«تربويون»: الدولة لن تستطيع السيطرة على الغش

توقع عدد من خبراء التربية فشل امتحانات الثانوية العامة بنظام البوكليت، هذا العام، فى التصدى لظاهرتى التسريب والغش الإلكترونى التى حدثت على مدار عدة سنوات، مؤكدين أن الدولة لن تستطيع السيطرة على الغشاشين فى ظل التفكير بنفس الطرق التقليدية فى مواجهة الثورة التكنولوجية الحديثة والتى يستغلها الطلاب للحصول على أعلى الدرجات للالتحاق بالجامعة.
وتوقع الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، عدم سيطرة الدولة على لجان الثانوية العامة هذا العام، نظراً لأنها غير قادرة على السيطرة فى كثير من الأمور الحياتية حتى تنجح فى ضبط امتحانات الثانوية.
وأضاف مغيث ل«المصرى اليوم»، أن الفوضى التى حدثت فى الأعوام الماضية بدون عقاب رادع ومعلن، للمتسبب فيها، وعدم الوصول لحقيقة كيفية تسريب الامتحانات السنوات السابقة، بالإضافة إلى فساد قطاع كبير من المنظومة التعليمية بدون مواجهتها أو وضع رقيب عليها، وكذلك تخصيص لجان لأبناء الكبار كل هذه العوامل ستتسبب فى تكرار نفس الظاهرة وبنفس الآلية.
وأشار مغيث إلى أن امتحانات الثانوية الأزهرية يتم تسريبها رغم قرار تطبيق نظام البوكليت بها، مضيفا أن من اخترع نظام البوكليت لم يؤكد أنه سيمنع الغش والتسريب، ولكنه توقع أن تسريب عدد أكبر من الأسئلة والصفحات سيكون صعباً مقارنة بالنظام القديم والذى كان عبارة عن ورقة واحدة.
وأكد مغيث أن التكنولوجيا الحديثة لن تقف أمام البوكليت وستواصل التسريب، كما أن تولى الجهات السيادية لطباعة وتأمين البوكليت غير مجد ولن يمنع التسريب، لأننا فى صراع بين عقليتين الأولى خاصة بأجيال الخمسينيات والستينيات المعتمدة على الخبرة والثقة والسرية والشمع الأحمر، والثانية خاصة بجيل متمكن من التكنولوجيا الحديثة وتطويعها لتحقيق أغراضه وأهدافه.
وأوضح مغيث: «نحن نحتاج لتطوير العملية التعليمية بالكامل، وإدراج عملية التقويم بشكل دورى خلال العملية التعليمية، وأتمنى أن تمر الامتحانات بسلام، خاصة أن الامتحانات بمختلف مراحلها التعليمية تكلف الدولة سنويا 600 مليون جنيه».
وقال الدكتور حسنى السيد، الخبير بالمركز القومى للبحوث التربوية، إنه من الصعب الحكم على تجربة «البوكليت» قبل تنفيذها، والامتحانات التجريبية ليست مؤشراً على نجاح الفكرة للسماح بتعميمها، كما أن تقليل العنصر البشرى ليس ضمانة كافية لمنع التسريب.
وأضاف السيد، أن تطوير الامتحانات وأساليب التقويم ليست مسؤولية وزارة التربية والتعليم ولكن مسؤولية الدولة بالكامل حال وجود رغبة حقيقية لتطوير العملية التعليمية، خاصة فى ظل تخصيص لجان خاصة بأبناء الكبار لتسهيل امتحاناتهم للحصول على أعلى المجاميع والدرجات.
وتابع السيد، أن هناك غيابا للرؤية الخاصة بتطوير نظام القبول بالجامعات وفكرة اختبارات القدرات تثير القلق، ولا يزال مكتب التنسيق هو الجهة الأكثر طمأنينة للقبول بالجامعات بدون واسطة أو محسوبية، وليس هناك معايير واضحة للتطوير.
من جانبه توقع الدكتور مجدى العدوى، العميد السابق، لكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس، فشل امتحانات الثانوية العامة بنظام البوكليت لعدة أسباب على رأسها كثرة أسئلة الاختيار من متعدد لأن الطلاب لن يستطيعوا الإجابة عن كل الأسئلة لأنهم معتادون على أسئلة السرد، بالإضافة إلى أن احتمالات الغش لا تزال واردة.
وطالب العدوى باستبدال امتحان الثانوية العامة بنظام تقويم دورى شامل منتظم شهرياً على مدار العام الدراسى، يتضمن المواظبة والتحصيل الدراسى.
وأشار إلى أن هذا النظام يقضى على ظاهرة غياب الطلاب عن المدارس، ويجبر المدرسين على الالتزام بالتواجد بالمدارس، ورفع كفاءتهم، لأنه سيقضى على فكرة الدروس الخصوصية، وبالتالى يجب إلغاء الكتب المدرسية التى لا يقرأها الطلاب وتتفوق عليها الكتب الخارجية، ويستطيع الطالب البحث عن المعلومة بالمكتبات وشبكات المعرفة، كما يجب وضع رؤية واضحة لتطوير العملية التعليمية على أن تبدأ من أسفل إلى أعلى لجميع المراحل التعليمية.