يحتفل أهالي سانت كاترين بالعيد القومي لمحافظة جنوبسيناء بتنظيم مهرجان عالمي لتنشيط السياحة بالمنطقة يرسلون من خلاله رسالة للعالم أجمع أن سيناء آمنة تستقبل روادها في أي وقت و أن أهل سانت كاترين يرحبون بضيوفهم من كل أنحاء العالم آمنين مطمئنين في مدينة السلام والمحبة. وتقوم جمعية الوادي المقدس بالتعاون مع قبيلة الجبالية بتنظيم المؤتمر بالتعاون مع بعض الجمعيات الأخرى و بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة بالنشاط الأثري. ويقول سليمان الجبالي المتحدث الرسمي باسم المهرجان، إن دير سانت كاترين هو أشهر أديرة العالم والبقعة الوحيدة التي تجد علي أرضها روح التسامح والتلاقي بين الأديان، والذي بناه الامبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي ليشمل الرهبان الموجودين في سيناء بمنطقة الوادي المقدس منذ القرن الرابع الميلادي عند البقعة المقدسة التي ناجى عندها نبي الله موسي ربه وتلقي فيها ألواح الشريعة، ثم جاء المسلمون ليبنوا أشهر مساجد سيناء داخل الدير في الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله 500عام هجرية و1106 ميلادية. كما أكد محمد هشام أمين عام جمعية الوادي المقدس أن فعاليات المهرجان تنطلق صباح يوم السبت الموافق 23 مارس الحالي الساعة العاشرة صباحا برفع أعلام 100 دولة عربية و أجنبية بالإضافة إلى علم مصر ثم زيارة لدير سانت كاترين والمناطق الأثرية بالمدينة وفي منتصف الليل الصعود لجبل موسى عليه السلام وعلي قمة الجبل ترفع أعلام الدول مع شروق شمس الأحد الموافق 24 مارس الحالي. كان لنا هذا اللقاء مع دميانوس ديمتري مطران دير سانت كاترين وأنه في هذا المكان تكلم النبي موسي مع الله وأخذ الوصايا العشر وعاش هناك 40سنة. وعن تاريخ الدير يقول دميانوس إن الإمبراطور جستنيان بنى هذا الدير في القرن السادس الميلادي لحماية الرهبان من البربر والسرقات المتكررة حيث تجمع 100أسرة من الاسكندرية مع 100 أسرة رومانية واختلطوا مع 100 أسرة بدوية وكانو أسرة واحدة في هذا المكان، وعن علاقة الإسلام بالدير يؤكد دميانوس أن دين الإسلام يحترم الرهبنة التي لم تر من الإسلام الا خير معاملة لذلك نجد أن المسلمين هم من يحمون الدير طوال السنوات الماضية. وأكد دميانوس حسب روايته أن نبي الله محمد كان سيأتي إلى الدير، وهناك وثيقة توصي المسلمين والخلفاء بعد سيدنا محمد أن يحافظوا علي الرهبنة في الدير والوثيقة موجود صورة منها بالدير والأصل أخذها السلطان سليمان الأول مع باقي الوثائق المهمة في الشرق الأوسط إلى تركيا. لذلك يوجد مكانان في العالم يحظون بمكانة واحترام، هي القدس ودير سانت كاترين. وعند سؤاله عن علاقة المحبة بين المسلمين والدير، يقول المطران إن الصورة الموجودة في سانت كاترين لن تجدها في أية بقعة على وجه الأرض فالمسيحية والإسلام في كاترين تربطهم المحبة فالدير بالنسبة لأهل كاترين كالقلب في الجسد كل واحد أعطى الحياة للآخر حتي إن توني بلير رئيس وزراء إنجلترا السابق كان في زيارة للدير سنة 2002 تعجب وهو يتجول داخل الدير عندما وجد أكثر من 75% من العاملين بالدير مسلمين والكنيسة داخل الدير بجوار المسجد ومن يحمي الدير هم قبائل الجبالية المسلمين حتي توني بلير قال لي وهو يضحك هل أنتم مسيحيون فعلا؟. فقلت له طبعا مسيحيون فقال لي كيف وصلتم إلى هذه الحالة من التوافق فاجبته أنناهنا مسلمون ومسيحيون نعيش في حالة حب. وكانت هذه الزيارة مواكبة لحرب أفعانستان فتوجهت بسؤال له عن حجم المليارت التي أنفقت في الصرف على هذه الحرب فأجاب بسخرية أنها كثيرة جدا. فقلت له ما بالك لو صرفت هذه الأموال على الفقراء والمساكين بدلا من الحرب في هذه الحالة، سيعم الحب كل الشعوب ولن تلجئوا للحروب. فقال لي نحن رجال سياسة لا نعرف الحب، فرجل السياسة لا يفكر كرجل الدين. ويضيف المطران دميانوس أن الفيصل والحكم في أية أوراق تخص النذاعات بين القبائل تكون بالدير. وعن حجم الزائرين للدير يوكد دميانوس أن نسبة الزائرين قلت من 75% إلى 18% فقط و ذلك بسبب التحذيرات التي توجه للسائحين من النزول إلى مصر وهذا يؤثر على سكان المدينة، حيث إن دخلهم الأساسي هو العمل في مجال السياحة.