ثلاث عقبات تواجه فينجر للخروج من دوامة الفشل مع أرسنال.. (تقرير)

أعلن نادي أرسنال اليوم وبشكل رسمي تجديد عقد المدرب الفرنسي أرسين فينجر لمدة موسمين قادمين، بعد فترة دامت قرابة ال6 أشهر بين التكهنات حول رحيله بعد أكثر من 20 عامًا على توليه قيادة الفريق.
وجاء التجديد على الرغم من مواصلة الفريق لإخفاقه وسقوطه في المواعيد الكبرى، وابتعاده عن أجواء المنافسة على الألقاب الكبرى (الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال)، بالإضافة لخسارة الفريق تواجده ضمن رباعي القمة في جدول ترتيب البريميرليج لأول مرة في فترة المدرب الفرنسي، ليفشل في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا لأول مرة في آخر 19 عامًا.
تجديد عقد فينجر، سيعني أن الفرنسي مستمر على عهده مع أرسنال الذي سيدخل عامه رقم 21 مع بداية الموسم المقبل، وحقق خلال فترته مع النادي 16 لقبًا في مختلف البطولات، وأنفق على صفقات الفريق قرابة ال700 مليون باوند، بالإضافة لتحمله مسؤولية الفريق ودوره الكبير خلال انتقال الفريق من ملعب هايبري إلى استاد الإمارات، معقل أرسنال الجديد، حيث أجبرته الظروف على التعامل مع دعم مادي ضعيف بالإضافة إلى بيع أبرز نجوم الفريق للتعامل مع ديون الاستاد الجديد، وهي الفترة التي تجاوزها المدرب الفرنسي بنجاح، وان كانت كلفته 13 عام متتال بدون تحقيق لقب الدوري (آخر لقب دوري لأرسنال يعود إلى موسم 2003/2004).
استمرار فينجر، في قيادة أرسنال سيضع أمامه 3 عقبات عليه تجاوزها للخروج من دوامة الفشل والبحث عن نهاية أفضل لمشواره الكبير مع الجانرز، نستعرضها في السياق التالي..
1- ملف تجديد النجوم
مشاكل كبيرة تواجه فريق أرسنال، عقود الكثير من النجوم تنتهي في صيف 2018، أي بعد عام بالتحديد من الأن، وعدم التوصل لاتفاق مع هؤلاء اللاعبين حتى يناير 2018 سيجعل هناك إمكانية لمغادرتهم بدون مقابل.
أكثر من اسم مميز متبقي في عقده أقل من سنة، يأتي على رأسهم الجناح الهجومي التشيلي أليكسيس سانشيز، هداف الفريق وأفضل لاعب في الفريق هذا الموسم والنجم الأول بدون منازع، ثم يأتي صانع الألعاب الألماني مسعود أوزيل الذي ينتهي عقده هو الآخر في صيف 2018، بالإضافة لأسماء مثل لاعب الوسط الإنجليزي أليكس أوكسليد تشامبرلين. كل هؤلاء من أهم وأبرز عناصر الفريق لكن مستقبلهم الحالي غير معلوم، وبالتحديد نجم الفريق الأول، سانشيز، الذي ربطته التقارير بأندية أخرى مثل بايرن ميونخ، مانشستر سيتي وتشيلسي، أمام إخفاق أرسنال في المنافسة على البطولات الكبيرة.
2- موسم انتقالات مرتقب
على الرغم أن أرسنال أنفق رقم قياسي على مستوى النادي في سوق الانتقالات الصيفية 2016، ووصلت تكلفة صفقات النادي إلى أكثر من 90 مليون باوند، إلا أن هذه الصفقات لم تساعد الفريق في البريميرليج في موسم شهد خروج أرسنال لأول مرة في 20 عام من المراكز ال4 الأولى في جدول الترتيب.
إدارة أرسنال ستعتمد على آرسين فينجر في إعادة الفريق للمنافسة مرة أخرى، والعقد الجديد سيصاحبه ميزانية انتقالات ضخمة تتيح للفريق انتداب صفقات قوية لإعادته لمنصات التتويج أو على الأقل في أجواء المنافسة على لقب الدوري الغائب من 13 عاما.
وسيكون أمام فينجر الكثير من المشاكل التي يرغب في حلها مثل مشاكل الدفاع وضعف الإنهاء الهجومي للعناصر الهجومية للفريق باستثناء أليكسيس سانشيز، بالإضافة لإقناع الصفقات الهامة للفريق بالقدوم أمام الفشل في المشاركة في دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم.
3- المنافسة على لقب البريميرليج
منذ الموسم التاريخي لأرسنال في 2003/2004 وبعد تحقيق الفريق للقب الدوري بدون هزيمة، ليصبح الفريق الوحيد حتى يومنا هذا الذي تمكن من تحقيق لقب البريميرليج في موسم بدون أي هزيمة طوال عهد المسابقة، لم ينجح أرسنال بعد ذلك من تشكيل تحدي كبير على قمة الترتيب في أي موسم من المواسم ال13 الأخيرة، حتى إن سهام النقد انطلقت جميعها صوب المدرب آرسين فينجر بعد أن نجح ليستر سيتي في حسم لقب البريميرليج موسم 15/16 وغاب فريق أرسنال عن المنافسة حتى على الرغم من أنه احتل المركز الثاني بنهاية هذا الموسم.
أرسنال يعيبه افتقاد الاستمرارية، سيناريو شبه مكرر في كل موسم من البداية بشكل قوي والمنافسة على الصدارة حتى بداية العام الجديد، ومن بعدها هبوط واضح في أداء الفريق يكبده خسارة المنافسة، ثم استفاقة متأخرة دائمًا كانت تكفل له في الماضي تحقيق مركز ضمن (الأربعة الكبار) دائمًا، لكن في موسم 16/17 اختلفت النهاية ليبتعد الفريق عن (الأربعة الكبار) ويحتل المركز الخامس.
جمهور أرسنال ينتظر نسخة مختلفة ومغايرة فيما يبدو أنها ستكون فرصة فينجر الأخيرة للخروج من الفريق بشكل لائق بعد بداية ممتازة حققها الفرنسي مع أرسنال مما جعل الفريق ضمن فرق الوزن الثقيل في الكرة الأوروبية، لكن السنوات الأخيرة شهدت خيبات ونكسات متكررة اضررت كثيرًا بوضع واسم الفريق، ولذلك سيكون أمام فينجر الفرصة الأخيرة لإعادة هيبة النادي مرة أخرى واستعادة دعم الجماهير التي انقسمت عليه بشكل كبير في السنوات الأخير خصوصًا في آخر موسمين، وأيضًا نحو خروج مُشرف للفرنسي العجوز بعد قرابة الربع قرن من تدريب العملاق اللندني.