرية اقترح العرض الاستثمارى على الرئيس التنفيذى ل«أميركان» قبل مطلع الشهر، مقترحا شراء كمية من أسهم الشركة من السوق المفتوحة ثم زيادة نصيب القطرية إلى 10 % مقابل ما يزيد على 800 مليون دولار.
وقالت «وول ستريت جورنال» إنه على الرغم من استثمار القطرية فى شركات طيران كبرى، مثل الشركة المالكة للخطوط البريطانية وغيرها، فإن عرضها الاستثمارى على «أميركان إيرلاينز» أثار الانتباه بشأن إمكانية أن يكون مدفوعا بغرض «التأثير والنفوذ»، خاصة أن الشركة الأمريكية تتزعم الدعوى الأمريكية ضد القطرية وطيران الإمارات والاتحاد بشأن المنافسة فى السوق الأمريكية.
وتشير وسائل الإعلام الاقتصادية الأمريكية إلى أنه يمكن لأى مستثمر أجنبى شراء ما يصل إلى 4.75 فى المائة من أسهم أى شركة أمريكية من خلال أسهم فى السوق المفتوحة دون حاجة لأى موافقات.
لكن أى زيادة عن تلك النسبة تتطلب موافقة مجلس إدارة الشركة المعنية وسلطات حماية المنافسة وغيرها من هيئات تنظيم النشاط الاقتصادى والمالى.
وملخص عرض قطر على «أميركان إيرلاينز» هو شراء النسبة المسموح بها من السوق المفتوحة، ثم زيادتها إلى نسبة 10 فى المائة من أسهم الشركة بسعر إقفال الأسبوع الماضى. وكان سهم «أميركان إيرلاينز» أغلق على أقل قليلا من خمسين دولارا (48.97 دولار للسهم)، ما يعنى شراء القطرية ما يقارب 17 مليون سهم بما يزيد على 800 مليون دولار.
يذكر أن الحاجة لزيادة حصة أى مستثمر أجنبى فى أى شركة أمريكية تحتاج إلى موافقة عدد من الهيئات، وبالتالى لا يمكن لقطر استثمار أكثر من 81 مليون دولار إلا بموافقة عدة جهات. ورغم أن صفقة القطرية أميركان إيرلاينز يمكن أن تمر بسهولة حتى الحد الأقصى لشراء الأسهم من السوق المفتوحة (4.75 فى المائة)، فإن أى زيادة تحتاج موافقات أكثر، ومنها موافقة مجلس إدارة الشركة التى عبر رئيسها التنفيذى فى رسالة للعاملين، نشرتها شبكة «سى.أن.بى.سى» عن أن العرض القطرى «محير وربما مقلق للبعض».
وإذا كانت الصفقة لا تحمل أى مخاطر احتكار أو غيره، إلا أن «لجنة الاستثمارات الأجنبية» (وتضم ممثلين لوزارة الخزانة ووزارة العدل وغيرها من الإدارات الأمريكية) يمكن أن تتدخل وتوصى الرئيس بإلغاء أى صفقة استثمار تعتبرها تتعارض مع المصالح الأمريكية أو الأمن القومى.