«ليلة للغنا».. مجموعة قصصية تستدعي سحر القرية ووجع المدينة

في مجموعته القصصية الصادرة عن دار بدائل للنشر، تحت عنوان «ليلة للغنا» يقدم الدكتور رضا البهات، صورا مغايرة للمألوف مفادها السحر المخفي في طيات الذاكرة، من قلب القرى المصرية، كما يطرح قصصا تستدعي ذكريات الجامعة والمدينة بكل ما تمثله من زخم وزحام.
وتعتبر المجموعة التي تضم 18 قصة، نموذجا للتنوع في الأسلوب وطريقة الحكي، التي تأتي مرة بصيغة المتكلم وأخرى بضمير الغائب، ومن بينها القصة التي تحمل المجموعة اسمها والتي تبدأ بلقاء بين الراوي وسيدة تدعي «جورية» في وسط الدينة المزدحم، ويتذكر من خلال اللقاء ماذا كانت تمثل «جورية» من شغف وسحر في زمن الغوازي القديم، حين كانت الغوازي تجوب القرى في الافراح والموالد ومواسم الحصاد، ليرقصن بملابسهن الكاملة، ثم يحصلن على ما تيسر مما يجود به أهل القرية عليهم، وكيف كانت تلك السيدة تسحر ألباب من يراها أو يستمع لغنائها، لدرجة أنها سحرت أخيه وجعلته يترك امرأته وأولاده ويهيم في الأرض خلفها، لدرجة أن أحد أهالي القرية شبهها بالنداهة أو الجنية التي تخطف العقول.
وهناك قصص أخرى تحتوى على ما يشبه صندوق الذكريات مثل «أجمل بنت في الدفعة» التي يرصد فيها الكاتب قصة قد تبدو عادية في ظاهرها إلا أنها تحمل نموذجا ملهما للفتاة المحبوبة ذات الطبيعة الفاتنة الخلابة، كما يستدعي فيما يشبه السيرة الذاتية يوميات طبيب في إحدى الوحدات الصحية.
وتتعدد النماذج البشرية التي يقدمها الكاتب مثلما في قصة الريس حسنين وقصة عمود الإيمان التي ترصد أوجاع الحروب من خلال حكاية شخص بذراع واحدة وساق واحدة.
وفي نهاية المجموعة يقدم الكاتب عددا من القصص للفتية والفتيات والتي تذكرنا بأجواء ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة، وهي ثلاث قصص «الجميلة تتزوج الديك الشركسي» و«حكاية الأميرة وابن الحداد» و«لعبة الغابة».
يذكر أن الكاتب صدر له من قبل 3 روايات هي «بشائر اليوسفي 1992» و«شمعة البحر 2004» و«ساعة رملية 2014» الحائزة على جائزة مؤسسة ساويرس في الرواية فرع كبار الأدباء عام 2015، كما صدرت له أيضا المجموعة القصصية «طقوس بشرية 1995» و«موسيقى 2006» وهي قصص للأطفال، و«حقيبة زرقاء» قصص للأطفال صادرة عن كتاب قطر الندى.