لأول مرة.. الإرهاب يصل الوادى المقدس

تعرضت مدينة سانت كاترين، لأول مرة منذ آلاف السنين، لهجوم إرهابى، حيث خيمت مشاعر الحزن على سكان مدينة الوادى المقدس، عقب الحادث الذى استهدف كمين «السلسلة» والذى أسفر عن استشهاد جمال محمد سعيد، أمين الشرطة، وإصابة 4 آخرين بإصابات خطيرة.
وقال عطية موسى، عضو مجلس النواب عن دائرة خليج العقبة وسانت كاترين، إنه لأول مرة تشهد سانت كاترين هجوماً إرهابياً، مشيراً إلى ضرورة تكاتف الجميع لضبط هؤلاء الإرهابيين لأن سانت كاترين على مر التاريخ لها قدسيتها. وأضاف موسى، ل«المصرى اليوم»، أن البدو يقومون بتأمين الدير منذ مئات السنين وفى تعايش سلمى وأجواء من المحبة والإخاء مع رهبان الدير.
وقال سلمان الجبالى، الباحث فى شؤون دير سانت كاترين، إن المدينة التى تضم الدير والوادى المقدس وجبل موسى ومجمع الأديان لم تشهد أى حادث إرهابى ولم تمسها أيدى المتطرفين على طول الزمان، وهى رمز للمحبة والسلام والدير حالة فريدة على مستوى العالم فهو الدير الوحيد الذى يخدمه ويحرسه المسلمون.
ونعى الجبالى الشهيد جمال سعيد، الذى استشهد أمس الأول، فى الحادث الإرهابى، مشيراً إلى أنه قضى عمره يحرس ويعمل فى الوادى المقدس، وكان يمتاز بالأخلاق الحميدة.
وقال أحمد أبوراشد الجبالى، شيخ قبيلة الجباليى بسانت كاترين، إن البدو المسلمين ارتبطوا بالدير منذ القرن السادس الميلادى، منذ قدموا من الجبل الأسود بصربيا والصحراء الغربية بمصر، قبل ظهور الإسلام، وذلك بمواثيق وعهود توارثتها الأجيال حتى اليوم، وعندما دخل الإسلام مصر واعتنقوه أصبحت علاقتهم بالدير أكثر احتراما وأصبح الدير للبدو المسلمين مثل القبيلة يساعد المحتاجين بالقبائل ويرعى الأيتام ويقدم المساعدة لكل محتاج.
وأشار الجبالى إلى أن الدير يستقدم أطباء من اليونان لمدة شهر كل عام لعلاج المسلمين البدو ويقوم بعلاج البعض فى الخارج، موضحاً أن هناك 85 عاملا مسلما يقضون حياتهم داخل الدير ويؤدون صلاتهم بداخله، ويقدم لهم الإفطار والسحور فى شهر رمضان، كما أن القبيلة تقدم للدير منذ القدم الحطب والفاكهة الشهية ويشاركونهم الاحتفال بأعياد القيامة، كما أن القساوسة والرهبان وإدارة الدير تقدم فى أفراح البدو الخراف ويساعدون فى بناء بيوت البدو بنسبة 50%. وتابع الجبالى أن العمالة الموجودة بالدير والمقسمة 65 فردا داخل الدير و15 خارجه علاوة على 1050 عاملا يعملون أدلة للدير وتحمل جمالهم الزوار لجبل موسى منهم 400 عمالة بالدير وسائقون و600 من الجمالة.
وأضاف الجبالى أن الدير استقدم 20 عاملاً من أقباط الصعيد، بعد تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، لأعمال لا تتفق مع البدو المسلمين، والخاصة بالكنائس احتراماً لمشاعر البدو.
ولفت رمضان الجبالى، حامل مفتاح دير سانت كاترين، إلى أن الدير كان دائماً رمز السلام والمحبة فى كل العالم، مشيرا إلى أنه لم يستوعب بعد وقوع هجوم إرهابى مجاور للدير.
وأكد هشام محيى، نقيب المرشدين السياحيين بمحافظة جنوب سيناء، أن الهجوم الإرهابى على الكمين هو الأول الذى تشهده تلك المدينة ولم يحدث منذ القرن الثالث الميلادى، منبهاً إلى أن الحادث ستكون له تداعيات سلبيه على حركة السياحة.